خبر مؤسسة الأقصى: الاحتلال يوظف الرومانسية الضوئية والموسيقية لتهويد القدس

الساعة 07:57 ص|19 يونيو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أعربت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، في تقرير جديد لها، عن قلقها من ما سمّته استمرار سلطات الاحتلال وإصرارها عبر أذرعها التنفيذية في القدس المحتلة، على مواصلة تنفيذ مشاريع وأنشطة تهدف إلى تهويد المدينة وتغييب طابعها الحضاري والتاريخي الإسلامي والعربي.

ولفتت المؤسسة بصفة خاصة، الانتباه إلى أنّ عمليات تهويد تجري أيضاً من خلال تنظيم مهرجانات تهويدية تحمل أسماء ومسمّيات المهرجانات الموسيقية والفنية والضوئية، والتي كان أحد فصولها ما سمي بـ "مهرجان أنوار يروشالايم 2009"، والذي استمر ما بين العاشر والسادس عشر من حزيران (يونيو) الجاري. وأقيم المهرجان في ساعات الليل، من الساعة السابعة مساء وحتى منتصف الليل، وتوزع في مسارات ومواقع داخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وبواباتها الرئيسة، وحول المحيط القريب من المسجد الأقصى المبارك.

وقالت "مؤسسة الأقصى" إنها وقفت ومن خلال زيارات ميدانية متكررة قامت بها لأكثر من موقع لفعاليات مهرجان الأنوار المذكور، على حجم وحقيقة ما يُخطّط له من تهويد مدينة القدس الإسلامية العربية. وشرحت المؤسسة "بينما كان مؤذن المسجد الأقصى يرفع أذان صلاة المغرب ليلة الجمعة، وهي الليلة المباركة (إسلامياً)، كان آلاف السياح الأجانب والزوار من المجتمع اليهودي يستمعون إلى أنغام الموسيقى، والترنيمات المصحوبة بأشكال فنية مُقَولبة بالأضواء، وذلك ملاصقة للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، ليس بعيداً عن محراب المسجد الجامع القبلي للمسجد الأقصى، وقد غطت أصوات الموسيقى وصخبها على صوت المؤذن".

وأشارت المؤسسة المدافعة عن هوية القدس ومقدساتها، إلى أنّ آلاف السياح الأجانب، أزواجاً وأفراداً، وآلاف اليهود، زاروا هذا الموقع المذكور وغيره من المواقع ما بين الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى مروراً بأزقة البلدة القديمة وعمرانها، و"ازدحمت بالمناظر التي تتنافي مع أخلاقنا وأعرافنا وديننا الإسلامي الحنيف، مشاهد العري، واللباس الفاضح، وتشابك الأيادي والقبلات، وغيرها من المشاهد التي ازدحم بها المشهد في المدينة المقدسة، إضافة إلى  التماثيل والتصاوير والأشكال الضوئية التي انتشرت على أسوار البلدة القديمة ومحيطها وأبوابها التاريخية الإسلامية، والتي لا تتصل بأي شكل من الأشكال ولا تشير ولا تمثّل عراقة الحضارة والعمران والتاريخ الإسلامي والعربي في مدينة القدس"، حسب رصدها.

واعتبرت "مؤسسة الأقصى" ذلك "محاولة لطمس المعالم الإسلامية في المدينة، ومحاولة لإيهام وجود يهودي في البلدة القديمة".

وطالبت "مؤسسة الأقصى" بالتنبه إلى حقيقة هذه النشاطات الإسرائيلية في القدس، كما طالبت المقدسيين وكل المواطنين الفلسطينيين "بعدم المشاركة أو حتى الالتفات إلى مثل هذه الفعاليات التهويدية، وعدم الانخداع بالأسماء والمسميات أو الأشكال الفنية الضوئية والموسيقية التي عادةً ما ترافق مثل هذه المهرجانات التهويدية"، كما قالت.

وأوضحت المؤسسة أنه وللتغطية على بعض أهداف سلطات الاحتلال من وراء هذا المهرجان،  فقد قامت بتوجيه دعوة إلى تجار القدس العرب لافتتاح محلاتهم التجارية ليلاً، بدعوى "دعمهم اقتصادياً"، وهو ما رفضه التجار جملة وتفصيلاً، كونه صادر من بلدية القدس الاحتلالية، وكون أهداف هذا المهرجان وفعالياته تهويدية، وتأتي تكريساً للسيطرة الإسرائيلية على مدينة القدس .