خبر ردود فعل غاضبة بين فلسطينيي الـ48 بعد وصف وزير إسرائيلي العرب بالجرذان القذرة

الساعة 03:06 م|17 يونيو 2009

ردود فعل غاضبة بين فلسطينيي الـ48 بعد وصف وزير إسرائيلي العرب بالجرذان القذرة

فلسطين اليوم- غزة

عبرت الأوساط الفلسطينية المختلفة في الأراضي المحتلة عام 1948، عن غضبها، في أعقاب الألفاظ العنصرية التي تلفظ بها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاك أهرونوفيتش، من حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف ووصف فيها العرب  بالجرذان القذرة.

 

واستخدم أهرونوفيتش كلمة "عربوشيم" للدلالة على العربي القذر خلال ملاطفته لأحد عناصر الشرطة السرية الذي يتخفون في شوارع تل أبيب.

 

وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن ذلك حصل خلال جولة تفقدية للوزير في المحطة المركزية القديمة في تل أبيب والتي تعتبر وكرا للمخدرات والدعارة.

 

وهناك قدم أحد قادة الشرطة مفاجئة للوزير عندما عرض عليه اثنين من العملاء السريين من أفراد الشرطة في المنطقة، كانا يبدوان كتجار المخدرات، ويلبسان ثياب بالية, وغطيت وجوههم ببقع بالون الأسود، وكان أحدهم يترنح وبصعوبة يمشي.

 

وقال العميل السري للوزير معتذرا أبدو قذرا بعض الشيء، فرد عليه الوزير "أي قذارة تبدو كعربوش حقيقي، لا يمكنني أن أصدق أنك شرطي، كل الاحترام لك أنت بالفعل تبدو كالعربوش"، وهنا يحاول تشبيه العرب بالجرذان القذرة، حيث تعني كلمة عربوش الجرذ.

 

وتم تسجيل أقوال الوزير في كاميرات التلفزيون التي رافقت جولته، وادعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ما جاء على لسان أهرنوفيتش لا يعدو كونه زلة لسان، وقد أثارت تلك التصريحات ردود فعل غاضبة من بعض النواب العرب في الكنيست، مؤكدين أن هذه التصريحات تعبر عن حقد دفين وعنصرية بغيضة معروفة مسبقا عن هذا الوزير.

 

وقال النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية إن "الحكومة الإسرائيلية لم تعد قادرة على التستر على عنصريتها، وها هو وزير شرطتها يتفوه بكلمات عنصرية مهينة للعرب، وهو لا يمثل فقط حزبه الفاشي إسرائيل بيتنا، بل الحكومة الإسرائيلية بأسرها"، مضيفا "هذه الكلمات تترجم إلى سياسات تتبعها المؤسسة الإسرائيلية وبالأخص الشرطة التي يتولى هذا الوزير مسؤوليتها". وأوضح "نحن في مواجهة مفتوحة مع العنصرية الإسرائيلية، التي لم تعد تلبس أقنعة التمويه كما في السابق".

 

وأردف زحالقة أن "أقوال الوزير تكشف نوايا الحكومة الحالية التي تجلت في سلسلة من القوانين العنصرية وفي تسامح القضاء الإسرائيلي مع رجال الشرطة الذين قتلوا عرباً، وعلينا كجماهير عربية أن نرى الدلائل التي تتكرر يوماً بعد يوم، والتي تشير إلى أنّ الصدام الحالي مع العنصرية الإسرائيلية يفرض علينا مواجهتها بوحدة صف وبحزم. تصريح أهرونوفيتش ليس المشكلة بل الدليل على هذه المشكلة

 

وعقبت النائبة حنين زعبي على هذه التصريحات العنصرية بالقول إن "القذارة الوحيدة الموجودة هي قذارة العنصرية التي تجلت في ردة الفعل التلقائية والصادقة لوزير الأمن الداخلي. وتابعت شرطة هكذا وزيرها، لا عجب أن تقتل العرب بنفس القذارة. وبنفس القذارة تتفرج على الإرهابي نتان زادة دون أن تحمي العرب منه. وبنفس القذارة تقدم لوائح اتهام ضد عرب يدافعون عن أنفسهم.، على حد وصفها.

 

وأضافت أن هذه القذارة قد تتحملها وزارات وحكومة إسرائيل أما نحن فلن نتحملها.

 

كما أعرب النائب إبراهيم صرصور ورئيس "القائمة الموحدة والعربية للتغيير" في الكنيست عن استنكاره الشديد لهذه التصريحات.

 

وقال صرصور "إن استعمال الوزير هذه الكلمات هو استعمال رخيصٌ وعنصريٌّ، وإن دلَّ على شيء؛ فإنما يدلُّ على العقلية العنصرية وحالة الكراهية التي تعيشها "إسرائيل" تجاه الأقلية العربية".

 

وأضاف "إنه من المخجل أن نسمع مثل هذه الكلمات من وزير في منصب رفيع؛ وجب عليه أن يكون مثالاً يُحتذى"، مضيفًا أنه "لا عجب في استعمال مشجِّعي فريق "بيتار القدس" الإسرائيلي عبارات مثل: الموت للعرب"، مشدِّدًا  على أن مثل هذه التصريحات "بدَت جزءًا من الثقافة (الإسرائيلية)".

 

وطالب صرصور الوزير الصهيوني بالاعتذار عمَّا بدَرَ منه بأسرع وقت ممكن، محذِّرًا من الوقوع في هذا الخطأ الفاحش مرةً أخرى، الذي قد يسبِّب مزيدًا من التوتر في العلاقات بين الأقلية العربية والصهاينة في الكيان الصهيوني.

 

من جهته قال المحامي زاهي نجيدات، المتحدث باسم الحركة الإسلامية "كل إناء بما فيه ينضح، وإناء الوزير المذكور طافحٌ بالكراهية والحقد والعنصرية تجاه كل ما هو ومن هو عربي وفلسطيني في هذه البلاد, له ولأمثاله من القادمين من خلف البحار نقول, موتوا بغيظكم أيها الدخلاء والغرباء وتأدبوا وضعوا أيديكم على رؤوسكم عندما تتحدثون عن أهل البلاد وأصحاب الأرض".

 

وقال النائب عفو إغبارية "إن أهرونوفيتش في تصريحه البائس هذا إنما يؤكّد بأنه تلميذاً شاطراً لسيده ليبرمان، لأن كلاهما يشربان من نفس البئر الأيديولوجي الصهيوني العكر المبني على العنصرية وكراهية العرب"، مضيفا "ليس عجباً أن تصدر مثل هذه التفوهات من النخبة العنصرية التي تحكم البلاد في هذا الزمن الرديء وسيأتي ذلك اليوم الذي به سيقذف بمثل هؤلاء المأفونين إلى المكان الذي يليق بهم في مزبلة التاريخ"، حسب تعبيره.