قائمة الموقع

محررون يكشفون لـ"فلسطين اليوم" تفاصيل الهروب الكبير الذي أطلق شرارة معركة الشجاعية

2023-10-05T13:16:00+03:00
الجهاد الإسلامي وسرايا القدس تنظمان زيارة لعوائل شهداء الشجاعية (9).JPG
فلسطين اليوم

في عام 1987 اتخذ القائد مصباح الصوري ورفاقه القرار بانتزاع حريتهم رغماً عن السجان، بأداة بسيطة صغيرة الحجم والسمك "منشار" لا يتجاوز طوله بضع سنتميترات كُسر شباك قضبانه من الحديد وتحرر 6 أسرى من سجن السرايا المركزي وسط قطاع غزة في عملية عجز العقل عن تصديقها أربكت منظومة الاحتلال الأمنية مما جعل الاحتلال يجيش كافة جنوده على الأرض للبحث عن الأسرى الذين انتزعوا حريتهم بيدهم.

في الذكرى الـ36 للانطلاقة الجهادية " تحدثت "وكالة فلسطين اليوم" مع أسرى محررين عن هذه العملية التي صنعت مرحلةً جديدةً في تاريخ النضال الفلسطيني، وكانت شرارة معركة الشجاعية التي أعلنت عن ولادة حركة الجهاد الإسلامي قبل 36 عاماً .

الأسير المحرر رامز الحلبي قال لمرسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية :" حاول الشهيد القائد مصباح الصوري أكثر من مرة لانتزاع لكسر القيد وانتزاع الحرية، ولكن لم يكتب لها قبل النجاح، بعد تخطيط وتنفيذ دام ما يقارب الشهر استطاع الصوري ورفاقه بتهريب منشارة حديد صغيرة عملوا جاهدين على قص قضبان الحديد في داخل الحمام لغرفتهم بهدوء وروية ومسافات متباعدة حتى لا يلتفت السجان ولا يلفت نظر السجان"

وتابع الحلبي حديثه "في 18/5/1987 وصل الأسرى الستة إلى لحظة الحقيقة وهي الانتهاء الكامل من قص القضبان، وقد اجتمعوا مع مصباح الصوري  في الغرفة مجموعة من الأسرى وهم سامي الشيخ خليل ومحمد الجمل وصالح أبو شباب وعماد الدين الصفطاوي وخالد صالح، الذين اتخذوا قرارهم بانتزاع الحرية، فقُص القضبان وانسلوا خفافاً من شباك الحمام، إذ في تلك اللحظات كان الضباب شديداً لدرجة لم يستطع أحد رؤية أصبع يده.

وتابع : "التحقيقات الإسرائيلية أثبتت أن الحارس الذي كان مكلفاً في حراسة الأقسام كان في تلك اللحظة نائماً، ضرب الله عليه النوم ثم غطى الله سبحانه وتعالى المجاهدين في ستار من الضباب الكثيف جداً وخرجوا وقاموا بتفتيش بعض سيارات المخابرات الإسرائيلية للحصول على سلاح ليواصلوا به طريقهم بفعل الشهيد سامي الشيخ خليل رحمه الله.

وبدوره تحدث الأسير المحرر عماد الدين الصفطاوي عن تفاصيل العملية وهو أحد المشاركين فيها  حيث قال " أداة واحدة بسيطة وغير كافية بحجم التحدي الذي رأيناه لكن الإرادة والنية الصادقة هي التي جعلتنا أن نمضي في خطتنا التي عملنا عليها، مضيفاً العملية تمت بأخذ الاحتياطات الأمنية الكبيرة والسرية التامة مع بذل الجهد واستحضار الأداة الواحدة".

وتابع الصفطاوي حديثه "الأسرى الستة تحلوا بالعزيمة وصدق النية وإخلاص حقيقي بفكرة وحب الجهاد متعاهدين بمواصلة طريق الجهاد وليس فراراً وطالبي السلام والحرية مع أنه حقٌ مشروع لنا"

وأضاف الصفطاوي" استطعنا خلال أقل من شهر تخطيط وتنفيذ العملية بسرية تامة حيث كان في الغرفة 29 أسيراً لم يعلم أحد بالعملية عدا الأسرى الستة وثلاثة آخرين قاموا بالتمويه والمساعدة حتى تتم العملية بنجاح، موضحاً أن السرية بالعمل هي التي جعلت العملية تتكلل بالنجاح حيث استطعنا من خلال الحلقات المديح والنشيد والتهليل التمويه على صوت نشر القضبان"

وتابع الصفطاوي " واجهنا عدة عقبات خلال العملية وهي الأداة الغير كافية وصغر حجم الشباك حيث واجهنا صعوبة  خلال الهروب وعلقنا داخله ثم خرجنا بصعوبة بالإضافة لحارس القلبة الذي كان يطل مباشرةً على الشباك، مضيفاً خلال النزول من الشباك كان يتواجد أسفله كلاب حراسة لكن رعاية الله هيئت لنا الأسباب وخرجنا من السجن بنجاح"

وأضاف " لم تكن لدينا أي خطة بعد الخروج من السجن، واستطعنا استغلال ساعة قبل اكتشاف خروجنا من خلال عد الأسرى بالغرف والوصول إلى منطقة آمنة على حدود حي الشجاعية"

