خبر فروانة: الاحتلال يتعامل مع « سعدات » من منطلق الانتقام والثأر

الساعة 09:23 م|18 يونيو 2009

فلسطين اليوم: غزة

حذر الأسير السابق، الناشط المختص في الدفاع عن الأسرى، عبد الناصر فروانة، من استمرار الإجراءات الانتقامية بحق القائد الوطني النائب الأسير أحمد سعدات، والتي ربما تصل في مرحلة متقدمة إلى التصفية الجسدية، إذا ما لاقت صدى وفعل مناهض من قبل الجهات المعنية وعلى كافة المستويات وبحجم يوازي ما يتعرض له من جرائم.

وأكد فروانة بأن "سعدات" في خطر وأن إدارة السجون الإسرائيلية ومن خلفها الجهات السياسية والأمنية تنطلق في تعاملها معه من منطلق الانتقام والثأر، وما لم تستطع تحقيقه والنيل من صموده وإرادته طوال شهور في أقبية التحقيق، أو من خلال محاكماتها الصورية التي لم تستند لأية إدانة حتى وفقاً لمفاهيم وقوانين الاحتلال، فإنها تحاول تحقيقه خلال تعاملها معه داخل السجن، من خلال إجراءاتها " العقابية " تحت ذرائع متعددة ومتقلبة، كان آخرها سلسلة إجراءات عقابية رداً على إضرابه عن الطعام احتجاجاً على عزله ، محملاً إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة " سعدات "  ورموز المقاومة كافة.

 

وقال فروانة : أن هذا ليس بجديد على موقف الاحتلال من شخص " سعدات " ونضالاته ونهجه المقاوم وما يمثله من ثقل ومكانة على الخارطة السياسية ، معتبراً أن اختطاف " سعدات " من سجن أريحا وزجه في سجون الاحتلال بظروف قاسية وتعرضه لصنوف مختلفة من التعذيب ، ومن ثم محاكمته واستمرار احتجازه ، ما هي إلا إجراءات سياسية انتقامية من شخص سعدات ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يقف على رأس الهرم فيها ، ومن المقاومة التي يمثلها سعدات ، على ما قاموا به رفاقه من عمل مقاوم نوعي وغير مسبوق في تاريخ المقاومة الفلسطينية ، عمل لم يعتَد عليه الاحتلال الإسرائيلي من قبل ولم يشهد مثيله من بعد حتى اللحظة ، تمثل بقتل وزير السياحة الإسرائيلي " رحبعام زئيفي " كرد على اغتيال قوات الاحتلال للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  القائد الوطني الكبير " أبو علي مصطفى " .

 

ورأى فروانة بأن العزل الإنفرادي ما هو إلا إجراء انتقامي يندرج في سياق تلك الإجراءات ، وينبع من العقلية الإسرائيلية الانتقامية من " سعدات " والتي لم ولن تتوقف وستتواصل في الفترة القادمة .

 

وقال : حتى لو أنهت ادارة سجون الاحتلال عزلها الإنفرادي للرفيق سعدات ، فهذا لا يعني انتهاء الإجراءات الإنتقامية منه ، بل ربما يعود للعزل مرة أخرى في القريب ، ونتوقع إجراءات انتقامية جديدة يمكن أن تتخذ بحقه بهدف التضييق عليه بشكل خاص ، لما يمثله سعدات من قيمة وطنية وسياسية وحزبية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني كافة ، وفصائل المقاومة خاصة ، وهو لا يقل شأناً عن قادة وطنيين وأمميين عظام .

 

وأشار فروانة : بأن ما لا ترغب في إقراره إدارة السجون ، هو أن " سعدات "  رجل ثابت لم يتغير في تعامله مع الاحتلال وأبدع في القتال والمطاردة وإدارة الصراع ، شامخ لم ولن ينحني لإجراءاته ، وعكس في سلوكه مقولة الشهيد كنفاني " الإنسان قضية " ، أينما حلَّ وفي أصعب الظروف وأحلكها ، وصمد أمام المحققين ولم تعرف عضلة لسانه طريقاً للحركة أمامهم خلال فترات اعتقاله العديدة ، ورغم تقييد حركته في غرف السجن أو زنازين العزل الإنفرادي ، فانه حاضر لم ولن يغيب أبداً عن أبناء شعبه ، يسمو بمواقفه الوحدوية، ويعلو بتصريحاته الصائبة ويسكن أفئدتهم وعقولهم برؤيته السياسية الناضجة .

