خبر خارطة طريق لإصلاح نقابة الصحفيين في فلسطين ..؟!!

الساعة 07:24 ص|23 يونيو 2009

خارطة طريق لإصلاح نقابة الصحفيين في فلسطين  ..؟!!

بقلم: عماد عفانه

صحفي وباحث سياسي

رغم أسفنا وخيبة أملنا من المواقف المتخاذلة للسيد نقيب الصحفيين والسادة أعضاء مجلس النقابة، في مواجهة الأزمات الخطيرة التي يتعرض له الجسم الصحفي المتفسخ، وهو ما ظهر بوضوح في تخاذل النقابة في مناصرة بعض الزملاء الذين يتعرضون للاعتداء سواء من قبل الاحتلال أو الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أو حتى أولئك الذين يتعرضون لمشاكل مع إدارات المؤسسات الإعلامية التي يعملون فيها، ورغم ذلك يكتفي السيد النقيب والسادة الأعضاء بالـتفرج وكأن الأمر لا يخصهم، وذلك حفاظا على مصالحهم الخاصة، والتي حالت دون أن يتحرك أي منهم أيضا لمواجهة الأزمات التي تعصف بالصحفيين وحقوقهم، والتي تمثل لهم قضية حياة أو موت، خاصة في ظل تجاهل السلطات الثلاث لهم كسلطة رابعة .

 

ورغم تنادي مجموعات من الصحفيين في عدد من اللقاءات والتجمعات وورش العمل والخروج بنداءات للنقابة ورئيسها لدعوة الجمعية العمومية للانعقاد في أقرب وقت ممكن، لبحث المشاكل الحقيقية والتحديات التي يواجهها الصحفيون، وهى التحديات التي تجاهلها أعضاء المجلس ونقيبهم، الأمر الذي يفرض على الصحفيين اتخاذ أشكال أخرى قادرة على إلزام نقيب الصحفيين ومجلس النقابة الاستجابة لمطالب جمهور الصحفيين لجهة النهوض بهم وبجسم النقابة كأحد أهم أدوات المقاومة.

 

المستهجن في الأمر هو الموقف الغامض والمهتز للسلطات الحاكمة  بخصوص أزمة النقابة كأحد الأجسام النقابية التي على السلطات الحاكمة رعايتها والرقابة عليها ضمن الأنظمة والقوانين المتبعة بغض النظر عن الأجواء السياسية المنقسمة على نفسها والتي من الجريمة السماح لها بالانعكاس على الجسم الصحفي صاحب واحدة من أقدس الرسالات البناءة في المجتمع.

 

إن إدراك الأخوة الصحفيين حاجتهم لنقابة فاعلة، لمواجهة ظروف عمل قاسية، ولإنصاف صحفيون مقهورون في مواجهة واقع مرير، ولإنقاذ مهنتهم  قبل أن تغرق السفينة، يطرح الآن ضرورة أن يوحد الصحفيون صفوفهم، في مواجهة الواقع القاسي والنقابة الهزيلة، اللذان يضغطان سويا على الصحفيين، ليصبح هؤلاء الصحفيون بلا ظهر يحميهم، ويستعيد حقوقهم الضائعة، الأمر الذي يجب ان يدفعهم للبحث عن طريق جديد، يحفظ للصحفيين حقوقهم ووحدتهم، ويرعى مصالحهم، وهو طريق لا يمكن أن نسير فيه دون أن نضع على رأس أهدافنا المطالبة بتعديل قانون نقابة الصحفيين ليكون قادرا على حمايتهم من تجبر المتسلطين، ويضع قواعد جديدة للقيد في النقابة، بحيث ينقذ الصحفيين من قهر الإرادات الحزبية.

 

 فالصحفيون غير النقابيين أصبحوا الآن هم الوقود الحقيقي لماكينة الصحافة، ورغم ذلك لا يجدون من يحميهم أو يمنحهم فرصة أفضل في الانضمام للنقابة، التي أصبح دورها منع الصحفيون من الالتحاق بها، وعلى القانون المنشود أن ينظم قوانين العمل ، وحصر أسماء الصحفيين بطريقة دورية، وضمان حق الصحفي في الحصول على دورات تدريبية متخصصة داخل مؤسسته الصحفية، ومساندة الصحفيون المهددون بالفصل التعسفي، وتقديم تغطية وحماية نقابية للزملاء غير النقابيين.

 

هذا عدا عن الوقوف بقوة إلى جانب كل الزملاء الذين يتعرضون للتنكيل والقهر على يد قوات العدو أو الأجهزة الأمنية ، وفضح هذه الممارسات أمام الرأي العام.

 

ولكن قد يتساءل البعض ما هو هذا الطريق الكفيل بتحقيق كل الأهداف السابقة.؟؟!!

 

هل هو بخلق تكتلات أخرى تحت أسماء براقة لها علاقة بالديمقراطية.!!

 

أم الطريق يكمن بخلق أجسام غير نقابية تقوم بمهمات النقابة في خدمة الصحفيين والعمل الإعلامي..!!

 

أم الحل هو اللجوء للسلطات الحاكمة لفرض انتخابات جديدة على نقابة الصحفيين استجابة لمطالب الصحفيين وللاتحاد الدولي للصحفيين ولغيرها من الأجسام الحقوقية والنقابية..!!

