قائمة الموقع

المقاومة الفلسطينية تحشر نتنياهو في الزاوية وإعلان الحرب على غزة مجرد "ردة فعل"..!

2023-10-08T09:03:00+03:00
طوفان الأقصى
فلسطين اليوم

لحظات ومشاهد تاريخية سطّرتها المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى"، لترسم لنا صورة نصر جديدة، ومعادلة عسكرية قوية خالفت كل التوقعات، ردًا على الاعتداءات الوحشية التي تستهدف الفلسطينيين والمسجد الأقصى، ورسالة للقاصي والداني مفادها "لن نرضخ للظلم ولن نركع للقمع".

المقاومة الفلسطينية في سرايا القدس وكتائب القسام، جنبًا إلى جنب مع باقي الفصائل أثبتوا مجددًا أن الإرادة الفلسطينية حديدية في وجه المستعمر الزائل، بخطف العشرات من المستوطنين والجنود والضباط "الإسرائيليين" من جحورهم في مستوطنات غلاف غزة.

فبعد إعلان القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، عن بدء عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال، واختطاف "إسرائيليين"، جاء المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو حمزة، وأكد أبو حمزة المتحدث باسم سرايا القدس، أنهم إلى جانب كتائب القسام، ويكشف عن تمكن السرايا من أسر جنود صهاينة.

قضية الأسرى

المحلل السياسي أيمن الرفاتي، يرى أن المقاومة الفلسطينية قد وضعت قضية الأسرى على رأس أولوياتها، باعتبار أن هذا الملف أحد الملفات والمكتسبات التي جرى الاستحواذ عليها خلال عملية "طوفان الأقصى".

ويوضح الرفاتي خلال حديث تلفزيوني تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "المقاومة أوصلت رسالة أنه لا فرق بين "الإسرائيليين" المأسورين في غزة، وبين المواطنين الفلسطينيين داخل القطاع، وأن المحافظة عليهم ليست مسؤولية المقاومة فقط، بل هي مسؤولية الاحتلال أيضًا، والذي يتحمل مسؤولية بقائهم على قيد الحياة خلال العمليات العسكرية التي ينفذها داخل قطاع غزة".

وحول رد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة على تهديدات نتنياهو، قال إنه وضع النقاط على الحروف بعد تصريحات الأخير، وكبل جيش وحكومة الاحتلال، مشيرً إلى أن المقاومة حمّلت نتنياهو بشكل مسبق مسئولية المحافظة على حياة هؤلاء الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

تعامل حذر

وتوقع الرفاتي، أن تعامل نتنياهو سيكون بشكل حذر مع هذا الملف خلال الفترة المقبلة، مضيفًا أنه سيمثل حرجا له أمام المجتمع "الإسرائيلي"، مستدركًا بالقول: "ليس بالوارد أن يتخلى الاحتلال عن جنوده وأسراه بين أيدي المقاومة".

ويشير المحلل السياسي، إلى أن المقاومة الفلسطينية وضعت نتنياهو في الزاوية، وكبل التحركات الاسرائيلية بشكل أكبر، مبينًا أن ذلك ما تحدث عنه المتحدث جيش الاحتلال أن عدد الأسرى ونوعية الأسرى لدى المقاومة سيحدد طبيعة المعركة داخل قطاع غزة.

غرور نتنياهو

وحول الخطوط الحمراء التي من الممكن أن يتجاوزها الاحتلال لفتح المعركة على مراحل أخرى جغرافيا ونوعيا، يبيّن الرفاتي، أن ذلك مرتبط بعوامل عدة، الأول يتمثل في البعد الشخصي لدى نتنياهو والحكومة اليمينية المتطرفة، وطريقة تعاملها فيما يتعلق بالأزمة التي تمر بها نتيجة عملية "طوفان الأقصى".

أما العامل الثاني، فهو حالة الغرور لدى نتنياهوـ وكيف سيخرج من هذه الأزمة العميقة، والتي من الممكن أن تكون محركا تجاه صَلًف إسرائيلي ومحاولة أخذ صورة تغير صورة الانتصار التي حققتها عملية "طوفان الأقصى"، من خلال مجازر كبيرة داخل قطاع غزة، أو من خلال عملية عسكرية موسعة داخل قطاع غزة، أو السيطرة على بقعة من داخل قطاع غزة أو منطقة حدودية، ليظهر قدرته على ردع المقاومة الفلسطينية، ومحاولة إعادة الأوضاع مع قطاع غزة إلى حالة ردع أشد مما كانت عليه في السابق. وفق الرفاتي.