دوافع الأسرى لكسر القيد   

قال الصفطاوي" خرجنا من السجن لاستكمال الجهاد داخل قطاع غزة بعد أن حيل بيننا وبينه بفعل الاعتقال، عمل الشهيد مصباح الصوري أول عملية بعد 9 أيام من انتزاع حريته، مضيفاً استطعنا التواصل مع بعض الأخوة لاستحضار السلاح وخرجت برفقة الأخ خالد صالح إلى سيناء من أجل الحصول على السلاح"

وفي ذات السياق قال المحرر الحلبي" أهم الدوافع الحصول على الحرية ومواصلة النضال ضد هذا المشروع الصهيوني، فكل أسير يبحث عن الحرية ، ويسعى جاهداً لنيل حريته بالتالي دوافع الأسرى الستة تمثلت في  كسر القيد والخروج إلى الحرية كما خلق حراً بالإضافة إلى مواصلة طريق الجهاد وهذا ما أثبته هؤلاء الأسرى المحررون من خلال عملهم بعد انتزاعهم الحرية حيث إنه توجه كل من مصباح الصوري وسامي الشيخ خليل ومحمد الجمل إلى البحث عن سلاح ثم الحصول عليه ومواصلة طريق النضال والقتال ضد هذا المحتل الصهيوني وتسجيل ضربات قاتلة في قلب الجيش الإسرائيلي من خلال تنفيذ سلسلة عمليات كان لربما أهمها قتل ضابط الشرطة العسكرية الذي كان يمثل أشد السجانين على الأسرى بسياسته الهمجية كان سامي الشيخ خليل مصر على أن يتم تصفية هذا المجرم نتيجة جرائمه وجرائم كل السجانين وليكون عبرة لمن لا يعتبر .

الارتباط الوثيق بين عملية الهروب الكبير وعملية نفق الحرية

أكد الحلبي أن العمليتين كانتا تنتمي لمدرسة الجهاد الإسلامي وأن الارتباط الوثيق  الذي نراه في عقلية والجينات الفكرية التي تسكن أسرى الجهاد الإسلامي بشكل خاص وأسرى الحرية بشكل عام ،حيث إن أسرى الجهاد الإسلامي في خلاياهم الفكرية يتأصل  السعي الحثيث والاشتياق للحرية هذه الفكرة تتحول إلى سلوك عقلاني، حيث  كان هناك 5 أو 6 محاولات للهروب تكللت بالنجاح حقيقة واستطاع أسرى الجهاد الإسلامي أن يقوموا بكسر قيدهم وانتزاع حريتهم كان آخرها انتزاع الحرية على يد محمود العارضة ورفاقه الخمسة من السجون

وأضاف الحلبي " وما بين مصباح الصوري ومحمود العارضة  هناك 5 محاولات نجح بها أسرى الجهاد الإسلامي من الهروب من سجون الاحتلال واستطاعوا أن يتنعموا بالحرية إلى حد ما ولكن الأكثر أهمية هي عملية الهروب الكبير ونفق الحرية "

تابع الحلبي " العمليتان  تنتميان لمدرسة الجهاد الإسلامي كلاهما بعد خروج أبطالهما من السجن استطاعوا أن يؤثروا بالشارع الفلسطيني بعد خروج مصباح الصوري ورفاقه من السجن اندلعت الانتفاضة الأولى وبعد خروج محمود العارضة اندلعت كتائب الجهاد الإسلامي كتيبة جنين وطوباس وعقبة جبر وغيرها من الكتائب لتشكل المقاومة العسكرية من جديد في الضفة المحتلة.

وأشار الحلبي إلى أن قائد الهروب الكبير مصباح الصوري كان يحفظ كتاب الله وقائد نفق الحرية يحفظ كتاب الله كلاهما خرج ليكون مقاتلا من أجل الحرية .

وفي ذات السياق قال الصفطاوي أن عملية نفق الحرية التي نفذها أسرى الجهاد الإسلامي هي أشبه بمعجزة، لكن إرادة الشباب وعون الله جعلتها حقا مضيفا أن عملية الهروب الكبير ونفق الحرية سطروا ضربة أمنية لأقوى جيوش العالم والذي يمتلك ترسانة أمنية عالية بأدوات بسيطة.

ذكرى الانطلاقة الجهادية الـ36

وهنأ الصفطاوي الشعب الفلسطيني وقيادة وكوادر حركة الجهاد الإسلامي حيث وُجدوا بهذا الوجود الفاعل والإيجابي والحضور المميز في تاريخ النضال الفلسطيني، داعياً الله أن يجعل عاقبة هذه الدماء والجهود هو الظفر والفتح.

وقال الحلبي في ذكرى الانطلاقة الـ36" دم الشهداء الذي نزف في هذا الدرب يجب أن يقدس ويحترم من خلال المضي قدماً نحو خيار الذين استشهد من أجله 1800 شهيد وقدم آلاف الأسرى الذي مازال منهم 55 أسيراً محكوما مدى الحياة .

وختم الحلبي حديثه  " يجب على كل إنسان منتمٍ حرٍ وأصيل إلى حركة الجهاد الإسلامي وإلى القضية الفلسطينية أن يحفظ دم الشهداء وأن يحفظ عذابات الأسرى بالسير على خطاهم إلى أن نصل إلى غايتنا وأن نحرر قدسنا ونصلي في مسجدنا الأقصى المبارك، داعياً جماهير شعبنا الفلسطيني تأكيد بيعتهم وحضورهم للمقاومة وللجهاد والشهداء من خلال الحضور يوم الجمعة في العرس الوطني"

اخبار ذات صلة