خبر في مصر يخشون من الثورة .. هآرتس

الساعة 11:43 ص|19 يونيو 2009

بقلم: تسفي بارئيل

"نحن نأمل في أن يستتب الهدوء والاستقرار في ايران". من الصعب التصديق، ولكن من قال هذه الكلمات هو وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري. ذات العراق، رمز عدم الاستقرار في الشرق الاوسط هو ذاك الذي قلق اليوم مما يحصل في ايران. زعماء الدول العربية الاخرى لا ينبسيون حاليا ببنت شفة، وكأن المظاهرات هي موضوع ايراني داخلي لا يتعلق بهم ولكنهم ينتظرون بترقب متحفز ليروا كيف ستنتهي الخطوة، وهل سينتصر المتظاهرون الايرانيون – مهما كان انتصارهم – ام ان النظام الايراني سيقمعهم بالقوة. التخوف هو من تصدير الثورة الايرانية الى اراضيهم. ليس تلك التي جلبت نظام الخميني في 1979، بل "الثورة الخضراء" لموسوي. الصحافة الرسمية في مصر، الاردن والسعودية وان كانت تواصل مهاجمة نتائج الانتخابات في ايران ومحرر "الشرق الاوسط" السعودي طارق الحميد ذكر العرب بان الانتخابات في ايران ليست ديمقراطية لان "الديمقراطية معناها الحريات، الشفافية وحرية التعبير" وليس التزوير وشراء الاصوات. اما عن المظاهرات – فبلا أي كلمة.

حتى الاسبوع الماضي كان زعماء الدول العربية يمكنهم ان يعتبروا نظام احمدي نجاد عدوا مشتركا ونتائج الانتخابات كاستمرار للخط المتصلب الذي يرغب في فرض الهيمنة الايرانية على الشرق الاوسط. ولكن عندما بدأت المظاهرات الكبرى بدأ التشوش. فهل يجدر تأييد المتظاهرين ضد النظام؟ فبعد ثلاثة اشهر من المتوقع انتخابات للبرلمان في مصر، وماذا سيقول عندما النظام في القاهرة اذا ما امتلأت الشوارع بالمتظاهرين المصريين الذين يطالبون بحرية التعبير ويعربوا عن معارضتهم لنظام مبارك وفكرة توريث الحكم؟ هل النظام الاردني يمكنه ان يشجع المظاهرات ضد النظام في ايران ويمنع المتظاهرين الاردنيين من الخروج الى الشوارع للاعراب عن تأييدهم للفلسطينيين؟ وماذا عن السعودية ودول الخليج الاخرى التي توجد فيها اقلية شيعية كبيرة ومظلومة؟

النظام القديم في ايران رسم عالما معروفا يتحدد فيه العدو بشكل جيد. ايران كانت مفهوما وحيدا لم يكن بحاجة الى التعاطي فيه مع تيارات مختلفة، أحزاب او اشخاص. ايران الشيعية المتطرفة حيال الشرق الاوسط العربي السني المتقدم. وها هي بالذات الانتخابات المزيفة، ذات "الفعل الديمقراطي" هو الذي انتج ردود فعل ديمقراطية حقيقية من جمهور محبط، تعب، ويتطلع الى التغيير ولا يتردد في الدوس على قوانين الثورة وصلاحيات القيادة العليا كي يحاول على الاقل تحقيق اهدافه.

 الشوارع الممتلئة بالمتظاهرين في المدن الايرانية اصبحت فجأة امل الملايين من الناس في شوارع مدن الشرق الاوسط، وعلي خمينئي هو الان في دور البطل الذي يتعين عليه أن ينقذ النظام القائم، ليس فقط في ايران بل وفي الشرق الاوسط.

فهل يوجد احتمال في تصدير الثورة الايرانية الجديدة؟ مشكوك فيه. إذ في ايران ايضا ليس المطلب هو تغيير طريقة الحكم التي يكون فيها الزعيم الروحي الاعلى هو ايضا الزعيم السياسي الاعلى. مؤيدو موسوي يريدون تغييرا شخصيا، مزيدا من حرية التعبير وافقا اقتصاديا نزيها. كما ان المبنى الشرطي لمعظم الدول العربية ليس موحدا والتركيبة السياسية تسمح في معظمها بوجود منظومة تنفيس للاحباطات، سواء في وسائل الاعلام ام في المشاركة السياسية. ومصر خففت قبضتها عن المتظاهرين، وفي الاردن يعتبر النظام كحامٍ  للهوية الاردنية، وفي سوريا اجهزة الحزب والجيش لا تسمح بالاحتجاج العام بالتهوض على الاطلاق.

في دول الخليج الغنية يتعلق المواطنون بشكل مطلق بالدولة، المسؤولة عن رفاههم الاقتصادي بحيث أن من الصعب وصف "اخوة المظلومين" في ارجاء الشرق الاوسط. ولكن نموذج المظاهرات قد خط، وما يقلق خمينئي يقلق بذات القدر ملوك ورؤساء في الدول العربية.