خبر لن يضعف أوباما قبضته .. معاريف

الساعة 08:16 ص|17 يونيو 2009

بقلم: ابراهام تيروش

انتهى التوتر. لقد تلفظ بالكلمتين الفظيعتين "دولة فلسطينية"، ولم تهتز أعمدة الكون. لقد تحرر منهما واعذروني على القول كتحرره من عصر هضم شديد لكن ليس من المحقق أنه ارتاح لذلك. لن يحدث له في الداخل شيء في الحقيقة. قد توجد بعض التكتلات في الليكود وربما يتلقى صفعتين كلاميتين من أبيه، لكن حكومته غير معرضة لشيء من الخطر. أما في الخارج مع أوباما فالحكاية مختلفة ونتنياهو يعلم ذلك.

رد البيت الابيض على الخطبة ردا منضبطا. قال متحدث الرئيس ان اوباما يستقبل بمباركة "الخطوة المهمة الى الامام" التي خطاها نتنياهو. لكن يحسن ان نقرأ جيدا الى النهاية الاعلان الرسمي الذي قال: "سيظل الرئيس على العمل مع جميع الاطراف... ليرى انهم يفون بالتزاماتهم المطلوبة لاحراز حل الدولتين".

أي ان اوباما لن يمضي الى أي مكان، وبكلمات بسيطة غير دبلوماسية يقول لنتنياهو: أريد أن اراك الان تعمل ايضا. تجمد مثلا كل بناء في المستوطنات، وتبعد كل المواقع الاستيطانية التي اقيمت بعد اذار 2001 وتمنح سكان المناطق تسهيلات كما تقتضيه خريطة الطريق التي اعلنت بانك تلتزمها من غير ذكر لاسمها. سأظل اراقب ولن تضعف الرقابة.

باختصار لا توجد بعد خطبة بار ايلان اي بداية صداقة وتفاهم جديد مع الولايات المتحدة. يوجد في أفضل الحالات مهلة لاستنشاق شيء من الهواء وفي حالة أقل حسنا مضي في مسار تصادم مع الرئيس. على هذه الخلفية يبدو كل عمل تنمية التوقعات قبيل الخطبة وتضخيم أهميتها أسخف مما بدا في البدء.

إن الاستعداد المبدئي لحكومة يرأسها الليكود لحل الدولتين مهم في حد ذاته، لكن السؤال الحاسم هو أهو قادر على أن يقود الى تسوية مع كونه ملفوفا بجميع الشروط التي لفها نتنياهو حوله.

يبدو ان الجواب لا، ولم آت لارفض بهذا جميع الشروط التي اشترطها رئيس الحكومة. فبعضها مثل نزع سلاح الدولة الفلسطينية بكفالة وضمان أمريكيين، وحل مشكلة اللاجئين خارج اسرائيل وغير ذلك يقبله الاكثرون في اسرائيل. لكن الفلسطينيين قد اعلنوا ما الذي يعتقدونه في ذلك، ويمينيون الاكثر حكمة صامتون بافتراض ان عملهم سيتم على أيدي اخرين، وان الفلسطينيين لن يضيعوا الفرصة مرة اخرى لاضاعة الفرصة (التي هي ليست فرصة في نظرهم).

توجد اذا فجوة واسعة بين موقف اسرائيل البدئي وموقف الفلسطينيين. كل ما تم احرازه في التحادث في الماضي محي ويبدأون من جديد اذا بدأوا. والان أتى امتحان أوباما الحقيقي. هل سيسلك سلوك كلب شرس يغرز أسنانه ولا يفلت؟ هل سيجر الطرفين من نواصيهم الى مائدة التفاوض؟ هل سيظهر بوساطة مبعوثيه تدخلا فعالا في المحادثات؟ هل يكون من الصحيح تحمل المسؤولية عن تحقيق الاتفاقات والرقابة عليها بوساطة قوات امريكية او دولية؟ يبدو ان نعم. لكن اذا لم يكن كذلك، واذا ظل بمنزلة خطيب ممتاز، فان رؤياه مثل رؤيا سلفه، ستمضي في الطريق نفسها وسيظل الدم ينزف ها هنا.

وفي حاشية القضية يثار سؤال لماذا رفض نتنياهو طلب لفني ان يقول لها في التفاوض الائتلافي ما قاله في بار ايلان؟ الجواب الاول بسيط: تهديد اوباما ليس كتهديد تسيبي.

ويثار جواب ثان من القصة الاتية: قبل نحو من ثلاثة اسابيع انتقدت لفني ها هنا لانها سببت اقامة حكومة يمين بطلبها الى نتنياهو ان يلتزم اقامة دولة فلسطينية. هاتفتني لفني وقالت اني مخطىء وان بيبي لم يرد البتة، بغير ما صلة بمطلبها اقامة حكومة مع كاديما، بل قال لها انه قد أصبح له التزام لاحزاب اخرى. شككت آنذاك اما اليوم بعد الخطبة فأقول ربما كانت صادقة.