خبر كلمتان .. عضو جديد في النادي .. يديعوت

الساعة 08:14 ص|17 يونيو 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

 امس واول امس قرأنا الصحف، شاهدنا التلفزيون واستمعنا الى الاذاعة، وامام عيوننا المندهشة تحقق العجب السحري، معجزة ليست من هذا العالم. البحر رأى فينوس، نهر الاردن عاد الى الوراء، والجبال رقصت كالالهة والتلال كابناء القطيع. منذ هتاف الفرح لارخميدس في الحمام "وجدتها! وجدتها!" لم تحظى كلمتان، كلمتان فقط، بهذه الهالة العالمية. نعم! "دولة فلسطينية"، قال. في حياتنا وفي حياة كل بيت اسرائيل وقالوا: آمين.

ومنعا لسوء الفهم سيقال صراحة هنا والان: خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بار ايلان كان فائقا، مبنيا من ابراج. عملية تفكير اخرجت كل المهتمين راضين باستثناء القليلين. إذ لا يمكن ارضاء كل العالم.

لنتنياهو يوجد ما يدعوه الى الاحتفال الخاص: فقد استوفى كل توقعاته الذاتية وتوقعات من يحيط به ونال من ناحيته، وعن حق الثناء. ولكن من ناحيتنا، ما هي القصة؟ What's the big deal

كل سنتين الى هذا الحد او ذاك نغير رئيس الوزراء. كل رئيس وزراء "يدرس المادة" وعندها تبدأ طبول السياسة والاعلام بالضرب: دولة فلسطينية، دولة، دولتين للشعبين. في الحالة التي امامنا، نتنياهو، لم يكن هذا سهلا: رئيس الوزراء الحالي جاء من اسس "البيت القومي"، ذاك الذي انشد على مدى الاجيال "ضفتين للاردن".

ولكن هذا حصل له ايضا. اذ عن حق وحقيق الامور التي ترى من مكتب رئيس الوزراء لا ترى من كرسي في الطابق الـ 12 في متسودات زئيف في (مقر الليكود في تل ابيب) ولا حتى من كرسي في الكنيست. في كرسي رئيس الوزراء يفهمون بان "العالم كله ضدنا" ليس مجرد نشيد بل له خطوط ونغمات اشد من ان تحتمل.

وبالفعل، نتنياهو في النهاية قال. كانت لديه بالاحرى ترددات نفسية، ولكنه لا يختلف في ذلك عن سلسلة طويلة من اراء الليكود ممن فكروا هكذا مثله على مدى السنين وغيروا رأيهم. ابتداء من مناحيم بيغن، عيزر وايزمن، اريك شارون، ايهود اولمرت، تسيبي لفني، تساحي هنغبي، دان مريدور، روني ميلو وكثيرين وطيبين آخرين، ممن حسب رأيهم الحالي يمكنهم ان يقودوا احزاب وسط ويسار "خفيفة". لهذه السلسلة الطويلة من رجال الليكود انضم الان نتنياهو ايضا، الذي حسب لغة جسده في خطابه في بار ايلان كان ينبغي له أن يتناول قرصا ضد التقيؤ كي يقول "دولة فلسطينية". ولكنه قال، قال، قال.

يحتمل جدا أن في خفاء قلبه يؤمن نتنياهو من أنه على أي حال لن يخرج أي شيء من هذا القول. وبالفعل، الفلسطينيون في ردودهم الغبية وانطلاقا من عدم معرفتهم الاسرائيليين يسمحون لنتنياهو بان يدعو محيطه وان يهمس لهم "اولم اقل لكم".

ولكن اذا كان هذا ما يفكر به نتنياهو وحتى لم يقله – فان عليه أن يعرف بان هذا مسار سياسي من الخطر جدا السير فيه. وحتى لو لم يحصل شيء الان، فان الميل في السياسة الخارجية هو دوما العودة الى الوراء لسنوات واجيال، الى الارشيفات والى التاريخ. هكذا تصرف نتنياهو ايضا الان في اعداده لخطابه وهكذا سيتصرف القادمون بعده. وهو، الى الابد، سيدخل الى التاريخ كأحد الاشخاص من المعسكر الوطني الذين غيروا رأيهم.

وختاما، عذرا على الاسطر التالية: اعتذر مسبقا. ولكن خطاب نتنياهو هذا الاسبوع ذكرني بان اسحق رابين رحمه الله كان حذرا دوما من أن يخرج على لسانه كلمتي "دولة فلسطينية"، ومن هذه الناحية فان القادمين بعده ساروا بعيدا. صحيح اني لست موضوعيا، ومع ذلك هذا الاسبوع في اعقاب خطاب رئيس الوزراء، طاف في رأسي السؤال: لماذا قتلوا اسحق رابين؟.