خبر سياسيون يؤكدون على ضرورة إحياء عملية السلام من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة

الساعة 07:20 م|16 يونيو 2009

فلسطين اليوم: غزة

شدد سياسيون و محللون فلسطينيون, على ضرورة إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية من أجل أن يتوصل الطرفان إلى حل سياسي على أساس دولتين لشعبين تعيشان جنب إلى جنب بأمن وسلام، ومن اجل إحلال السلام العادل والشامل وتوفير الأمن والأمان لجميع شعوب المنطقة ضمن حدود آمنة ومعترف بها".

ودعا المتحدثون إلى تكثيف الجهود من قبل جميع الأطراف الدولية من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات لأنها الطريق الذي يجنب شعوب المنطقة مزيدا من النزاع وهي الكفيلة بوقف جميع إشكال العنف وإحلال السلام في المنطقة.

وأكد المتحدثون أن الانقسام الفلسطيني الداخلي اثر سلبا في قدرة الفلسطينيين على إجبار إسرائيل على السير في العملية السياسية.

جاء ذلك خلال ورشة بعنوان "عملية السلام حلول ومعيقات" حضرها العشرات من الكتاب والمحللين والسياسيين.

وقال الكاتب والإعلامي هاني حبيب إن رؤية وفلسفة الرئيس الأميركي باراك اوباما تختلف تماماً عن رؤية بوش وفلسفته، مشيرا إلى أن اوباما عمد إلى تهيئة الجانبين لبدء عملية تفاوضية من خلال البحث المبكر عن حلول للمسائل الأكثر تعقيداً في هذا الملف، كملف الدولة الفلسطينية والاستيطان، وهما يعنيان من حيث كونهما عقبة أمام الحل الجانب الإسرائيلي.

وأضاف حبيب أنه وكما هو معروف، باتت سياسة اوباما تنطلق من الطلب من إسرائيل باعتبار حل دولتين متجاورتين، إسرائيل وفلسطين، هو جوهر أي حل، وان ذلك لا يمكن أن يتم أو ينجز إلا في حال توقفت إسرائيل عن بناء وتوسيع المستوطنات، تحت أي مبرر بما في ذلك النمو السكاني الطبيعي.

ودعا حبيب إلى التعامل مع هذه السياسة، بانفتاح ولكن بحذر شديد، مذكرا بتراجع أوباما عن تصريحات اعتبرت المبادرة العربية تسهم في إيجاد حل.

وقال إن خطاب اوباما القاهري تجاهل هذه المسألة تماماً، وكذلك فعل طاقمه فيما بعد، خاصة وزيرة خارجيته، مؤكداً أن هذا التراجع ينسجم مع رؤيته للدولة الفلسطينية، فهو لم يشر إلى إن هذه الدولة "مستقلة" أو "مترابطة ومتصلة" وبطبيعة الحال لم يشر إلى ضرورة أن تقوم على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الخامس من حزيران 1967، لذلك فإن اوباما تراجع عن ذكر المبادرة العربية التي تقوم في جوهرها على انسحاب كامل من الأراضي المحتلة العام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

ولفت حبيب إلى أن المبادرة العربية في هذا السياق أشارت إلى تطبيع عربي إسرائيلي "بعد" التوصل إلى اتفاق كامل وشامل وعادل، لكن اوباما يريد من العرب التقدم بما يلزم لتعزيز الثقة قبل مثل هذا الاتفاق، وهذا سبب آخر لتراجع اوباما عن دعمه للمبادرة العربية التي أيضا تربط التوصل إلى حل بعودة اللاجئين الفلسطينيين والتعويض عليهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وهو أمر يعلم اوباما مدى تعقيده.

وأشار حبيب إلى أن اوباما لا يريد الالتزام بمثل هذه الصعوبات قبل بدء العملية التفاوضية التي يتوجب أن تبحث مثل هذه الملفات الصعبة والشائكة.

وأضاف حبيب إن الانسحاب الإسرائيلي من كافة المناطق العربية المحتلة في الخامس من حزيران عام 1967، وفقاً للمبادرة العربية لا ينسجم، أيضا، مع تلميحات مبعوث اوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل الذي تحدث عن "تعديلات في الأراضي" وهو سبب آخر، لتجاهل اوباما للمبادرة العربية التي كانت واضحة تماماً في هذا المجال.

وقال انه يوجد اندفاعية أميركية باتجاه إيجاد حل في إطار عملية تفاوضية تبحث كافة الملفات وعلى كل المسارات، متوقعا ان تغرق هذه الاندفاعية في المحاولة لتوازن غير ممكن بين شعب محتل، ودولة محتلة، اندفاعية أكثر تقدماً من كل المساعي الأميركية السابقة، لكنها مع ذلك، غير كافية للتوصل إلى حل شامل والاهم، حل عادل.