 

واعتبر فروانة بأن إضراب الرفيق " سعدات " عن الطعام والذي استمر لمدة تسعة أيام متواصلة احتجاجاً على عزله في زنزانة انفرادية ، كان بمثابة صرخة مدوية أراد من خلالها " سعدات " أن يبعث برسالتين ، الأولى باسم الأسرى عموماً وما يتعرضون له من انتهاكات وإجراءات " عقابية " ، والمعزولين خصوصاً وإثارة قضيتهم ومعاناتهم المضاعفة في قبور العزل الإنفرادي وبعضهم منذ سنوات طوال ، ورفضاً لسياسة العزل المتصاعدة وما تشكله من موت بطيء للأسير .

 

فيما الرسالة الثانية تهدف إلى تسليط الضوء على ما يتعرض له بشكل خاص ، هو ورفاقه الآخرين الذين نفذوا عملية قتل الوزير الإسرائيلي " زئيفي " بشكل مباشر ، من مضايقات وانتهاكات وإجراءات انتقامية بدأت منذ لحظة اختطافهم من سجن أريحا  ولا زالت متواصلة ،  وهي رسالة موجهة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أولاً قبل غيرها للتحرك الجدي والفاعل لإنقاذ حياة هؤلاء والسعي لتحريرهم ، بكافة الأشكال المشروعة .

 

وفي هذا الصدد ثمن فروانة موقف القائد الأسير " سعدات " الرافض لسياسة العزل ولكل أشكال الظلم والاضطهاد والإجراءات العقابية ، عاكساً بذلك موقف الأسرى عموماً  ، والذي من الفترض أن يسانده موقف فلسطيني موحد ومتواصل  يوازي حجم الخطورة التي يتعرض لها الأسرى .

 

وأعرب فروانة عن خشيته من تراجع الفعاليات والأنشطة التي جاءت تلبية لنداءات التضامن مع سعدات  ، ونصرة لقضيته وقضايا الأسرى المعزولين عموماً وحقهم بالعيش بكرامة وإنسانية وفقاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ، في الوقت الذي يفترض فيه أن تتصاعد وتتسع وتشهد تطوراً كماً ونوعاً في الفترة المقبلة .

 

رموز المقاومة على قائمة صفقة " شاليط "

 

وناشد فروانة الفصائل الفلسطينية آسرة " شاليط " بوضع قضية تحرير سعدات ورفاقه وكافة رموز المقاومة والقادة السياسيين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية على رأس سلم أولوياتهم ومطالبهم ، انتصاراً للمقاومة الفلسطينية المشروعة التي كفلتها كافة المواثيق الدولية .

 

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ، كانت قد اقتحمت سجن أريحا في الرابع عشر من آذار / مارس 2006 ، واختطفت الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد " أحمد سعدات " وأربعة من رفاقه ،  بسبب تبني منظمته اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف "رحبعام زئيفي " في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2001 في فندق ريجنسكي بالقدس الشرقية رداً على اغتيال قوات الاحتلال القائد أبوعلي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية آنذاك .

 

وفي الخامس والعشرين من كانون أول / ديسمبر من العام الماضي وبعد سلسلة جلسات ، أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكماً بالسجن الفعلي لمدة ( 30 ) عاماً بحق سعدات كإجراء سياسي وانتقامي دون إدانة حتى وفقاً لقوانين الاحتلال ، فيما أصدرت أحكاماً بالسجن مدى الحياة بحق أربعة من رفاقه اتهموا بتنفيذ عملية قتل الوزير الإسرائيلي بشكل مباشر .