خبر فروانة: « بريطانيا » أعدمت الزير وجمجوم وحجازي و« إسرائيل » أعدمت مئات المعتقلين

الساعة 10:50 ص|17 يونيو 2009

في ذكرى استشهادهم.. فروانة: "بريطانيا" أعدمت الزير وجمجوم وحجازي و"إسرائيل"  أعدمت مئات المعتقلين

فلسطين اليوم- غزة

أكد عبد الناصر فروانة الباحث المختص في شؤون الأسرى اليوم الأربعاء، أن القوات البريطانية كانت قد أعدمت علانية ثلاثة معتقلين فلسطينيين قبل حوالي ثمانية عقود، فيما قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدمت وبشكل سري مئات وربما آلاف المواطنين الفلسطينيين بعد احتجازهم واعتقالهم بشكل فردي وجماعي، وأن لغة القوة المفرطة باتت السمة الأساسية في سلوكها تجاه المعتقلين.

 

وأضاف فروانة، أن عدم وجود قانون " إسرائيلي" يجيز إعدام مواطنين بشكل علني، لا يعني بأن الاحتلال الإسرائيلي أكثر إنسانية وديمقراطية، أو أنه يتمتع بقضاء نزيه، بل على العكس فانه أكثر انحطاطاً وإجراما وانتهاكاً لحقوق الإنسان .

 

جاءت تصريحات فروانة هذه في الذكرى التاسعة والسبعين لإعدام القوات البريطانية ثلاثة معتقلين فلسطينيين شنقاً في سجن عكا في مثل هذا اليوم من عام 1930 وهم : " محمد خليل جمجوم " من مدينة الخليل ، و" عطا الزير " من مواليد مدينة الخليل أيضاً و " فؤاد حسن حجازي " من مواليد مدينة صفد ويعتبر أصغر الشهداء الثلاثة سناً.

 

الإعدام سلوك ثابت

وأكد الناشط في مجال الدفاع عن الأسرى، أن الأجهزة الأمنية المختلفة للاحتلال الإسرائيلي قد اعتمدت ومارست الإعدام الميداني كسياسة ومنهج وسلوك ثابت بحق الآلاف من المواطنين بعد احتجازهم واعتقالهم بشكل مباشر، وأن هذا السلوك قد تصاعد بشكل واضح خلال انتفاضة الأقصى جزء من القرار السياسي العلني القاضي بتصعيد سياسة الإغتيالات والإعدام خارج نطاق القانون بحق أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام.

 

وتابع : فيما إصدار محاكمها أحكاماً جائرة بالسجن مدى الحياة لمرات عديدة ، واستمرارها باحتجاز مئات المعتقلين في سجونها منذ عقود من الزمن رغم شيخوختهم وكبر سنهم وهشاشة عظامهم وأمراضهم ، إنما هي بذلك تنتقم منهم و تعدمهم ببطء شديد عشرات المرات ، وبصمت وبعيداً عن الأعين ووسائل الإعلام ، ودون الحاجة إلى إقرار قانون صريح يمكن أن يحرجها أمام المحافل الدولية ويعرضها للانتقاد ، أو يشوه الديمقراطية التي تدعيها زيفاً لخداع العالم .

 

وذكر فروانة بأن القوات البريطانية اعتقلت مجموعة من الشبان الفلسطينيين إثر ثورة البراق منتصف آب / أغسطس عام 1929 ، وحكمت بالإعدام على 26 فلسطينياً شاركوا في الدفاع عن حائط البراق ، وقد تم لاحقاً تخفيف هذه العقوبة إلى السجن المؤبد عن ( 23 ) منهم مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق  الشهداء الثلاثة ، جمجوم وحجازي والزير وتم تنفيذ حكم الإعدام يوم الثلاثاء الموافق السابع عشر من يونيو / حزيران 1930 .

 

وأوضح فروانة بأن الشهداء الثلاثة كانوا قد سطروا قبل استشهادهم وأثناء تنفيذ حكم الإعدام ، أسطورة في التحدي ، وتسابقوا على الشهادة ، بمعنويات عالية وشموخ منقطع النظير ، وقال فؤاد حجازي لزائريه قبل إعدامه : " إذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز على الأمة العربية الكريمة ، فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً " .

