د. صلاح عبد العاطي
هذا الهجوم المقاوم الاستراتيجي غير المسبوق والذي يذكر بنصر أكتوبر ويوم العبور الذي تتزامن ذكره هذه الأيام ، تصنع فيه المقاومة يوما تاريخيا ملحميا ، ردا علي جرائم وعدوان الاحتلال الصهيوني من تهويد وعنصرية وإرهاب واستطيان استعماري وقتل ميداني وتنكيل بالأسرى واستباحة للاماكن المقدسة.
كيف لا والمقاومة تربك حسابات العدو وتذل قادته وجنوده، وتسيطر علي قواعد العدو ومستوطانته المحيطة بقطاع غزة، وتقتل وتاسر العشرات من جنوده ومستوطنيه بما يظهر العجز والفشل الاستخباراتي والارتباك السياسي والعسكري والامني لدي الاحتلال الصهيوني، ولازلت المقاومة تواصل المعركة تسيطر فيها علي مرابط القبة الحديدية وتضرب مطارات ومواقع العدو العسكرية ، وتقوم بالسيطرة علي قواعد عسكرية ومعدات عسكرية ويعود مقاوميها محملين بالجنود القتلي والمصابين والاسري.
أنها غزة المعجزة.. المحاصرة 17عام التي تعرضت الي 6حروب عدوانية وأكثر من 60جولة تصعيد ، غزة التي تشكل 1٪ من فلسطين التاريخية.
قد لا تكون المعركة الراهنة معركة التحرير ولكنها بروفة أخري للتحرير سيكون لها تداعيات استراتجية ومضي الزمن الذي يدير الكيان حربه خارج الحدود، واول ثمار هذه المعركة عدا عن الآثار الاستراتيجية من تغيير قواعد اللعبة، سيكون تحرير الأسري عدا عن إعادة النهوض الوطني في زمن الكيل بمكاليين والتطبيع والاستلام.
واي ما كان رد العدو فلن يستطيع
محو هذا الحدث وهذا التحول الاستراتيجي من وعي العالم.
واي ما كان الثمن الذي من المتوقع سوف تدفعه غزة من جرائم الاحتلال الإسرائيلي إلا أنها تدفعه بثقة وكرامة وأن النصر بات اقرب .
ولعل الرسالة الاهم اليوم لكل الفلسطينين وأحرار العالم لا تتركوا غزة وحدها فالاحتلال اعلن الحرب عليها ، وإذ نعبر عن الخشية من تعرض المدنيين لحرب إبادة وفقا لعقيدة الرد الجسيم الفاشية وإرهاب الدولة المنظم الذي مارسته دولة الاحتلال من نشأتها علي حساب الفلسطينين ، وفي الوقت الذي نطالب فيه بتحرك فلسطيني وعربي ودولي لمنع ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين .
فإننا نؤكد علي ضرورة وحدة الفلسطينين في مختلف التجمعات وتحرك الجميع للقيام بمسؤولياته وفقا لمقتضيات هذا اليوم التاريخي وبدون تنظير علي اهميته لكون الان وقت النضال والتضامن والنصرة والعمل في كل المجالات .
وعلي الكل أن يرتقي إلي مستوي المسؤلية وحجم التحدي الوطني الراهن، الذي ارتفع الي مستوي عنان احلام وأهداف اللاجئين والاسري ووصايا الشهداء .