 

لكن آخرين قد يقولون انه لا جدوى من كل ذلك لأن الانقسام السياسي هو سبب رئيس في تعطيل عملية إصلاح النقابة..!!

 

حيث يرد آخرون بالقول أن الانقسام بات مشجبا غير صالح لتعليق كل المشاكل عليه، فجسم النقابة مترهل قبل الانقسام، وطالب الصحفيون كثيرا بإصلاح النقابة قبل الانقسام بوقت طويل فلماذا لم يتم إصلاح النقابة في حينه..!!

 

أيها الصحفيون إذا كنتم ترغبون حقا في نقابة فاعلة وحقيقية فيجب العمل على تنفيذ خارطة طريق تقوم على الإرادة ويغذيها الإصرار وتستند على نفس طويل وتبدأ بـ :

 

-          تشكيل لجنة تضم عدداً من الزملاء الذين يتمتعون بحرفية ومهنية عالية لمتابعة هذا الموضوع وفتح قنوات اتصال مباشرة مع مجلس النقابة الحالي لجهة تصحيح مسار النقابة، وان لم تستجب فتدعوا اللجنة لعقد مؤتمر استثنائي بعد الحصول على موافقة ثلث أعضاء الجمعية العمومية للنقابة لإعادة مسارها المهني.

 

-         أو  تشكيل عدد من اللجان تضم المهنيين من الصحفيين لمتابعة هذه القضية عبر  قنوات الاتصال المختلفة الرسمية وغير الرسمية كي تعاد النقابة إلى مسارها الصحيح الذي اختلت موازينه .

 

-         منح القابضين على النقابة فرصة أخيرة للمبادرة بحل سلطتهم والإعلان رسميا عن انتخابات جديدة.

 

-         وإلا تشكيل مؤتمر من جمهور الصحفيين، وينتخب هذا المؤتمر مجلسا مؤقتا ومحددا بفترة زمنية يتولى خلالها ما يلي:

 

أ‌-       مسك وثائق كل ما يتعلق بالنقابة ومواردها لحين انتهاء عمله بانتخاب نقيب ومجلس نقابة في مؤتمر عام تال.

 

ب‌- جرد العضويات وإنهاء علاقة جميع المتسربين إلى داخل النقابة من خارج التخصصات الصحفية وإبطال جميع الصفات التي منحت لهم وسحب الهويات منهم.

 

ج- فتح باب العضوية لقبول الأعضاء الجدد المستحقين للعضوية في ضوء لوائح وقوانين النقابة.

 

4- في حال امتناع القابضين الحاليين على النقابة عن تنفيذ ما مذكور في 1 أعلاه وبعد مدة أسبوع من تاريخه:

 

1-   حشد أكبر عدد من الموقعين على هذا البيان.

 

ت‌- الدعوة إلى مؤتمر عام يحق فيه الحضور للموقعين على البيان وغير الموقعين ممن يمارسون المهنة ويحملون الهويات الصادرة عن النقابة .

 

ث‌- ينتخب المؤتمر نقيبا ومجلسا مؤقتا، يمارس عمله لحين استعادة النقابة بأية وسيلة ديمقراطية وقانونية.

 

هـ- يتولى النقيب والمجلس المؤقت الاتصال وطلب التضامن من جميع الجهات ذات الصلة محليا وإقليمياً ودوليا للضغط من اجل تحقيق الأهداف المذكورة في هذا البيان وبالطرق السلمية.

 

و- يمسك النقيب والمجلس المؤقت سجلات بجميع الموارد والممتلكات ويقدم التقارير اللازمة بشأنها قبل حله في أي مؤتمر تعقده الهيئة العامة.

 

ولتحقيق خريطة الطريق هذه يدرك الموقعون على هذا البيان أهمية الحاجة إلى عمل تضامني وتعاضدي يسمح لنا نحن الموقعين ببلوغ أهدافنا بالطرق الديمقراطية والسلمية والقانونية لذلك ندعو:

 

1-   جميع الزملاء وجميع المؤسسات الإعلامية إلى المقاطعة المباشرة والفورية للقابضين على نقابتنا الآن وعدم التعامل معهم بأي شكل كان.

 

2-   ندعو جميع المنظمات المهنية في بلادنا إلى إعلان عدم اعترافهم بشرعية القابضين على النقابة والى عزلهم وعدم التعامل معهم.

 

3-   يدعو الموقعون أيضا جميع الدوائر الحكومية إلى وقف التعامل الرسمي مع سلطة النقابة الحالية.

 

4-   ندعو جميع الاتحادات والمنظمات الدولية والاتحادات والمنظمات النظيرة في البلدان الأخرى إلى إعلان عدم اعترافهم بشرعية سلطة النقابة الحالية، والضغط على هذه السلطة من اجل الاستجابة سلميا للإرادة الحرة للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين  والتي يمثلها الموقعون على هذا البيان.

 

أيها الزملاء الصحفيون ما ورد أعلاه مجرد اجتهاد قابل للتعديل حسبما تقتضيه خارطة طريق توصلنا إلى نقابة حقيقية حرة ونزيهة ومعبرة عن المجموع الصحفي،  فهل من مجيب..؟؟!!