من جانبه أكد الدكتور إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية أن إسرائيل هي المعيقة لعملية السلام, وقال إن إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام جادة بالسلام الحقيقي، لافتا إلى أن مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين عام 1996 كان مؤشرا على تراجعها عن عملية السلام، ولكن بالمقابل كان لغياب إستراتيجية فلسطينية حول السلام دور عاملا شجع المتطرفين اليهود على التهرب من عملية السلام.

وأشار أبراش في كلمة له بعنوان " في كلمة له بعنوان "الانقسام الفلسطيني وتأثيره على مشروع السلام الفلسطيني" إلى أن إسرائيل تذرعت بالانقسام الحالي من اجل التهرب من أي التام بأي حل.

وحمل أبراش على الانقسام الحالي، مؤكدا انه أصبح معيق للسلام من خلال إعاقته للتسوية وإعاقته لمقاومة وطنية حقيقية، مضيفاً أن الانقسام يعطل السلام الحقيقي الهادف لقيام دولة فلسطينية،ولكنه يخدم الرؤية الصهيونية للسلام التي تقوم على الأمن للإسرائيليين والتهرب من الدولة الفلسطينية المستقلة على الضفة وغزة.

وقال ان الانقسام يمنح إسرائيل ذريعة للتهرب من السلام بل يمكن القول بأن إسرائيل هيأت ظروف وشروط الانقسام الأخير من خلال خطة شارون من غزة حتى تتهرب من استحقاقات السلام.

وأكد أبراش أن الانقسام يضعف المفاوض الفلسطيني ويضعف مشروع السلام الفلسطيني حيث لا يمكن للمفاوض مطالبة إسرائيل بالعودة لطاولة المفاوضات وتمكين الفلسطينيين من دولة مستقلة قبل أن توجد قيادة فلسطينية واحدة ومرجعية واحدة.

وتابع انه وفي حالة استمرار الانقسام فإن الخشية أن تنبني التسوية القادمة على واقع الانقسام، وقد تكون الدولة في غزة فقط، مشيرا الى ان إسرائيل ومعها الولايات المتحدة بغياب شريك فلسطيني للسلام، وبالتالي تتهرب إسرائيل مما عليها من التزامات.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي يحيى رباح، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف عاجزا أمام ائتلافه الحكومي الحالي ولم يتملك أي قدر من الشجاعة لتقديم فكرة ذات شأن خوفا من انفراط عقد هذا الائتلاف، وهذا معناه في السياسة أن نتنياهو يراهن على قوة العجز وليس على أوهام القوة التي كان يتحدث بها من قبل.

وأضاف رباح: نستطيع فلسطينياً أن نستثمر هذه الحالة الإسرائيلية بان ننقل المأزق من داخلنا إلى داخل إسرائيل ثم ننقل مرة أخرى بين إسرائيل وعن طريق جدية الحوار وإنتاج المصالحة.

وأكد رباح في مداخلة هذا هو الرد الوحيد الذي يملكه الفلسطينيون وان المصالحة الفلسطينية تستقطب موقفاً عربياً أكثر جدية وتستقطب موقفاً أميركياً ودولياً أكثر جدية.

بدوره قال الكاتب عبد الكريم عليان ان تحقيق الأهداف الوطنية والمشروع الوطني صعب جدا في ظل الانقسام، مؤكدا أن لا احد يمكن أن يعطي الشعب الفلسطيني شيئاً في ظل حالة التشرذم.

وقال عليان في مداخلة له ان الموقف الإسرائيلي في تراجع مستمر من العملية السلمية وذلك بسبب حالة التمزق والانقسام، مؤكدا أن إسرائيل تعمل يوميا الكثير من الجهد من اجل تعميق وتعزيز الانقسام.

بدوره شدد سليم الهندي ممثل تحالف السلام في قطاع غزة على ضرورة إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية من اجل أن يتوصل الطرفان إلى حل سياسي على أساس دولتين لشعبين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام، ومن اجل إحلال السلام العادل والشامل وتوفير الأمن والأمان لجميع شعوب المنطقة ضمن حدود آمنة ومعترف بها".

ودعا الى تكثيف الجهود من قبل جميع الأطراف الدولية من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات لأنها الطريق الذي جنب شعوب المنطقة مزيدا من النزاع وهي الكفيلة بوقف جميع إشكال العنف وإحلال السلام على ارض السلام" و دعم حق شعبنا في الحرية والاستقلال".

وطالب العالم بالعمل من اجل ضمان أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة الثابتة في أقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإيجاد حل عادل ومتفق لقضية اللاجئين على أساس القرار الدولي رقم 194".