خبر البرادعي: من لا يملك « النووي » يسهل سحقه

الساعة 12:26 م|17 يونيو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

اعتبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أن الدول التي تمتلك السلاح النووي "تنال قسطا من الاحترام"، أما الدول التي لا تمتلك هذا السلاح فيتم التعامل معها "بشكل مختلف"، بل إن بعضها قد يتم "سحقها"، ضاربا المثال بالعراق الذي تعرض للغزو الأمريكي بحجة امتلاكه لأسلحة دمار شامل، ثم تبين بعد ذلك عدم امتلاكه لها.

وقال البرادعي في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ونشرتها اليوم الأربعاء، "الدول التي تمتلك السلاح النووي تعامل بشكل مختلف عن تلك التي لا تملكه".

وأضاف مدللا على ذلك "كوريا الشمالية التي تمتلك سلاحا نوويا دعيت إلى طاولة المفاوضات، أما العراق في عهد صدام حسين، والتي لم تكن تملك سلاحا نوويا، فقد سحقت"، على حد تعبيره.

واتخذ الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، بحجة امتلاكها أسلحة نووية، وفي عام 2008 اعترف بخطأ تلك المعلومات التي بنى عليها قراه خلال غزوه للعراق.

يذكر أن كوريا الشمالية أوقفت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متحدية بذلك قرار مجلس الأمن الذي أدانها عقب قيامها بإجراء تجربة صاروخية في أبريل من العام الجاري، وفى 25 مايو أجرت تجربة نووية متجاهلة احتجاجات المجتمع الدولي، ووافق مجلس الأمن الدولي في 12 يونيو على قرار بتوسيع العقوبات ضد كوريا الشعبية، يعزز من حظر الأسلحة، ويشدد العقوبات المالية، وبدأت المفاوضات حول الملف النووي لكوريا الشمالية منذ عام 2003.

وفيما يتعلق بإيران التي تتهمها الدول الغربية بالسعي لإنتاج سلاح نووي، قال البرادعي: إن إيران "تطور تكنولوجيا نووية، وترغب في أن تكون قادرة على إنتاج سلاح نووي؛ لذا يجب التعامل مع إيران لثنيها عن هذه الرغبة".

وأضاف أن إيران تهدف من الحصول على هذا السلاح توصيل رسالة إلى الدول المجاورة والعالم مفادها "لا تستهينوا بإيران"، وفي نهاية المطاف الحصول على المكانة التي ترى أنها تستحقها، واعتراف دولي بدورها كقوة مؤثرة في الشرق الأوسط، بحد قوله.

وفي أول مؤتمر صحفي عقب إعلان فوزه بولاية ثانية، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الثلاثاء إنه ماض في خطه السياسي في ما يتعلق بالملف النووي والعلاقات مع الولايات المتحدة، والتعاطي مع التهديدات "الإسرائيلية"، معتبرا أن "الملف النووي ليس مطروحا للبحث".

وتقول إيران: إن "إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط".

من جهة أخرى رأى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حديثه للـ"بي بي سي" أن "الخطر الحقيقي هو أن يقع سلاح نووي في أيدي جماعة متطرفة"، مشيرا إلى أنه "على المدى البعيد فإن الطريقة الوحيدة لتأمين السلام هي نزع السلاح النووي بقيادة القوى النووية في العالم التي تملك 27 ألف رأس نووية".

وتجدر الإشارة إلى أن هناك خمس دول نووية معلنة هي الأعضاء الدائمة لمجلس الأمن (بريطانيا، والصين، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة)، كما أن هناك دولا نووية غير منضمة لمعاهدة انتشار الأسلحة وهي الهند وإسرائيل وباكستان وكوريا الشمالية.

وكان البرادعي قد دعا إيران الإثنين الماضي إلى قبول عرض الولايات المتحدة بإجراء محادثات غير مشروطة، بشأن برنامجها النووي، وقال أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "أعطى سببا للأمل في أن إجراء حوار يمكن أن يؤدي إلى تسوية شاملة للكثير من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية التي امتدت عبر 50 عاما مع إيران".