خبر الكشف عن أكبر نصاب في الضفة..الاحتيال على عوائل الشهداء والجرحى

الساعة 05:32 ص|18 يونيو 2009

فلسطين اليوم-رام الله

 قال تعالى في كتابه العزيز: (أيحب احدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) صدق الله العظيم.. ذاع صيت احد النصابين في الضفة الغربية حتى صار لا يشق له غبار، وهذا النصاب كان يفلت في كل مرة ولا يترك اي اثر بعد ان ينصب على عوائل الشهداء والجرحى ويسلبهم مالهم بعدما يسلبهم الاحتلال أبناءهم.

وبطل قصتنا هنا رجل من الضفة الغربية، ومن منطقة طولكرم بالذات وكان يصطاد فريسته من عوائل الشهداء بكل ذكاء ودراسة... وبينما تكون العائلة تندب وتبكي شهيدها كان هو يحصل على رقم هاتف العائلة من البدالة او من خدمة الاتصالات ويدرس افراد العائلة بعناية ويعرف نقاط ضعفهم وايا من الأفراد يصلح للوقوع في الفخ.

وبعد دراسة تستمر ما يقارب الاسبوع، واحيانا يذهب بنفسه للعزاء، يتصل ويطلب لقاء لمنحهم مبلغا من المال قيمته 25 الف دولار، ولكن يتطلب الأمر اعطاءه مبلع الف دولار او 3000 شيكل حسب وضع العائلة المالي ويوقعهم على اوراق كثيرة وينتظرون وينتظرون ولكن الدكتور نجيب او الدكتور محمد او الدكتور محمود يختفي ولا يظهر مرة اخرى أبدا وتبقى العائلة التي خسرت مالها وشهيدها خجولة من ان تشكو "فشلها" للأجهزة الأمنية.

من جهتها، اجهزة الامن وطوال سنوات رسمت صورة لهذا النصاب، الى ان ساقه قدره للدخول الى عش الدبابير واراد ان ينصب على اجهزة الامن نفسها، وكانت فكرته الاتصال بشهيد من الامن الوقائي في قلقيلية (هو كان يهتم بشهداء كل الفصائل والاجهزة واهم شيء لديه الوحدة الوطنية التي توفر له كل الشهداء) ورغم ان النصاب من طولكرم الا انه طلب من ذوي الشهيد لقاءه في بيت لحم للتوقيع على الاوراق ودفع مبلغ 3 آلاف شيكل.. وحين علم الامن الوقائي بالامر استنفر الجهاز في بيت لحم وملأ المنطقة بالمندوبين للرقابة ولكن النصّاب كان اكثر من حذر فاستبدل مكان اللقاء مرة ومرة ومرة في آخر لحظة.

وبينما كان الامن الوقائي يريد اعتقاله قام هو بتغيير مكان اللقاء من مجمّع الباصات الى باب كنيسة المهد، وكادت العملية تفشل لانه ادرك ان المكان قد يكون مراقبا.. الا ان الطمع ظل سيّد الموقف وقاده الى الاعتقاد انه وفي دقيقة سيحصل على المبلغ ويختفي.. وما ان التقى العائلة حتى قام الامن باعتقال كل من في اللقاء للتأكد من هويتهم وكانت الصدمة الكبرى عند اقتياد الجميع الى مقر الامن الوقائي في بيت لحم ان النصاب رجل عمره 61 عاما ويدعى "م. ح" ويتهندم جيدا وهو مثقف ويلقب نفسه الدكتور.

احد ضباط الأمن قال لوكالة "معا": (من شدة براعته في النصب كاد يقنعنا بهويته كانسان محترم ولولا وجود معلومات مسبقة وصورة مرسومة للنصاب لما فكر احد باعتقاله).

من جهته، قال مدير الامن الوقائي في منطقة بيت لحم احمد ابو حاشية لوكالة "معا": (كان هذا النصّاب متخصصا بنهب اموال عوائل الشهداء ونحن كنا بانتظاره وبعد سنين من التملص وقع هذا اليوم في الفخ حين قاده جشعه وطمعه الى هذه النهاية وهو الان قيد التحقيق لعرضه على السلطات القضائية المختصة).