خبر ميدو: استبعادي من المنتخب كان متوقعا.. وخلافي مع زكي ليس السبب

الساعة 03:07 م|22 يونيو 2009

القاهرة ، مصر(CNN)-- قال مهاجم منتخب مصر أحمد حسام "ميدو"، إنه استقبل قرار استبعاده من صفوف منتخب مصر الوطني، قبل مباراة الجزائر في تصفيات كأس العالم، بكثير من الهدوء، وأكد أنه كان يتوقع هذا القرار، نافيا أن يكون خلافه مع زميله عمرو زكي، هو السبب وراء الاستبعاد.

 

واعترف ميدو، في حوار مع CNN بالعربية، بعدم رضاه عما قدمه لمنتخب مصر على مدار ما يقرب من ثماني سنوات، هي عمر مشواره الدولي، وأنه كان يتمنى أن يقدم ما يليق بمنتخب بلاده، وتمنى أن يصل ( المنتخب) لنهائيات كأس العالم.

 

وفي الوقت نفسه، أبدى مهاجم فريق توتنهام السابق رضاه التام عن مشواره الاحترافي، بعد أن لعب في أقوى درويات العام، ورفض النغمة التي رددها البعض مؤخرا، بأن مشواره في تراجع مستمر، بدليل انتقاله بين أندية كثيرة.

 

وأكد مهاجم ميدلسبره الحالي أنه سيرحل عن فريقه في الموسم المقبل، بعد هبوطه للدرجة الثانية، وعدم إيجاده الراحة الكافية هناك، لذا فقد فضل الانتقال إلى فريق ويغان على سبيل الإعارة في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، حيث وجد التقدير الكافي هناك.

 

وتاليا نص الحوار:

 

كيف استقبلت قرار استبعادك من صفوف المنتخب؟

 

استبعادي من منتخب مصر قبل لقاء الجزائر لم يكن مفاجأة بالنسبة لي، بل كنت أتوقعه، لذا لم أفاجأ بالاستبعاد، ولم أحزن بالشكل الذي يتوقعه البعض.

 

كيف كنت تتوقعه؟

 

الأحداث التي جرت عقب لقاء زامبيا وما أثير حول أزمتي مع عمرو زكي، كانت تدفعني لتوقع قرار الجهاز الفني لمنتخب مصر، بقيادة حسن شحاتة، خاصة وأن الأعلام المصري ساهم بدور كبير في توتر العلاقات بيني وبين المسؤولين. وكنت أعلم أن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، كان قد طالب بضرورة استبعادي من صفوف المنتخب الوطني بعد مباراة زامبيا، في افتتاح المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم.

 

لماذا لم تحزن؟

 

تعلمت من مشوار احترافي أن قرار الاختيار أمر يخص الجهاز الفني، واللاعب ليس بيده شيء، لذا فعليه تقبل الأمور بشكل هادئ، لأن العصبية والغضب لن يغيرا من الأمر، بل قد يفتح ذلك بابا للجدل، وإثارة المشاكل، لذا كنت حريصا على عدم الانسياق وراء انفعالاتي، لاسيما وأنني تعلمت من الأحداث التي مرت بي من قبل. ولكن سأكون غير صادق إذا ما قلت إنني لم أحزن وأغضب لعدم انضمامي لصفوف المنتخب، لأن اللعب على المستوى الدولي هو كل ما يحلم به لاعب كرة القدم، ولكن علي تقبل الأمر ومساندة اللاعبين في هذا التوقيت الحساس.

 

هل أزمتك مع عمرو زكي كانت سببا في قرار استبعادك؟

 

أشك في ذلك، خاصة وأن الأزمة الطارئة انتهت سريعا ولم تأخذ وقتا طويلا. فقد قابلت زكي في إنجلترا بعد حدوث المشكلة بحوالي أسبوع وتحدثنا في الأمر، واتضح أن أحد المقربين منه كان السبب الرئيسي وراء المشكلة، وانتهى الأمر. وقد علم الجهاز الفني بذلك، وتحدث معي أكثر من مسؤول في الجهاز الفني بعدها.

 

ليس لدي تفسير محدد لقرار الجهاز الفني، بل لا أشغل نفسي بهذه الأمور. ولكن توقعي الشخصي أن الجهاز بقيادة حسن شحاتة وجد أن هناك حالة غضب جماهيري تجاهي، بسبب ما أثير حولي في الفترة الأخيرة، ووجد أنه من الأفضل لكل الأطراف أن أبتعد عن المنتخب قليلا، حتى تهدأ النفوس.

