خبر حق الرفض.. يديعوت

الساعة 08:38 ص|21 يونيو 2009

بقلم: سمدار بيري

سلام يا عاموس، سلام يا دافيد. لا توافقوا باي حال من الاحوال، ارفعوا الهواتف، ابعثوا برسائل الكترونية حازمة، ذكروا وكلاءكم بان للمتفوق يعود دوما حق الكلمة الاخيرة في مصير ابداعاته. اوضحا للناشرين الذين يعملون معكما في اوروبا بان "المبادرة البشعة التي خرجت من الرأس الاصلع لرئيس قسم الترجمات في وزارة الثقافة المصرية، جابر عصفور لترجمة كتابي عاموس عوز ودافيد غروسمان من الفرنسية او الانجليزية غير مقبولة منكما. فبعد ان فهمتما بالضبط ما يختبىء خلف المناورة فانكما لا تعتزمان التعاون.

انتما لستما "نجاسة" ولا كتبكما ايضا "نجاسة"، ينبغي الاقتراب اليكما والى ابداعاتكما فقط بواسطة عصا طويلة وترجمتها عن لغة اجنبية، على الا تكون اللغة الاصلية التي كتبت فيها، كي لا يصاب المرء بمرض معد يسمى التطبيع.

ولعلمكما، فان جابر عصفور نفسه الذي يبدع الان الاختراعات كي يؤهل وزير الثقافة المصري فاروق حسني لمنصب امين عام اليونسكو، اعترف في نهاية الاسبوع بانه مسؤول عن المسار الالتفافي مع ناشريكما في اسرائيل. وفي ذات الوقت، انتبها، تلفظ بانه "يؤدي التحية" لكل كاتب مصري يواصل حظر ترجمة كتبه للعبرية – كي لا يعتبر لا سمح الله متعاونا مع "العدو".

البطل الثقافي لهذا الموظف الكبير هو علاء الاصواني الذي لن يصدر كتابه (الرائع!) "عمارة يعقوبيان" في المستقبل المنظور بالطبعة العبرية. ولعلمكما، الترجمة للعبرية (لموشيه حاخام) معدة وجاهزة، ولكن الاصواني يصر على صد مساعي المغازلة لدور النشر الكبرى عندنا. كما أنه اصدر تعليماته لوكلائه في الخارج لعدم المساعدة في الطبعة العبرية وعدم بيع حقوق "يعقوبيان" حتى بثمن خيالي. لا مفر، افعلا مثله، لا تشرعوا ما هو غير شرعي.

يبدو أن لا حدود للحملة التي يقوم بها لترويج نفسه وزير الثقافة المصري في طريقه الى منصب امين عام اليونسكو. بداية هدد باحراق كتبا اسرائيلية اذا ما وجد مثلها في دكاكين القاهرة والاسكندرية. وعندما ثارت صرخة دولية، اختبأ وراء الحجة البائسة في أن كلامه اخرج عن سياقه. وبعد أن فهم بان ترشيحه لليونسكو يترنح، ركض للتطوع لزيارة اسرائيل وطرح سلسلة من الشروط المتشددة.

القى خطابا نقديا على نكران الكارثة (في اوروبا، وليس في مصر)، نشر (في اوروبا، وليس في مصر) اعلانات اعتذار عن قضية حرق الكتب، ودعا دانييل برنبويم لقيادة الاوركسترا في اوبيرا القاهرة. المهم ان تكون له منصة يعلوها عندما يتهمه احد ما في انه غير مناسب ليكون امين عام المنظمة الثقافية الدولية المحترمة وعظيمة النفوذ.

يا عاموس عوز ودافيد غروسمان العزيزين. الاغراء في ترجمة ونشر كتبكما في مصر كبير حقا، ودوما مبهج معرفة انكما ستكونان معروفين لجمهور جديد في الدولة العربية الكبرى التي وقعت معنا ليس فقط على اتفاق سلام بل وعلى تعاون في المجال الثقافي. ولكن تذكرا، انه في 21 سنة لولايته كوزير للثقافة في مصر منع حسني بجسده (وهو يعترف بذلك بالفم المليء) كل محاولة لاجلاسكما امام جمهور مصري وعرض كتبكما (التي حظيت بترجمات قرصنة) في معرض الكتب الدولي السنوي في القاهرة. ليس لديكما الان ما يبرر لكما مساعدته. قولا "لا" كبيرة وقاطعة لمحاولة امتطائكما بالمجان.