خبر ساركوزي يزعم: النقاب استعباد للمرأة

الساعة 06:57 ص|23 يونيو 2009

فلسطين اليوم – وكالات

زعم الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، اليوم الإثنين أن البرقع (النقاب) يشكل "علامة استعباد" للمرأة، وأن ارتداءه "غير مرحب به" في فرنسا.

وأعلن في خطاب أمام مجلسي البرلمان في فرساي قرب العاصمة باريس عن تعديل حكومي منتظر الأربعاء المقبل، وكذلك عن خطة "قروض وطنية" لتمويل مشاريع إستراتيجية ومساعدة المتأثرين من الأزمة المالية.

 

وقال ساركوزي إن البرقع (النقاب) "ليس رمزا دينيا، (بل) رمز استعباد للمرأة.. أريد أن أؤكد علنا أن البرقع غير مرحب به في أراضي الجمهورية الفرنسية".

وأضاف: "لا يمكن أن نقبل في بلادنا نساء سجينات خلف سياج، ومعزولات عن أي حياة اجتماعية، ومحرومات من الكرامة.. هذه ليست الرؤية التي تتبناها الجمهورية الفرنسية بالنسبة لكرامة المرأة".

وشدد في نفس الوقت على أن "العلمانية ليست رفضا للديانات، بل مبدأ يقوم على الحياد والاحترام.. لا ينبغي أن نخطئ المعركة، وفي الجمهورية يجب احترام الدين الإسلامي بنفس قدر احترام باقي الأديان".

وأعرب الرئيس الفرنسي عن تأييده لتشكيل لجنة لمناقشة مصير البرقع، وكانت لجنة برلمانية مكونة من 58 نائبا فرنسيا قدمت مشروع قانون بغرض "تكوين لجنة تحقيق برلمانية"، هدفها "تقييم وضعية لبس البرقع من قبل بعض النساء المسلمات من أجل فهم أفضل للظاهرة، وتقديم الاقتراحات بهدف مقاومة هذه الأمور التي تمثل تهديدا للحريات الخاصة على التراب الوطني"، حسب المسئولين، ووضعت لجنة التحقيق لنفسها تاريخ 30-11-2009 بهدف تقديم تقريرها.

واستند هؤلاء إلى ما قالوا إنه انتشار للبرقع في بعض المدن الفرنسية، وأضافوا أن لجنة التحقيق تأتي تواصلا مع لجنة برنار ستازي، التي أوصت بمنع الرموز الدينية في المدارس العمومية سنة 2003، وأن دعوتهم تستهدف "حماية العلمانية الفرنسية" استنادا إلى البند الأول من الدستور الذي يقر "بعلمانية الدولة".

كذلك استند النواب إلى قرار مجلس الدولة ليوم 27-6-2008 رفض إعطاء الجنسية الفرنسية لمنتقبة، على اعتبار أن ارتداء النقاب مبني على "تطبيق راديكالي للديانة، وهو مظهر غير متناسق مع القيم الأساسية للمجتمع الفرنسي، خاصة مبدأ المساواة بين الجنسين".

ولم يصدر على الفور رد فعل من الأقلية المسلمة في فرنسا، وهي الأكبر في الدول الأوروبية، على تصريحات ساركوزي أمام مجلسي البرلمان.

غير أن محمد الموساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بفرنسا شدد في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" الأسبوع الماضي، على أن قضية البرقع "قضية مفتعلة"، ودعا إلى "عدم الانخراط في مثل هذه الضجة التي يراد إثارتها، والتي ربما تكون هناك نيات مبيتة للأقلية المسلمة".

على صعيد آخر، قال الرئيس الفرنسي في خطابه بقصر فرساي "إن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لمواجهة الأزمة الاقتصادية والحيلولة دون تناميها".

وأضاف أن الحكومة التي ستنبثق من التعديل الحكومي المقرر إجراؤه الأربعاء المقبل ستقرض الأموال اللازمة لتمويل المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الإستراتجية، والتي بإمكانها قيادة فرنسا إلى مرحلة ما بعد الأزمة".

وشدد ساركوزي على ضرورة مشاركة النقابات وأرباب العمل والجمعيات وأصحاب العلم والمعرفة في تحديد المجالات الاقتصادية والاجتماعية الإستراتيجية الكفيلة ببناء مستقبل فرنسا.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتزايد فيه عجز الموازنة العامة بفرنسا، إذ أعلن وزير الموازنة، إريك وورث، اليوم ردا على سؤال أثناء مقابلة إذاعية، أن العجز سيصل إلى ما بين 7 و7,5% من إجمالي الناتج الداخلي في عام 2009، وسيكون "على الأرجح" مساويا لذلك في 2010.

وأوضح "وورث" أن هذا العجز يعادل مبلغ 140 مليار يورو، مشيرا إلى أن عجز الضمان الاجتماعي سيبلغ أيضا 30 مليار يورو في 2010؛ بسبب استمرار الأزمة الاقتصادية