خبر تقدير إستراتيجي: « إسرائيل » لن تهاجم إيران وستنتظر نتائج الحوار الأميركي مع طهران

الساعة 04:25 م|20 يونيو 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

رجح تقدير إستراتيجي عربي عدم إقدام إسرائيل في المرحلة الحالية على توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي، مفضلة انتظار نتائج الحوار الأميركي مع طهران.

 

وقال التقدير الذي أعده مركز الزيتونة للدراسات في بيروت إنه ظهرت ثلاثة مستويات في إسرائيل حول التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، أولها يتبنى مقولة "إيران أولا" ويرى ضرورة الاستعداد للخيار العسكري لشن هجوم في أي لحظة مناسبة، على اعتبار أن طهران ستتمكن مع نهاية العام من امتلاك القنبلة النووية.

 

وقد عبر عن هذا التوجه عدد من القادة السياسيين والعسكريين، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي.

 

ويرى المستوى الثاني –حسب التقدير- أن إسرائيل غير قادرة وحدها على مواجهة التهديد النووي الإيراني، ويحذر من "خطر الإحساس الهائل بالغرور الذي تعرقله حقائق عدم تحقيق الانتصار المقنع في الحروب: حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وحربي لبنان الأولى والثانية".

 

أما المستوى الثالث فيمكن ملاحظته في موقف رئيس الدولة شمعون بيريز الذي قال للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يوم 17 أبريل/نيسان الماضي إنه لا نية لجيشه بمهاجمة إيران، وإن من الواجب خلق تعاون دولي واسع في المسألة الإيرانية، وإن كل الأحاديث عن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران ليست صحيحة، فالحل في إيران ليس عسكرياً.

 

ويعتبر التقدير أنه "ليس هناك خلاف في توصيف الخطر الإيراني على إسرائيل، بل يقع الاختلاف والتباين حول أولويات التعامل مع هذا الخطر"، كما يرى أن هناك خشية لدى تل أبيب مما تعتبره "مرورا للوقت"، أي أن يتيح التفاوض الأميركي الإيراني إذا طال أمده حصول إيران على القنبلة النووية.

 

أما بالنسبة للموقف الأميركي فيرى التقدير أنه حاسم تجاه رفض ضرب إيران في هذه المرحلة، ووضع أولوية التوصل إلى اتفاق فلسطيني إسرائيلي وفق حل الدولتين يسمح بتشكيل جبهة عربية أميركية ضد طهران.

 

سيناريوهان

وفي ضوء المواقف الإسرائيلية والأميركية، وضع التقدير سيناريوهين مختلفين لسلوك إسرائيل المستقبلي تجاه نووي إيران: الأول يتلخص في توجيه إسرائيل ضربة خاطفة لإيران "تقلب الأمور رأساً على عقب وترغم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على الوقوف إلى جانب إسرائيل وعلى التراجع ليس فقط عن فكرة الحوار مع إيران، بل والتوقف عن ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لقبول حل الدولتين.. كما ستتراجع التوجهات الغربية للحوار مع حركة حماس".

 

ولكن نجاح هذا السيناريو يتطلب تمكن إسرائيل من تدمير المنشآت الإيرانية بضربة خاطفة. أما في حال تمكن إيران من الرد على الضربة فقد "يدفع ذلك الحكومة الإسرائيلية إذا خسرت المواجهة إلى التراجع والاعتراف بحل الدولتين".

 

وفي حال وقوع ذلك فإن "حركات المقاومة في فلسطين ولبنان هي المستفيد الأول من الوضع الجديد، لكن هذا الاحتمال قد يزيد المخاوف العربية من إيران، وسيرغم الولايات المتحدة على الوقوف مجدداً بقوة إلى جانب إسرائيل حتى لا تضطر إلى تقديم أي تنازلات إضافية".

 

أما السيناريو الثاني فيتلخص في انتظار إسرائيل نتائج حوار إيران مع الولايات المتحدة حتى لا تجازف بإغضاب إدارة الرئيس باراك أوباما، ولكن التقدير يرى أن إسرائيل قد تلجأ في هذه الحالة إلى رفض تقديم أي تنازلات للفلسطينيين والسوريين، "ومن المحتمل أن تعمد في هذه الفترة إلى الاغتيالات، ورفض مشاركة حماس في أي حكومة، ورفض التفاوض مع حكومة فيها حماس".

 

ويخلص التقدير إلى أن إسرائيل لن تكون قادرة على المضي في السيناريو الأول بسبب حزم الرئيس الأميركي وعدم الإجماع الإسرائيلي عليه، والخشية من رد الفعل الإيراني في ظل استعداد طهران على المستوى العسكري، ولذلك فإنه يرجح أن تنتظر الحكومة الإسرائيلية قبل أن تفكر في شن هجوم على إيران.