 

وكشف فروانة بأنه حصل على نسخة من وصية الشهيد حجازي التي كان قد بعث بها  لصحيفة اليرموك ونشرتها في اليوم التالي لإعدامه قال في بدايتها مخاطباً شقيقه يوسف ( لا تتأثر لمصرع فؤاد ، لأن فؤاد لم يخلق إلاّ لهذه الساعة وله الشرف الأعلى بأن يقضي في سبيل القضية العربية الفلسطينية ، عليك أن ترفع رأسك وأن لا تدع للحزن سبيلاً إلى قلبك ) ويختم وصيته بالقول  ( إن يوم شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج, وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في 17-6 من كل سنة ،  إن هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخياً تلقى فيه الخطب وتنشد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية ) .

 

وأشار فروانة بأن ثلاثتهم كانوا قد أعدموا شنقاً في سجن عكا الذي يقع في مدينة عكا ، ودفنت جثامينهم في المقبرة الإسلامية في مدينة عكا .

 

الاحتلال الإسرائيلي مارس الإعدام بالجملة

و بيّن فروانة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي مارست ما هو أسوأ وأضخم وأكثر إجراما مما مارسته القوات البريطانية في إعدامها للمواطنين العُزَّل ، حيث أنها اعتمدت منذ النكبة ولغاية اليوم أساليب عديدة ومختلفة في إعدامها المباشر للمواطنين بعد احتجازهم واعتقالهم ، حيث كان يتم إخراجهم من بيوتهم وإطلاق النار عليهم مباشرة  ، أو إعدام المعتقل فور اعتقاله ، أو بعد أيام والإدعاء بأنه حاول الهرب ، أو ترك المصاب دون تقديم الرعاية الطبية له أوالتنكيل به وتعذيبه حتى الموت ، أو القتل المتعمد داخل زنازين التحقيق والعزل  ومن ثم الإدعاء بأنه انتحر ، والشهادات والأمثلة في هذا الصدد كثيرة .

 

الإعدام بدون " قانون " أخطر

وأكد فروانة بأن عدم لجوء " إسرائيل " لسن قانون يتيح لها تنفيذ حكم الإعدام بحق بعض المعتقلين والتخلص منهم مباشرة ومرة واحدة ، لا يعني حفاظها على حياتهم أو حباً فيهم ، أوعملاً بروح الديمقراطية والتزامها بنصوص الاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة ، وإنما لاستمرار ادعائها أمام العالم بأنها دولة قانون وديمقراطية ، ويحتكم فيها القضاء على قانون واحد يُحاكم بموجبة السجناء الإسرائيليين الجنائيين ، والمعتقلين الفلسطينيين والعرب على حد سواء ..

 

وتابع : لكن الواقع عكس ذلك ، ويؤكد ممارستها للتمييز العنصري فيما بين هؤلاء السجناء فتمنح السجناء الإسرائيليين كافة حقوقهم ، فيما تنتهك كافة حقوق المعتقلين الفلسطينيين والعرب ، وتمارس الإعدام البطيء بحقهم وتعدمهم عشرات المرات ، بهدف الانتقام منهم وقتلهم ببطئ نفسياً ومعنوياً وجسدياً من خلال منظومة من الإجراءات والممارسات والانتهاكات والجرائم التي لا تعد ولا تحصى ..

 

واعتبر فروانة بأن السابع عشر من يونيو / حزيران من كل عام ، يجب أن يكون يوماً لتكريم هؤلاء الشهداء ، والفخر والشموخ بهم ، كما أوصى الشهيد فؤاد حجازي ،  يوماً تطلق فيه الصرخات مدوية لوقف الإعدام المباشر وغير المباشر الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين الفلسطينيين  وإنقاذ حياة الآلاف منهم ممن يتعرضون للإعدام البطيء وبشكل ممنهج .