خبر لم يعودوا يخافون.. معاريف

الساعة 08:41 ص|21 يونيو 2009

بقلم: بن كاسبيت

أمران أبقيا على نظام آيات الله في الحكم في العقد الاخير: القوة والخوف. القوة حشدها آيات الله من خلال الحرس الثوري والميليشيات الخاصة اما الخوف فتسلل وامتد في اعقابها. اليوم بات واضحا بأن الخوف لم يعد قائما. انتهى، قضى نحبه. يحتمل أن يهاجم اليوم الزعران على الدرجات النارية ليذبحوا عشرات المتظاهرين، والنظام يستعاد والمظاهرات تتوقف، ولكن الخوف لن يعود ما كان عليه من قبل. الجماهير في ايران تعرف أنه منذ الان باتت هذه مسألة وقت. قد يستغرق الأمر شهرا آخر سنة اخرى، ولكن في موعد ما ستجتاح الطاقة الهائلة الكامنة في ملايين الناس ممن يرغبون في الحرية ايران لتطهرها. لتحقيق هذا الحسم، ينبغي الوصول الى القوة ايضا. الحرس الثوري أقامه آيات الله كوزن مضاد للجيش الايراني. نوعا من جيش الاسلام الخاص المتزمت، لاغراض حماية الحكم. وعليه، فاذا ما انتقل الجيش الايراني، او بعض منه، الى جانب الثوار الخضر، فقد انتهى الامر.

لايران يوجد جيش نظامي مهني مدرب ومنضبط. بعض من ضباطه الكبار يعرف ما يجري في الغرب بل ويقيم اتصالات، كهذه او كتلك، مع محافل من خارج الدولة. الجيش الايراني ليس هو الحرس الثوري. بل انه بعيد عن ذلك. ومن المعقول الافتراض انه يوجد فيه غير قليل ممن ملوا آيات الله ويتعاطفون مع المتظاهرين الخضر. بالضبط مثلما في منتخب كرة القدم الوطني كان هناك كهؤلاء. الايام القريبة القادمة هي أيام الحسم التاريخي. اذا ما عادت الجماهير لتؤم الشوارع والجيش لا يسمح للحرس الثوري بتقتيلهم، يحتمل ان نكون نشهد الايام الاخيرة لايران البشعة التي تغذي الارهاب بكميات تجارية في كل صوب، ولا سيما باتجاهنا. اليوم قبل اسبوع كان كل الخبراء والمحللين متحدون في الرأي بأن هذا تشويه مؤقت وعابر، اضطرابات محلية تأتي ما بعد الانتخابات، وسرعان ما سيعود كل شيء الى مكانه بسلام. وبالفعل، بات واضحا اليوم أن السلام لن يكون لنا هنا وأن الجني لن يخرج فقط من القمقم بل يحاول تحطيمه الان. فهل سينجح؟ نصلي ان ينجح.

وبالفعل، فان الحديث يدور عن تحول استراتيجي تاريخي ذي مغزى، تحول يصمم وجه العصر. فالجماهير في ايران ليسوا عاشقين لموسوي. العكس هو الصحيح: موسوي يعشقهم. أما هم فيريدون الحرية. يريدون الجينز، القميص ذي الكم القصير والموسيقى وهم يعرفون ما يحصل في العالم وقلوبهم تتجه الى هناك. هتافات الموت للديكتاتور، التي تنطلق من كل سطح ليست موجهة لاحمدي نجاد. فهو صغير عليهم. انها موجهة نحو آيات الله خامنئي، الذي يعرف جيدا بانه يكافح الان في سبيل ايران الاسلامية، وفي سبيل حياته ايضا. اذا ما حصل هذا، ولا يزال الحديث يدور عن احتمال غير كبير في ان يحصل، فيمكن لاسرائيل ان تتنفس الصعداء. ايران الجديدة ستدخل، على نحو شبه مؤكد، في حوار مثمر حقا حيال الولايات المتحدة ولن تصر على الوصول الى القنبلة والى الصواريخ الباليستية التي تطلقها. صناعة الارهاب التي تمول، تسلح، تدرب وتزود حماس وحزب الله ستختفي تقريبا بين ليلة وضحاها. سحب سميكة حامت فوقنا ستبدأ في التفرق. وأشعة الشمس الاولى ستطل من بينها. كل هذه، صحيح لهذه اللحظة، هي أحلام بعيدة تستند الى أحاسيس غامضة ورائحة طفيفة للتغيير. ولا يزال مسموح لنا ان نحلم.