خبر مصطفى الصواف يكتب : نرجو أن لا يطول التأجيل يا حماس

الساعة 06:08 ص|21 يونيو 2009

نرجو أن لا يطول التأجيل يا حماس

مصطفى الصواف

انتظر الجميع موعد إلقاء مشعل خطابه الذي كان مقرراً في الساعة السادسة من مساء أمس، ولكن تفاجئوا جميعاً بهذا التأجيل تحت مسمى أسباب فنية، وأرفق التأجيل حتى إشعار آخر، الأمر الذي ترك للناس مجالاً واسعاً للتخيل حول أسباب التأجيل.

ولعل أول هذه الأسباب من وجهة نظر الناس هو زيارة محمود عباس إلى دمشق يوم أمس، وأن الحكومة السورية طلبت من الأخ أبو الوليد تأجيل هذا الخطاب على أمل أن تؤثر القيادة السورية على محمود عباس وسلطة رام الله، ومحاولة تقريب وجهات النظر في محاولة لرأب الصدع بين قوى الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حركة حماس وفتح.

البعض الآخر اعتقد أن تأجيل الخطاب جاء من طرف مصر التي تخشى من أن يعلن مشعل وقف الحوار الوطني المنعقدة جلساته في القاهرة، وأن مصر طلبت من سوريا أن تضغط على مشعل من أجل تخفيف لهجة الخطاب، وعدم وقف الحوار، خاصة وأن حماس ربطت الاستمرار في الحوار بوقف ما يجري من جرائم في الضفة الغربية، ووقف حملات الاعتقال والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في سجون عباس.

جزء آخر من المواطنين والمراقبين يرون أن مشعل أجَّل الخطاب إلى ما بعد خطاب عباس المزمع أن يكون في 22 من الشهر الجاري، حتى يقطع الطريق على عباس من الاستناد إلى خطاب مشعل، وجعله مادة للهجوم على حماس، أو أن يبني خطابه على ما سيقوله مشعل من نقاط وثوابت، إلى جانب محاولة مشعل لاستكشاف ما سيتحدث به عباس.

ولكن كل هذه التوقعات لدى الجمهور تعني شيئاً واحداً هو أن هناك متابعة كبيرة من قبل الشارع الفلسطيني أولاً، والعربي والإسلامي ثانياً لما سيتحدث به مشعل لقناعة عالية لدى الجمهور الفلسطيني والعربي والدولي لما سيتحدث به مشعل، لأن حماس باتت لاعباً أساسياً في أي تحرك سياسي في المنطقة، وبدونها لن يكون هناك أي نجاح لأي مشروع أو اتفاق أو تخطيط دون أن يكون لحماس الرأي الفاصل، وعليه يكون نجاح أو فشل أي مشروع.

 

كانت الناس لا ترغب في هذا التأجيل، وتريد أن تتعرف على موقف حماس النهائي في كثير من القضايا التي تهم الشارع الفلسطيني أولاً، خاصة بعد هذا اللغط الذي جاء على لسان اوباما أو نتنياهو أو حتى الرئيس المصري في مقاله الأخير الذي نشرته صحيفة ( وول ستريت جورنال) الأمريكية، والذي جاء مجاملاً للإدارة الأمريكية، وفيه إنكار لحقوق الشعب الفلسطيني، ويروج لعملية التطبيع مع (إسرائيل) على حساب حق الشعب الفلسطيني في كامل ترابه.

 

كنت أتمنى أن لا يؤجل مشعل خطابه تحت أي سبب من الأسباب، لأن الجميع ينتظر هذا الخطاب بشغف وترقب كبيرين، ولكن بعيداً عن توقعات الناس للتأجيل، يبدو أن هناك أسباباً جوهرية قد تكون هي التي دفعت مشعل إلى تأجيل الخطاب.

 

ما نرجوه أن لا يطيل مشعل أمد التأجيل وأن يكون ذلك لفترة وجيزة جدا؛ حتى لا يبقى الشعب الفلسطيني يعيش على أعصابه فترة طويلة، لأنه يعرف أن حماس باتت هي صمام الأمان للقضية الفلسطينية وعليها تعقد آمال كبيرة ، لذلك ندعو الأستاذ خالد مشعل أن يتخطى العقبات الفنية، وأن يُعجل في خطابه، وأن لا يعير اهتماماً كبيرا لوجهات نظر الآخرين أو مواقفهم أو حتى ضغوطاتهم؛ لأن كل ذلك لن يحرف أو يقنع عباس وحكومة رام الله عن ما تخطط له وتسعى إليه من القضاء على المقاومة، وهذا لن يكون إلا بالقضاء على حركة حماس.

 

الشعب الفلسطيني يتوقع من مشعل أن يتحدث في قضايا مهمة لها علاقة بمستقبل الشعب الفلسطيني، ليضع النقاط فيها على الحروف، ويطمئن المواطنين على مستقبلهم ومستقبل قضيتهم التي ضحوا من أجلها بالغالي والنفيس، ولديهم الاستعداد للتضحية بالمزيد فلا تخيبوا آمالهم، وهذا عهدنا وعهد الناس بحماس.