 

لماذا يأخذ البعض عليك عدم اهتمامك بالمنتخب، وأنك لم تفعل شيئا على المستوى الدولي؟

 

أعلم أنني لم أحقق طموحات الجماهير، التي كانت تنتظر مني أكثر مما حققته، وأعلم مدى الغضب الذي  يسيطر على بعض الجماهير تجاهي، لاسيما وأنها كانت تتوقع مني الكثير.. ولكنني خيبت أمالهم، وهو أمر لا أستطيع إنكاره، وكل ما أتمناه  أن أنجح مع منتخب مصر في الوصول لنهائيات كأس العالم، لأن ذلك سيخفف من حدة غضب الجماهير وخيبة أملهم. ورغم ذلك فقد حصلت مع منتخب مصر على بطولة كأس الأمم الإفريقية 2006 بالقاهرة.

 

ولكن تأثيرك لم يكن كبيرا مثل لاعبين أخرين، وتسببت في أزمة كبيرة خلال لقاء السنغال في الدور قبل النهائي؟

 

التاريخ سيذكر أن ميدو كان لاعبا ضمن المنتخب المصري في بطولة الأمم الإفريقية 2006، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، بصرف النظر عن مدى تأثيري من عدمه، لأن ذلك أمر قد تختلف فيه الآراء، فأنا أرى أنني كنت مؤثرا في البطولة، بدليل مشاركتي في أربع مباريات من إجمالي ستة لقاءات للمنتخب في البطولة. ولم أشارك في لقاء كوت ديفوار في النهائي بسبب قرار استبعادي من قبل اتحاد كرة القدم.

 

ألم يكن القرار للجهاز الفني؟

 

قد أفشي سرا أقوله لأول مرة، وهو أن الجهاز الفني تقبل اعتذاري عن الأزمة الطارئة التي حدثت في الملعب خلال لقاء السنغال، واعتذرت لحسن شحاتة بشكل شخصي، إلا أن مجلس إدارة اتحاد كرة القدم اتخذ قرارا باستبعادي من المشاركة في النهائي، وإن كان قد سمح لي بالاستمرار في معسكر الفريق، ولم أغادره، وكنت معه في مباراة ساحل العاج النهائية.

 

هل أنت راض عن مشوارك الدولي؟

 

رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها على المستوي الاحترافي، واللعب في أندية أوروبية كبيرة، إلا أن هناك ما يقلل من سعادتي، وهو عدم الوصول للمستوى الذي يرضيني مع منتخب مصر.. وأرى أن هناك لاعبين أقل مني فنيا حصلوا على تقدير جماهيري بسبب تأثيرهم على المنتخب، وهو ما أبحث عنه منذ ظهوري على المستوي الدولي في 2001 مع محمود الجوهري.

 

هل ترى أنك ناجح في أوروبا؟

 

كل المؤشرات تشير إلى نجاحي في أوروبا، بدليل انضمامي لفرق أوروبية كبيرة، مثل أياكس، ثم مارسيليا ثم روما وتوتنهام ولعبت في إسبانيا مع سيلتا فيغو على سبيل الإعارة. بخلاف ميدلسبره وويغان، فقد لعبت في أقوى دوريات العالم، سواء في هولندا، أو فرنسا أو إيطاليا أو أسبانيا أو إنجلترا، وهو أمر لم يحدث لأي لاعب مصري أو عربي من قبل.

 

ولكن ألا ترى أن مشوارك الاحترافي في تراجع مستمر؟

 

لا أعرف ماذا تقصد بـ"التراجع"، فقد بدأت الاحتراف في بلجيكا مع نادي غنت، ثم انتقلت إلى أفضل فريق في هولندا، وحققت معه الدوري والكأس، ثم انتقلت إلى فرنسا، وهو دوري أقوى قليلا من الدوري الهولندي، بعدها انتقلت للدوري الإيطالي ومنه إلى الإنجليزي، بما يعني أن المستوى في صعود.

 

لا أتحدث عن أسماء الدوريات، ولكن أقصد الأندية، فمن روما إلى توتنهام إلى ميدلسبره، ألا ترى ذلك تراجعا؟

 

اللعب في الدوري الإنجليزي في حد ذاته نجاح ما بعده نجاح، خاصة وأنني أسعى دائما لتقديم مستوى أفضل، وحريص على المشاركة كلاعب أساسي، ومن الممكن أن أوافق على الجلوس على مقاعد البدلاء كما يفعل بعض اللاعبين، ولكنني لا أفعل ذلك، وكان ذلك وراء رحيلي من روما أو من توتنهام أو من ميدلسبره.

 

 

ماذا ستفعل بعد هبوط ميدلسبره للدرجة الثانية؟

 

لم أحدد وجهتي المقبلة، ومن المفترض أن أجتمع مع مسؤولي فريق ميدلسبره للتوصل إلى قرار قبل إعلان موقفي النهائي. ولكن في كل الأحوال، فلن أستمر مع ميدلسبره بعد هبوطه للدرجة الثانية، وقد أستمر في ويغان بعد التقدير الكبير الذي حصلت عليه من المدير الفني للفريق ستيف بروس، على عكس ما وجدته من مدرب ميدلسبره.