نتائج صعبة

ويوضح المحلل السياسي، أن الخيار الأخير سيجلب لنتنياهو الويلات لمغامرته بمستقبله السياسي داخل دولة الاحتلال، مضيفًا أن توسيع الخيارات والذهاب إلى المواجهة العسكرية الموسعة مع المقاومة في قطاع غزة ستؤدي الى نتائج أكثر صعوبة، وتجعل نتنياهو أقرب من أي وقت مضى إلى نهايته.

ويشير الرفاتي، إلى أن كل ذلك يأتي ضمن حسابات المقاومة الفلسطينية قبل الذهاب الى هذه المعركة ودراستها للواقع الميدان وللبيئة السياسية لعملية "طوفان الأقصى".

حالة تخبط

المختص في الشأن السياسي ماجد الزبدة، يقول إن الرد "الإسرائيلي" على عملية طوفان الأقصى بالغارات الجوية وقصف البيوت المدنية فوق رؤوس ساكنيها وارتقاء شهداء وإصابة مئات المواطنين، يؤكد حالة التخبط "الإسرائيلي" بشكل واضح.

ويضيف الزبدة خلال حديث تلفزيوني تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ذلك هو كل ما تستطيع حكومة نتنياهو فعله، لافتًا أنها تريد صورة الانتقام وتقدم للمجتمع "الإسرائيلي" أكبر عدد من المذابح والمجازر في غزة.

صدمة كبيرة

وحول إعلان "إسرائيل" الحرب على غزة، يوضح أنه "جاء مباشرة بعد الصدمة الكبيرة التي تلقتها حكومة الاحتلال جراء عملية "طوفان الأقصى"، وذهابها إلى أقصى مدة ممكنة، في الوقت الذي أصبحت فيه غزة الآن تختلف عن غزة قبل 10 سنوات، فهناك عشرات الآلاف من المسلحين، فضلًا عن القدرات الصاروخية المختلفة، ومدينة الأنفاق تحت غزة".

كما يرى الزبدة، أن "إعلان نتنياهو للحرب يعني أنه ليس هو الطرف الوحيد المتحكم به على الأرض، لا سيما جهوزية المقاومة في جنوبي لبنان، واحتمالات فتح جبهة أخرى في شمال فلسطين المحتلة، لافتًا أن إعلان الحرب مجرد ردة فعل للصدمة وليس أكثر".

ولم يستعبد المحلل السياسي، توغل الاحتلال في بعض المناطق الحدودية في غزة وتنفيذ مجازر، بيدّ أنّه لن يستطيع حسم هذه المعركة على أرض الواقع، خاصة وقوع عشرات الأسرى من الجنود والضباط في أيدي المقاومة.

المحور يتدخل

وبشأن التخوفات "الإسرائيلية " من فتح عدة جبهات، يشير إلى أن الاحتلال تفاجأ خلال معركة سيف القدس عام 2021 بإطلاق عشرات الصواريخ والرشقات الصاروخية من جنوب لبنان وسوريا، لأول مرة منذ عام 1967، ما يجعل ساحة جنوب لبنان وساحة شمال فلسطين المحتلة ساحة محتملة للدخول في المعركة. وفق الزبدة.

ويبين أن كل ذلك يؤكد وجود حالة توافق كبيرة بين المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية في هذه المرحلة، فمحور القدس هو الآن أمام اختبار عملي وحقيقي، في حال إعلان الاحتلال حرب حقيقية في غزة، فإن التوقعات تشير لتدخل هذا المحور، وخاصة من جبهة جنوب لبنان.

كما يلفت المحلل السياسي، وجود حالة احتكاك عسكرية وأمنية متصاعدة في العلاقة بين المقاومة اللبنانية وكيان الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، مبينًا أن هذه العوامل جميعها تدفع لاشتعال هذه الجبهات، في الوقت الذي سيعجر فيه الاحتلال عن مواجهة جبهة غزة والداخل والضفة المحتلة وجبهة جنوب لبنان.

وتتواصل في اليوم الثاني على التوالي عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، صباح السبت، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، واقتحاماته المتكررة وعدوانه على المسجد الأقصى.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن إحصائية الشهداء والإصابات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع صباح يوم أمس.

وذكرت الصحة في بيان مقتضب إلى ارتفاع عدد الشهداء لـ 256 مواطناً من بينهم 20 طفلاً، وإصابة 1788 مواطنا بجراح مختلفة من بينهم 121 طفلا.

وشنّ كيان الاحتلال "الإسرائيلي"، عشرات الغارات الجوية العنيفة على قطاع غزة راح ضحيتها مدنيين، بالإضافة إلى تدمير الأبراج السكنية والبنية التحتية لمعظم مناطق القطاع.

اخبار ذات صلة