خبر كيف ألقت المكافحة القبض على شبكة عملاء المخدرات بغزة؟

الساعة 03:45 م|18 يونيو 2009

فلسطين اليوم: غزة

بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة جدد "الشاباك" الإسرائيلي وسائله للاختراق مستغلاً كافة الوسائل المتاحة أمامه فحاول بشبكات التجسس وشبكات الإسقاط وشبكات المخدرات.

وكشف موقع "المجد...نحو وعي أمني" القصة كاملة لمهمة القبض على شبكة العملاء التي استمرت لعشرة أيام حسبما حصلت عليها من المصادر الأمنية في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة حيث كانت البداية:

في أول يوم من المهمة وصلت معلومات لضباط وأفراد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقطاع غزة مفادها بأن كمية كبيرة من المخدرات دخلت قطاع غزة عبر معبر كارني التجاري وهنا بدأ رجال البحث الجنائي مهمتهم وبدأت رحلة جمع المعلومات والتحريات ليلا ونهاراً.

في بداية المهمة قامت المكافحة بزراعة عدد من المرشدين السريين في أوساط المشبوهين حتى تم الوصول إلى احد الخيوط التي تفيد بأن المدعو "س.ص" من مدينة غزة له علاقة بكمية المخدرات التي دخلت قطاع غزة عبر المعبر فتم نصب كمين واستدراجه الساعة السابعة صباحا حيث ضبط بحوزته فرش حشيش وبعد التحقيق معه اعترف على المصدر الرئيس .

في ذلك الوقت فكرت المكافحة بطريقة مميزة للوصول لذلك التاجر الكبير فقامت بتجنيد "س.ص" بعد اعتقاله كمرشد للوصول إلى الرأس الكبير .

 وقد بدأ ضباط المكافحة بإعداد الخطة المحكمة من كل جوانبها فقاموا باستئجار سيارتين مدنيتين الأولى استقلها ضابط التحري المتخفي تحت مسمى تاجر مخدرات يرافقه المرشد "س.ص" أما السيارة الثانية تتابع السيارة الأولى من بعد بداخلها قوة خاصة مسلحة بزي مدني.

وبدأت فصول استدراج الشبكة في السابعة صباحا في ميدان فلسطين حيث قام المرشد بالاتصال هاتفيا على  التاجر الكبير لشراء كمية كبيرة من المخدرات على أن يكون التسليم في ميدان فلسطين فرد الأخير بأن التسليم سيكون في منطقة غير ميدان فلسطيني مستخدما أساليب الخداع والتضليل لضمان سلامة تسليم المخدرات بطريقة آمنة.

وبالفعل طلب تاجر المخدرات منه التوجه لمنطقة مخيم جباليا ومن ثم إلى منطقة أخرى وبالفعل تم متابعة تاجر المخدرات حيث أوقف السيارة التي كان بها ضابط التحري والمرشد وفي وسيلة خبيثة للتضليل اكتسبها من الخبرة الطويلة في تجارة المخدرات والعمالة للاحتلال حيث ترجل ماشيا باتجاه الشرق في احد الشوارع ومن ثم عاد إلى سيارته من شارع آخر بخلاف الشارع الذي دخل منه.

وبعد ذلك أبلغ السيارة التي بها الضابط المتخفي بأن التسليم سيكون في منطقة أخرى شمال قطاع غزة بعدما تأكد أن التسليم سيكون آمن حيث ظهرت عليه علامات الراحة وهو لا يدري انه بدأ يقع في الفخ الذي نصب له منذ عشرة أيام .

وبالفعل عند الوصول إلى المكان نزل التاجر من سيارته ماشيا على قدميه تجاه السيارة المتوقفة وقام بإعطاء المرشد الذي يعمل مع المكافحة كيسا اسودا وبمجرد استلام الكيس تم إعطاء الإشارة للقوة الخاصة التي في السيارة الثانية بمتابعة التاجر والقبض عليه.

وبالفعل داهمت القوة التاجر وكان معه تاجر آخر وعثرت على 14 فرشا من الحشيش وتم اعتقالهما ليظهر في التحقيق كيف كان الشاباك يوزع المخدرات بالمجان حتى يتم إسقاط أكبر عدد من الشباب الفلسطيني .

حيث اعترف تاجر المخدرات بارتباطه بالاحتلال الصهيوني من خلال تاجر مخدرات من البدو في الداخل وضابط مخدرات صهيوني حيث عملوا على نشر المخدرات بين الشباب لإسقاط أكبر عدد منهم.

واعترفوا بأن الكمية التي دخلت الى قطاع غزة من معبر كارني التجاري مخبأة داخل الفواكه حيث قام ضابط المخابرات الصهيوني بالتنسيق لهم لدخول هذه الكمية بدون إعاقات.

وقد أشار المعتقلون لدى الأجهزة الأمنية أن الشخص البدوي وضابط المخابرات لم يطلبوا مسبقا منهم دفع ثمن المخدرات و قالوا له بنص العبارة:" صرف البضاعة وبعد ما تصرفها أرسل أي مبلغ إن أردت".

وأشارت التحقيقات انه بعد رعاية الله تعالى تم الوصول إلى هؤلاء العملاء التجار قبل أن يتم توزيعها على الشباب ليتم تدميرهم موضحة أن هؤلاء التجار استخدموا خطة أمنية في جلب وترويج وتوزيع المخدرات لإسقاط الشباب .

وتعتمد المخابرات الصهيوني على المخدرات اعتمادا كبيرا في تدمير المجتمع الفلسطيني من خلال إسقاط الشباب ومن لم تستطع إسقاطه تعمل على تحييده عن المعركة من خلال تضييع عقله ونفسه بتعاطي المخدرات.