قائمة الموقع

تحليل طوفان الأقصى.. الضربة المباغتة التي أذهلت "إسرائيل"..!

2023-10-08T23:01:00+03:00
مستوطنات الغلاف
فلسطين اليوم

اعتبر المحلل السياسي "الإسرائيلي" المخضرم "ميرون رابوبورت"، اليوم الأحد 8-10-2023، أن هذا المستوى من المعارك الذي يقوم به المقاومون داخل الأراضي "الإسرائيلية" لم تشهدها المنطقة منذ عام 1948".

مستوى عالٍ من المباغتة

كما رأى المحلل الصهيوني في تصريحات له، أن "هذا المستوى من المباغتة لم يحصل؛ ولا حتى في حرب 1973"، موضحاً أن أجهزة الاستخبارات "الإسرائيلية" في حالة من الذهول، والثقة "الإسرائيلية" بالجيش اهتزت حتى النخاع".

وقال: "في عام 1973 قاتلنا جيشا مدربا. أما هنا فنحن نتكلم عن أناس ليس بأيديهم سوى بنادق الكلاشنكوف، موضحاً أن ذلك أمر لا يتُصوّر وفشل استخباراتي لا شكّ أن "إسرائيل" سوف تحتاج إلى وقت طويل كي تتعافى منه، من حيث ثقتها بذاتها".

فشل استخباري

واعتقد المحلل الصهيوني بقوله: "من المفروض وجود أجهزة تصوير هناك، وانتشار طائرات مسيّرة في الأجواء، فاختراق ذلك السياج بذلك الشكل أمر غير مُتصوّر، معتبراً إنها ضربة لا يمكن تصوّرها تلقاها التدريب "الإسرائيلي" نفسه".

كما أشار إلى أن وحدة الاستخبارات التابعة للجيش "الإسرائيلي"، والتي تعرف باسم الوحدة 8200، لديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل في حياة الفلسطينيين، ومع ذلك لم تكن قادرة على معرفة أن بضع مئات، أو ربما بضع آلاف، من المقاتلين كانوا يستعدون للقيام بهجوم معقّد وعلى نطاق واسع". وفق قوله.

صورة ما حدث حفرت عميقاً بالوعي الصهيوني

وقال المحلل رابوبورت: "الصور التي أفرزها الهجوم الفلسطيني – بما في ذلك للمقاتلين وهم يتمشون داخل البلدات "الإسرائيلية"، وكذلك وهم يقودون النساء والأطفال والعجائز نحو الأسر داخل غزة، سوف يكون لها تأثير عميق على الجمهور الإسرائيلي".

كما رأى المحلل أن الصور التي بثّها التلفزيون لفتيات وهنّ يهمسن عبر الهاتف لوسائل الإعلام، ويتساءلن طوال النهار أين الجيش، ويقلن "نحن هنا وحيدات وهم يطلقون النار في الخارج والجيش لم يظهر بعد".. هذه سوف يكون التعافي منها أمرا في غاية الصعوبة".

رد الجيش

كما اعتقد رابوبورت، أنه "ليس واضحاً بعد كيف سيكون رد "إسرائيل" على ما جرى"، معتقداً أنه حتى لو دخلت القوات "الإسرائيلية" إلى غزة، فإنها ستدخل وهي تعاني من منسوب منخفض جدا من الثقة بالذات، ولا يوجد ما يضمن أنها تتسمكّن من قهر غزة عسكريا".

وقال المحلل: "ما يزيد الأمر تعقيدا هو أنه لو دفعت "إسرائيل" بالجيش إلى الداخل وحاولت احتلال غزة، فهذا يعني مقتل عشرات الآلاف من سكانها وحدوث أزمة لاجئين تنجم عن فرار الناس من ديارهم، ناهيك عن أن مئات "الإسرائيليين" سوف يُقتلون كذلك. بحسب اعتقاده.

وأشار إلى أن هذا سينجم عنه انقسام حاد داخل المجتمع "الإسرائيلي" الذي سوف يجد صعوبة بالغة في تقبل وفاة أعداد ضخمة من "الإسرائيليين".

وأضاف: ""من شأن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، ناهيك عن أزمة اللاجئين التي سوف تنجم عن ذلك، أن يهدّد بإشعال حرب إقليمية على نطاق كبير". وفق قوله.

الخيارات القائمة

ورأى المحلل الصهيوني أن "أحد الخيارات أمام "إسرائيل" هو الأخذ بنصيحة وزير المالية المتطرف فيها، سموتريتش، الذي قال في شهر مايو إنه يتوجب إعادة احتلال غزة، معتقداً بأن اللحظة سوف تأتي حينما لا يكون أمامنا خيار سوى إعادة احتلال غزة".

كما اعتقد أن "والخيار الآخر هو الدخول في مفاوضات، تماما كما حدث في عام 1973، يومها قال "الإسرائيليون" لماذا توجّب علينا خوض تلك الحرب ولماذا توجّب علينا تكّبد 3000 قتيل؟".

وقال المحلل الصهيوني: "لقد دخلت "إسرائيل" مرحلة لم تعد فيها هي المتحكّمة بمصيرها، ولقد تكبّدت خسارة كبيرة من حيث الثقة بالذات، وكذلك هو الأمر فيما يتعلق بأبعاد الإخفاق العسكري، مبيناً أن فقدان الجيش ثقته بنفسه وفقدان الجمهور ثقته بالجيش، سوف يؤثر ذلك بشكل كبير على أيّ قرار يتخذ إزاء مسألة التوجه نحو غزة".

جدير ذكره أن عملية "طوفان الأقصى" المتواصلة لليوم الثاني على التوالي، اسفرت عن مقتل 700 إسرائيلياً وإصابة نحو 2150 آخرين، بالإضافة إلى استشهاد 313 فلسطينياً معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء بعدما أقدمت طائرات الاحتلال على قصف منازلهم فوق رؤوسهم.

اخبار ذات صلة