خبر مقاتل سابق من غزة يرد عبر « فلسطين اليوم » على « الأهرام المصرية » حول هزيمة 67

الساعة 07:17 ص|22 يونيو 2009

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

أدهشني كثيراً تحقيق صحفي للصحفي أشرف أبو الهول يزعم فيه أن غزة سقطت من أقصاها إلى أدناها في حرب الأيام الستة دون إطلاق رصاصة واحدة، وأن أهل غزة خرجوا لاستقبال الدبابات الإسرائيلية بالزغاريد والشربات وهم في سعادة غامرة لأن أملهم تحقق أخيراً .

وبداية ردي على السيد أبو الهول أن تسمية حرب 5 حزيران باسم "حرب الأيام الستة" هي تسمية إسرائيلية، ثم إدعاءه بأن "غزة سقطت بدون إطلاق رصاصة واحدة"، فهذا مجافٍ للحقيقة لأن أول طائرة حربية إسرائيلية أسُقطت في حرب 5 حزيران أسقطتها دفاعاتنا الجوية الفلسطينية- المصرية المشتركة فوق مدينة غزة صباح ذلك اليوم، وتم أسر طيارها وترحيله إلى عاصمة الجمهورية العربية المتحدة قبل أن تقطع القوات الإسرائيلية الطريق بين غزة والقاهرة وتبسط سيطرتها على الشاطئ الشرقي لقناة السويس.

ولأن العدو الإسرائيلي ماكر ومخادع ولأنه عرف أسرارنا العربية وتفاصيلها بشكل يندى له الجبين ـ وليس أهل غزة هم من أفشوا تلك الأسرار ـ  ولأنهم عرفوا من تلك الأسرار أن قواتاً عربية جزائرية وعراقية ومغربية .. وغيرها ستصل إلى قطاع غزة لتساند جيش التحرير الفلسطيني الوليد فقد رفعوا أعلاماً عربية على دباباتهم ومصفحاتهم وعرباتهم  العسكرية وما أن اكتشف شعبنا الفلسطيني الخداع والتمويه الإسرائيلي ليهب سريعاً مدافعاً ومقاوماً للعدوان منذ الساعات الأولى له في مقاومة باسلة شهد لها يا أخ أشرف الرئيس جمال عبد الناصر -رحمه الله- قبل وفاته وأركان جيشه والأخوة المصريين الذين كانوا يعيشون بيننا ـ أساتذة ومعلمون وأطباء ومهندسون وحتى ضباط وجنود ـ وليس قائد وحدة "شاكيد" ومجرم الحرب بنيامين بن اليعازر.

وما أدهشني أكثر هو إصرار السيد أبو الهول بأن القصة التي رواها له شاهده الوحيد بنيامين بن اليعازر وقناة تلفزيونه حول سقوط غزة وتحميله إياها نتائج تلك الحرب, تناسيه هو وشاهده أن أهالي غزة هم الذين قاوموا و دافعوا عن شرف الأمة العربية من خليجها لمحيطها وهم الذين أجبروا العدو على تسمية هذه الحرب "بحرب الأيام الستة " ولولا أهل غزة و خان يونس ورفح  لسميت حرب اليوم الواحد، لأن الكل عرف بالضربة الجوية التي أصابت مصرنا الغالية وسقوط سيناء بكاملها حتى قناة السويس والضفة الغربية التي كانت تخضع للحكم الأردني وهضبة الجولان السورية منذ اليوم الأول للحرب.

وواضح للعيان من التحقيق الصحفي أشرف أنه سقط تحت تأثير أساليب شاهده الاستخبارية واقتناعه بأن الأسرى المصريين الذين قتلهم أو أمر بقتلهم شاهده لم يكونوا مصريين بل كانوا فدائيين فلسطينيين ينطلقون من قطاع غزة ويسببون قلقاً للجانب الإسرائيلي.

لا أريد أن أنكأ الجراح التي عانينا منها طويلاً فكلنا في مركب واحد مصريين وفلسطينيين وسوريين ولبنانيين وعرباً فعدونا لا يفرق بيننا فكلنا عنده "إرهابيين" يا أخ أشرف ، فهل نحن كذلك يا أستاذ أشرف ..؟!.