خبر لقاء بين «حماس» و«فتح» في القاهرة السبت

الساعة 05:35 ص|23 يونيو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قالت مصادر موثوقة في حركة «حماس» لـ صحيفة «الحياة» اللندنية إن وفد الحركة سيتوجه إلى القاهرة السبت المقبل لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني مع وفد من حركة «فتح» برعاية مصرية، مشددة على أن نجاح هذا الحوار في التوصل إلى إنجاز يكلل باتفاق مصالحة مرهون بالوضع الميداني في الضفة الغربية وبوقف الانتهاكات التي تمارسها الأجهزة الأمنية للسلطة في رام الله.

وأوضحت: «أبلغنا المسؤولين المصريين بأننا سنذهب إلى الحوار، لكن الملف الوحيد الذي سنبحثه هو الوضع الأمني في الضفة والمحاولات الجارية لاستئصال الحركة هناك».

وعلى صعيد ما أعلن من أن الرئيس محمود عباس أعطى تعليماته بإطلاق كل من لا يشكل خطورة على الأمن العام، وكل من يثبت أنه غير ضالع بقضايا أمنية، قالت المصادر: «هذه كلمات فضفاضة من المبكر الحكم عليها إذا لم تقترن بأفعال وحقائق على الأرض، أي تبييض كل السجون ووقف مداهمة مؤسسات الحركة في الضفة ووقف الخطة الممنهجة المبرمجة لاجتثاث جذور الحركة»، لافتة إلى أن هناك أكثر من 39 كادراً «حمساوياً» اعتقل أول من أمس، من بينهم أعضاء مجالس بلدية ونائب رئيس بلدية قلقيلية، بالإضافة إلى من تم اعتقالهم مسبقاً من خطباء المساجد وأعضاء هيئة تدريس في الجامعات تحت مسمى أمني.

واتهمت المصادر السلطة بأنها «تخلط الحابل بالنابل»، لافتة إلى أن هناك مجموعات ضالة مجرمة تمارس أعمال البلطجة لا أحد يختلف على اعتقالها ومحاسبتها، مؤكدة أن هناك 600 معتقل جميعهم سياسيون، وموضحة أن من يدعون بأنهم معتقلون أمنيون هم «المطلوبون» لدى إسرائيل.

وأشادت المصادر بدور مصر الراعية للحوار لأنها تدخلت في هذا الملف في الضفة ونزعت الكثير من فتيل أزمات كانت ستشتعل، معتبرة أن استمرار الانتهاكات لأجهزة رام الله ينال من الرعاية المصرية للحوار، وقالت: «باختصار نريد وقفة حقيقية من جميع القوى والفصائل لما يجري في الضفة».

واتهمت المصادر وفد «فتح» في الحوار بأنه يتعمد الحديث عن قطاع غزة، ويغفل عن تعمد الحوار في أي قضية في الضفة، مشددة على رفض الحركة لذلك، ومؤكدة أن موقف الحركة يتمسك بأن أي اجراء في غزة يجب أن يقابله إجراء مماثل في الضفة. وضربت مثلاً على أن وفد «فتح» يتحدث حالياً عن لجنة فصائلية مرجعيتها عباس لإدارة قطاع غزة وتولي ملف إعمار غزة، واصفة ذلك بأنه «إقصاء متعمد للحركة وتجاوز سافر لها، وهذا أمر لن نقبل به».

وعلى صعيد جلسة الحوار الفلسطيني التي دعت إليها القاهرة في الخامس من تموز (يوليو) المقبل، أكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطينية سمير غوشة أن هذه الجلسة تمثل فرصة حقيقية لإنهاء الانقسام الداخلي وفتح صفحة جديدة في العلاقات الفلسطينية والعمل المشترك للاستفادة من التحولات الاستراتيجية فى السياسة الأميركية والدولية.

وقال غوشة لـ «الحياة» إن جبهة النضال رحبت «بكل الجهود التي بذلتها القيادة المصرية بهذا الاتجاه، وتفاعلنا إيجاباً مع هذه الجهود، وما زلنا نرى أن فرص نجاح التوصل إلى اتفاق بين القوى والفصائل في القضايا المختلفة، أمر وارد، مدركين سلفاً أن هناك جملة من العراقيل والعقبات، لكن لا نتعاطى مع القضايا من منظور أحادي أو مقطوع الجذور، فالوضع الفلسطيني يشهد حال تفاعل مع محيطه العربي والإقليمي، وبالتالي هناك جملة عوامل مؤثرات تتفاعل بالوضع الفلسطيني، وهذه التفاعلات أو العلاقات تتأثر أيضاً بالمستجدات، وهناك مستجدات ومتغيرات، وإن بدت طفيفة، فإنها ستترك أثرها على مجرى الحوار الوطني الشامل». وأكد غوشة أنه لا يمكن التقليل من شأن ما تم إنجازه حتى اللحظة بجولات الحوار السابقة، كما أنه لا يمكن التقليل من شأن القضايا الخلافية، خصوصا في ملفات الانتخابات والحكومة والأمن، محذراً مما أسماه «الحوار المفتوح من دون سقف زمني» انطلاقاً من المصلحة الوطنية وحرصاً على حقوق الشعب الفلسطيني.

 

وأكد أن جبهة النضال ليست ضد سلاح المقاومة، لكنها تطالب بضبطه والتعاطي معه في إطار اتفاق وطني شامل. كما أكد أهمية العمل المشترك لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وكل دوائرها ومؤسساتها، مضيفاً أن «الجبهة تؤمن أن عملية إحداث التغيرات تتم من خلال الاحتكام لقانون وحدة وصراع الأضداد، وهذا يتطلب انخراط الجميع بصفوف المنظمة وليس العمل من خارجها لأن المنظمة يجب أن تكون حاضنة للجميع، وعلى الكل الفلسطيني حماية هذه الحاضنة وصونها».