خبر مفتي مصر يجيز تأجيل العمرة تجنبا لانفلونزا الخنازير

الساعة 08:21 م|18 يونيو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أن الإفتاء بجواز تأجيل العمرة بسبب المخاوف من انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير يتوقف على الرأي الفني الذي تبديه الجهات المسئولة مثل منظمة الصحة العالمية، ووزارات الصحة في العالمين الإسلامي والعربي.

 

وقال مفتى الديار المصرية في تصريحات صحفية اليوم الخميس: "إذا تبين أن الوضع وصل لدرجة الوباء المسبب للضرر الشامل بصحة الناس وحياتهم فيكون دفعه واجبا أخذا بقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.. وعليه فإذا تأكد أن الذهاب للعمرة من الأمور المساعدة على انتشاره يجوز للسلطات المعنية منع المواطنين من أداء العمرة".

 

وشدد على أن أخذ المسلم بالحذر محافظة على الصحة لا يتنافى مع التوكل على الله، فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: نفر من قدر الله إلى قدر الله". 

 

ولفت فضيلة المفتي إلى أن الشرع يفرض على المسلم وجوب الالتزام بالإرشادات الصحية التي تحددها الجهات المعنية، وعدم مخالفتها في الخروج من بلد يوجد بها الوباء أو الدخول إليها، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم به (الوباء) بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا منه".

 

وطالب جمعة المواطنين أن يلتزموا بالآداب الإسلامية في النظافة والطهارة المستمرة باعتبار أن ذلك يسهم في الحد من الوباء، وتأتي تصريحات مفتي الديار المصرية ردا على الخطاب الذي وجهه وزير الصحة المصري د.حاتم الجبلي مؤخرا للمفتي لمعرفة الرأي الشرعي في إلزامية أداء العمرة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم بشأن انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير بشكل كبير في مختلف دول العالم. 

 

وحذر الجبلي خلال اجتماع لجنة الصحة بمجلس الشعب الأخير الذي عقد مؤخرا من عواقب رحلات الحج والعمرة للمصريين هذا العام، معتبرا أنها ستعطي مؤشرا خطيرا لانتقال الوباء إلى مصر. 

 

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي درجة الاستنفار السادسة والقصوى من الفيروس الذي أصاب أكثر من 40 ألف شخص في 89 بلدا، وتسبب في وفاة أكثر من 167 شخصا، بحسب آخر حصيلة للمنظمة حتى الآن، ويحدد أي مرض على أنه وباء تبعا لانتشاره وليس لحدته، ويقول كثير من الأطباء إن المرض لا يزال ضعيفا، حيث شفي منه معظم الذين أصيبوا به حتى الآن.

 

"حرام شرعا"

 

ومن جانبه، أكد عبد المحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي السعودي في تصريحات صحفية مؤخرا عدم جواز إيقاف مناسك العمرة والسفر إلى الخارج على الرغم من ارتفاع أعداد الإصابات المؤكدة بإنفلونزا الخنازير في السعودية، وذلك ردا على الفتاوى التي تحرم السفر إلى العمرة والدول الموبوءة بالفيروس تفاديا لانتشاره. 

 

وفي وقت سابق أعلن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في قطاع غزة بأن أداء مناسك العمرة لهذا العام سيكون "حراما شرعا" إذا أكد الأطباء المسلمون حقيقة مرض إنفلونزا الخنازير وخطورته على جموع المعتمرين.

 

وقال الدكتور حسن الجوجو رئيس المجلس في بيان صحفي عن "تحريم العمرة" في وقت الأوبئة إنه "إذا ثبت بالاستقراء الطبي أن الأمر جدي وخطير، فإنه يجب اتقاء المرض بمنع العمرة، مشيرا إلى أن العمرة سنة وليست فرضا ووقاية المسلمين من الأمراض المعدية واجبا، وعليه فإن الواجب مقدم في هذه الحالة".

 

وكان عدد من علماء الأزهر الشريف، بينهم أعضاء بلجنة الفتوى ومجمع البحوث، أيدوا فتوى مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بحرمة السفر من الدول التي ظهر فيها مرض إنفلونزا الخنازير وإليها؛ لأن في ذلك "تعريض النفس للتهلكة".

 

ولمواجهة هذا المرض نشرت السلطات السعودية مؤخرا في المطارات كاميرات لرصد حرارة الجسم، وبالتالي لرصد حالات الإنفلونزا المشبوهة.