قائمة الموقع

طبيب بريطاني: ما يجري في غزة فيلم رعب حربي

2023-11-11T15:01:00+02:00
فلسطين اليوم

شهر من الحرب في قطاع غزة المحاصر قضاه الطبيب البريطاني عبد الحماد، حتى إجلائه إلى بريطانيا، ليروي شهادته، مشبها الفترة التي قضاها بفيلم رعب من "أفلام الحرب العالمية الثانية".

وعمل الجراح عبد الحماد في غزة، خلال الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

قال الجراح عبد الحماد، إنه مكث في غزة نحو شهر حتى تم إجلاؤه، واصفا تلك الفترة بفيلم رعب من أفلام الحرب العالمية الثانية.

وأضاف الحماد، الذي يترأس مركز زراعة الأعضاء في مستشفى جامعة ليفربول الملكي (حكومي)، أنه يجري عمليات زراعة الكلى في غزة منذ 2023.

وأوضح أنه كان أول طبيب يجري عمليات زراعة الكلى في غزة، وأنه وصل إلى القطاع قبل يوم واحد من بدء الحرب حيث كان يعتزم إجراء عملية زراعة كلى في 7 أكتوبر.

وأضاف أنه كان يجري العديد من عمليات زراعة الكلى في غزة التي يزورها عدة مرات في العام الواحد.

وقال الطبيب: "استيقظت صباح السابع من أكتوبر عند الساعة السادسة والنصف على صوت الانفجارات، واتصلت مباشرة بمستشفى الشفاء حيث سيتم إجراء العملية فيها لمعرفة ما يحدث في المدينة".

وأضاف أنه قيل له بأن كل شيء يبدو طبيعيا، لكن في الاتصال الثاني بعد نصف ساعة تم إخباره بأن المستشفى دخل في حالة الطوارئ.

وذكر أنه أمضى ذلك اليوم في أحد مباني الأمم المتحدة حيث تم نقله بعربة مدرعة خصصتها الأمم المتحدة.

أشار الطبيب إلى أن المباني التابعة لجامعة غزة الإسلامية التي كانت أمام مبنى الأمم المتحدة تعرضت لأضرار كبيرة، وأن المبنى الذي يمكث به كان يهتز والنوافذ تتحطم والشظايا تتطاير جراء الانفجارات حوله.

ولفت إلى وجود 25 شخصا أجنبي في المبنى الأممي، وأن أكثر من 100 شخص لجأوا إليه مع تزايد القصف.

وأوضح الطبيب البريطاني أنه شاهد حجم الدمار الذي يحيط في المبنى خلال خروجه لجلب الأدوية اللازمة للأشخاص اللاجئين في المبنى، واصفا غزة بأنها "مدينة أصبحت غير معروفة بالنسبة له رغم زياراته المتكررة إليها منذ 10 سنوات".

وأوضح "أعرف غزة جيدا، كنت قد تجولت فيها كثيرا خلال السنوات العشرة ولكن اليوم باتت مدينة لا يمكن التعرف عليها، بسبب الأضرار والحفر والدمار الذي لحق بها".

وتابع "لم يتم تدمير مبنى واحد أو مبنيين، بل تم تدمير الحي بأكمله، واعتقدت أن الأمر يبدو وكأنه مشهد من فيلم بالأبيض والأسود عن الحرب العالمية الثانية".

وبعد عشرة أيام من مكوثهم في المبنى الأممي جنوبا، غادر الحماد والأجانب الذين كانوا معه نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف، حيث تم نقلهم إلى مبنى آخر للأمم المتحدة بالقرب من بوابة رفح الحدودية.

ويشرح الحماد أن المبنى لم يكن مخصصا للإقامة فهو عبارة عن مبنى إداري ومستودعات، وأن حوالي 12 ألف شخص قدموا إلى المكان هربا من القصف "الإسرائيلي".

وأضاف أن "المكان لم يحتو على مرافق للنظافة والمياه والطعام، واصفا الوضع بالكارثي وغير المناسب للعيش".

وذكر أنهم تناولوا الأطعمة مثل البسكويت لعدة أيام، مشيدا بالكرم الذي أظهره الناس في بيئة الحرب، "حيث كانوا يخاطرون بحياتهم ويخرجون لإحضار الطعام لنا".

وذكر الحماد أنه عبر والأجانب المدرجين على قائمة الأمم المتحدة بوابة رفح الحدودية وأصبحوا في موضع مفاوضات بين "إسرائيل" ومصر.

وأوضح أنهم تمكنوا من الخروج من غزة إلى المنطقة العازلة حيث بقوا يومين قبل العبور إلى مصر، معربا عن شعوره بالخجل لأنه أصبح آمنا في الوقت الذي بقي فيه الناس في وضع سيء في غزة.

وفيما يتعلق بالهجمات "الإسرائيلية" على المؤسسات الصحية، قال الطبيب إن العديد من الأشخاص الذي من المفترض إنقاذهم سيموتون، وهذا ما يثير غضبه كطبيب.

وشدد الحماد على أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار واجب إنساني، وأنه في حال لم يتم معالجة جذور المشكلة فإن الأحداث ستتكرر مرة أخرى في المستقبل.

وتشهد مستشفيات قطاع غزة هجومًا "إسرائيليًا الأوسع منذ بداية العدوان الهمجي، ويشن غارات عنيفة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى حالة قلق كبيرة على مصير النازحين في تلك المستشفيات.

ويتواصل العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لليوم الـ(36) على التوالي، بارتكاب أبشع المجازر الدموية على مرأى ومسمع العالم، ضاربًا بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والإنسانية والحقوقية، ليخلف ما يزيد عن 11 آلاف شهيد، ونحو 29 آلف جريح، ناهيك على الدمار الكبير في البنية التحتية والمباني السكنية.

اخبار ذات صلة