قائمة الموقع

ما أهداف "إسرائيل" من التوغل البري في غزة.. خبير يوضّـح..!؟

2023-10-31T18:29:00+02:00
صورة ارشيفية
فلسطين اليوم

يتواصل العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين، مرتكبًا مئات المجازر الدموية البشعة بحق المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن، ليدخل مؤخرًا في عملية عسكرية برية داخل قطاع غزة، تكبد فيها خسائر فادحة جراء تصدي المقاومة الفلسطينية لأرتال الدبابات والآليات العسكرية.

وأعلنت المقاومة الفلسطينية بغزة، اليوم الثلاثاء، استمرار الاشتباكات العنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع من مسافة صفر، وتفجير إحدى الآليات بعد وضع عبوة شواظ على برجها.

أهداف استراتيجية

الخبير في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، قال إن "إسرائيل" قررت البدء في عمليتها البرية العسكرية داخل مناطق قطاع غزة بعد مرور ثلاثة أسابيع من معركة "طوفان الأقصى"، لتنهي الخلافات الحادة بين المستويين السياسي والعسكري، منذ بدأت "إسرائيل" تخرج من صدمتها العسكرية التي لحقت بها بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وحول التساؤلات من هدف "إسرائيل" من وراء الدخول البري إلى غزة، أضاف أن هناك أهداف استراتيجية أعمق من تدمير البنية التحتية للمقاومة أو استعادة الأسرى "الإسرائيليين".

ترميم صورة "إسرائيل"

وأوضح لافي، أن الهدف الأول يتمثل في ترميم صورة" إسرائيل" العسكرية من خلال إظهار قدرتها على الحرب البرية، كنوع من أنواع كسر حاجز الخوف لتثبت للجميع في المنطقة أنها الدولة القوية.

وأشار المحلل في الشأن العبري، إلى أن "إسرائيل" لا تنسى للحظة أنها محاطة بدوائر من النار، وبجبهات تراقب كل حركة وكل فعل إسرائيلي، مبينًا أن تلك الجبهات تستخلص العبر والدروس وتحضر الخطط العسكرية والسياسية، بناء على ما تشاهده من تموضعات استراتيجية لـ"إسرائيل".

وبيّن أن "الأخطر على "إسرائيل"، أن الجهات المحيطة بها، والتي ما زالت تحاربها "محور المقاومة، وعندما رأت أن مئات من المقاتلين الفلسطينيين من المقاومة، في أقل من ساعتين ونصف قضوا على أهم فرقة عسكرية في "الجيش" الإسرائيلي بغلاف غزة المكوّنة من لواءين عسكريين، فهذا يمنحها مزيداً من الحوافز لإمكانية هزيمة "إسرائيل" في أي معركة معها".

انهيار الجدار الحديدي

وتابع لافي: "إن لم تستطع "إسرائيل" استعادة الردع من خلال عملية عسكرية واسعة تتضمن معركة برية في غزة، فإنها لن تستطيع البقاء في المنطقة، كون "الإسرائيليون" يدركون أن بقاءهم في المنطقة مبني على نظرية الجدار الحديدي الذي يجب أن تبنيه "إسرائيل" في عقل وذهن أعدائها بأنها دولة غير قابلة للهزيمة، وبالتالي "قتالها غير مجد بل ومدمر".

وأكد المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، دمر ذلك الجدار الحديدي "الإسرائيلي" الوهمي، مشيرًا إلى ذلك أظهر نظرية أخرى طالما نادت بها المقاومة وهي نظرية "بيت العنكبوت"، التي تؤكد أن "إسرائيل" دولة يمكن هزيمتها بل وإزالتها من الوجود.

ولفت أنه في هذا السياق تبرز أهمية العملية العسكرية البرية كمرحلة ثانية في حرب تهدف منها "إسرائيل" إلى ترميم جدارها الحديدي تجاه محور المقاومة وكل دول المنطقة في الشرق الأوسط.

جز العشب

وعلى صعيد الهدف الثاني، أوضح أن "إسرائيل" تحتاج إلى إعادة التوازن الداخلي، واستعادة الثقة بـ"جيشها" داخل المجتمع الإسرائيلي، كي تعود الثقة بأن هذا المشروع لديه جيش وقوة عسكرية قادرة على توفير الأمن والأمان لمستوطنيها.

وأشار إلى أن طوفان الأقصى حفرّ عميقاً في الوعي "الإسرائيلي"، أن "إسرائيل" القوية والمتطورة ما زالت مهددة وجودياً، ومن الجهة التي عدّتها تقديراتهم العسكرية الاستراتيجية أنها صراع منخفض الوتيرة، ويمكن التعامل معه بما يسمى بالأمن المستمر اليومي، بالإضافة إلى نظرية الجولات العسكرية المحدودة بهدف إضعاف المقاومة وقدراتها العسكرية تحت شعار جز العشب.

ووفق لافي، فإن التقديرات العسكرية للاحتلال انهارت فجأة في وجه "الجيش" والمستوى السياسي في "إسرائيل"، على مرأى ومسمع من المجتمع "الإسرائيلي" الداخلي، والذي لأول مرة في تاريخ قتاله مع أعداء "إسرائيل" منذ تأسيسها يخوض معركة عسكرية حقيقية داخل جبهته الداخلية وعلى أرضه وبين شوارع مستوطناته.

إزالة الصدمة "الإسرائيلية"

كما لفت أن ذلك ضاعف تأثيرات الصدمة الصهيونية الداخلية بشكل غير مسبوق، مبينًا أنه من أجل إزالة آثار الصدمة الكارثية الإسرائيلية، كان لا بد من عملية عسكرية برية في قلب قطاع غزة وداخله، الأمر الذي أكده رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي ليفي بأن "هناك أهدافاً لا يمكن تحقيقها من دون تنفيذ مناورة برية داخل غزة".

وحسب المحلل في الشأن "الإسرائيلي"، فإنه رغم إدراك هليفي بحجم الخسائر المواكبة لهذه المناورة البرية، فهو يعلم "الانتصار له أثمان"، ومن غير الواضح لهليفي الذي سيلاحقه عار هزيمة 7تشرين الأول/ أكتوبر أن خسائره لا تستطيع جبهته الداخلية تحملها إذ بدأت تترنح أسرع من المتوقع بكثير.

وأعلن جيش الاحتلال، مساء اليوم الثلاثاء، عن مقتل 2 من جنوده من وحدة غفعاتي صباح اليوم في قطاع غزة.

ويتواصل العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين، مرتكبًا مئات المجازر الدموية البشعة بحق المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن، ما أسفر عن استشهاد آلاف المواطنين وإصابة نحو 21 ألفًا، إلى جانب الدمار الكبير في المباني والأبراج السكنية، والممتلكات الخاصة والبنية التحتية.

اخبار ذات صلة