خبر يا بركات، لا تستسلم-هآرتس

الساعة 08:33 ص|18 يونيو 2009

بقلم: أسرة التحرير

حتى لو اتخذ في بلدية القدس الحل الوسط الذي جرى الحديث عنه امس وبموجبه يتم تشغيل موقف السيارات في مركز المدينة في نطاق خاص، فان الجلبة التي احدثها متطرفون في المدينة حول موقف سيارات سفرا هي اشارة تحذير. مظاهرات العلمانيين في القدس هذا الاسبوع احتجاجا على استسلام رئيس البلدية نير بركات، لمطلب الاصوليين اغلاق موقف سيارات سفرا يوم السبت لن تنجح بالتأكيد في توازن البندول المنفلت للوضع الراهن في المدينة. ولكن هذا اختبار هام لبركات: عليه ان يتذكر بانه لم ينتخب بفضل دعم الاصوليين المتطرفين الذين لم يشاركوا في الانتخابات على الاطلاق وليس هم من يفترض بهم ان يملوا نمط الحياة في العاصمة.

بركات يعرف بان لا صلة بين اضطرابات العنف التي بادرت اليها الطائفة الاصولية وبين تشغيل الموقف يوم السبت. وحتى كتلة يهدوت هتوراة في البلدية فوجئت: ليس فقط من التوقيت ومن شدة المظاهرات، بل من مجرد وجودها. مجموعة صغيرة من الاصوليين المتطرفين، رافضي الدولة، بعضها من المواطنين الاجانب، استجابت لدعوة الحاخام طوبيا فايس واستأنفت اضطرابات السبت سيئة الصيت.

وتعود حدة المظاهرات لاسباب عديدة، ولا سيما لصراعات القوى والنفوذ بين الطائفة الاصولية وبين الجمهور الاصولي الواسع المعتدل نسبيا. وتدحرجت النتيجة نحو الجمهور الغفير في القدس. مرة اخرى موضوع هامشي ظاهرا كمقطع طريق او صوت طفلات تغني يثير ازمة، لو لم يكن بقدر مثير هكذا لكان سخيفا.

صحيح انه يمكن التعاطي بتفهم مع تطلع بركات للسير على الحبل الدقيق الذي يمتد بين تطوير حياة المجتمع والثقافة في المدينة، في السبت مثلما في كل ايام الاسبوع (ما حصل على اي حال في السنوات الاخيرة ويلقى التسليم بل واحيانا عدم الاكتراث لدى الاصوليين) وبين الحفاظ على الوضع الراهن. غير ان الاستسلام للاصوليين هذه المرة يخرج عن ذلك.

التنازل عن فتح الموقف في ميدان سفرا يوم السبت – موقف واحد فقط، حسب الاتفاق بين بركات وكتلة يهدوت هتوراة في المدينة سيشغله عامل غير يهودي ولن تجبى فيه اي دفعة – تم تحت تهديد بالعنف. لا يحتمل ان تقبل البلدية املاءات مجموعة عنيفة لا تعترف بقواعد اللعب الديمقراطية، وبموجبها يتقرر نمط الحياة في المدينة. الاستسلام للعنف معناه دعوة الاقلية التي تثير الشقاق والنزاع الى جولات اخرى من التخويف والاكراه.