قائمة الموقع

مسانداً للقضايا الوطنية...إعلام الجهاد الإسلامي من الخط على الجدران وصولاً للفضائيات والرقمي

2023-10-02T09:29:00+03:00
إذاعة القدس
فلسطين اليوم

منذ تأسيس المنظومة الإعلامية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مرّت بمراحل تطور وتصاعد عدة، حتى باتت من أبرز المنظومات الإعلامية على الساحة الفلسطينية، كما أن صورتها وصوتها وحروفها تخطت الحدود لتصل الرسالة إلى الجمهور الفلسطيني والعربي والدولي، وأضحى لها متابعون وأسست قاعدة جماهيرية في العديد من الدول العربية والإسلامية، لاسيما وأنها باتت نداً للدعاية الصهيونية، إذ تقوم بدحضها وتكذيبها وإيصال الرواية الفلسطينية إلى الأحرار في الداخل والخارج.
لم يعد إعلام حركة الجهاد الإسلامي مجرد أخبار تُذاع، أو تُنشر للجماهير، بل بات تفاعلياً ويقرأ ويُحلل ما وراء الخبر، ويؤثر في جبهة العدو، كما أن له دوراً كبيراً وملحوظاً في معالجة القضايا السياسية والسعي إلى لم الشمل الفلسطيني وتوحيد الأخوة الفرقاء، والاجتماعية والإنسانية والثقافية، ودعم المقاومة الفلسطينية وإيصال رسالتها، وتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة والقدس المحتلتين.
"عدسات وأقلام وصوت" صحفيو وإعلاميو الجهاد، باتت تشكل صدعاً وإرباكا في صفوف قادة كيان الاحتلال "الإسرائيلي"؛ فهي توثق وتخط جرائمهم ضد الفلسطينيين، وتكشف زيف روايتهم أمام الرأي العام العربي والدولي، ما يؤكد أن إعلام الجهاد الإسلامي رغم محاربته المستمرة من "الأجهزة" الإسرائيلية، إلا أنه بات رقماً صعباً، ولا يزال في تطور متصاعد.

خمسة مراحل
الصحفي صالح المصري أحد مؤسسي إعلام حركة الجهاد الإسلامي، ومدير "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أكّد أن الحركة منذ انطلاقتها، أولت اهتماماً كبيراً بالإعلام باعتباره هو الذي سيوصل صوت فلسطين والحركة محليا وعربياً ودولياً، وتصاعد حالة الاشتباك مع العدو الصهيوني، وبدأت في ذلك الوقت تعمل على تأسيس منظومتها الإعلامية، موضحاً أنها منذ النشأة وحتى اللحظة مر إعلام الجهاد الإسلامي بـ 5 مراحل.
وبيّن الصحفي المصري، أنّ الحركة بدأت مرحلتها الأولى في تأسيس منظومتها الإعلامية، عبر التعبئة لفكرها، والندوات التي عقدتها، من خلال الندوات التي كانت تقام في المساجد وبيوت القادة، إضافة إلى اللقاءات المباشرة مع رموز الحركة، واللقاءات الجماهيرية في باحات المسجد الأقصى المبارك.
وقال المصري: "بعد معركة الشجاعية 1987 أخذ إعلام حركة الجهاد منحى آخر، وبدأ يأخذ لوناً جديداً من خلال إصدار النشرات، والكتابة على الجدران، واستخدام مكبرات الصوت في المساجد والنشر في المجلات التي كانت تصدر داخل فلسطين وخارجها، إذ كان يشرف عليها الشهيد القائد المؤسس د. فتحي الشقاقي.
وأضاف: "ما يدل على اهتمام الحركة بالإعلام، أنه بعد إبعاد د. فتحي الشقاقي إلى الخارج، كان يطل عبر إذاعة "القدس" التي كانت تتبع للجبهة الشعبية "القيادة العامة"، وكان أثيرها يصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة".أما مرحلة الانتفاضة الأولى، أشار المصري إلى أن الإعلام أخد فيها زخماً كبيراً، وواكب الاتصال بالجمهور آنذاك لخصوصية المرحلة نظراً لوجود الاحتلال، فكان يستخدم كل أدوات الاتصال المباشرة وغير المباشرة، من أبرزها وأهمها البيانات والهتافات في المسيرات ومكبرات الصوت" وبرز الدور الإعلامي في المسجد من خلال مجلات الحائد والبوسترات والندوات .
وتابع: "بعد وصول السلطة الفلسطينية عام 1994 إلى الأراضي الفلسطينية بدأ إعلام حركة الجهاد الإسلامي يتطور ويتصاعد، إذ أسست قيادة الحركة صحيفة الاستقلال، ثم تدرجت في التطور إلى أن أسست مواقع إخبارية إلكترونية سواء داخل فلسطين أو خارجها، كان أبرزها موقع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" وعدد من المواقع الإخبارية خارج فلسطين".
أما المرحلة الرابعة، وفق المصري، فكانت تأسيس الإذاعات، إذ أدى إلى انتقال إعلام الحركة نقلة نوعية في هذه المرحلة، عبر تأسيس إذاعة "القدس"، وإذاعة "الأسرى" التي تعتبر أول إذاعة تختص بشؤون الأسرى على مستوى فلسطين ولعب الاعلام الحربي دورا مهما وفاعلا وأصبح منظومة عمل متكاملة.
وعن المرحلة الخامسة والأخيرة، فكانت مرحلة تأسيس القنوات الفضائية، إذ دُشنت "فضائية فلسطين اليوم"، و"القدس اليوم" ووكالة شمس نيوز،ووكالة كنعان حيث استطاعت الفضائيات أيضاً أن تنقل صوت الحركة عربياً وعالمياً، وتقدم لجمهور المقاومة داخل فلسطين وخارجها أهم الأحداث الفلسطينية، وصولاً إلى الإعلام الرقمي "الجديد" الذي شكل نقلة نوعية في نقل رسالة الحركة محليا وعالميا.

محاربة إعلام الحركة

وفي السياق ذاته، أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف إعلام حركة الجهاد الإسلامي منذ تأسيسه، سواء بالملاحقة أو بالحجب أو بقصف مقار الوكالات والفضائيات التابعة للحركة، إذ استهدف فضائية "القدس اليوم مرتين"، كما دمر إذاعة "القدس"، وقتل العديد من إعلاميي الحركة منهم هاني عابد وحسن شقورة، لكنه كان في كل مرة يخرج أكثر قوة ووصولاً للجماهير، وكل استطلاعات الرأي كانت تُعطي دائماً نسبة متقدمة لإعلام الحركة، لأن ما يميزه أنه وحدوي، ويجمع ما بين الوطني والإسلامي، ويلتزم بالثوابت الفلسطينية.

إعادة القضية إلى الواجهة

وشدد الصحفي صالح المصري أحد مؤسسي إعلام حركة الجهاد الإسلامي، ومدير "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، على أن إعلام الحركة كان دائماً يحمل هم وقضاياها الكبيرة، وكانت مهمته الأساسية توعية الجماهير والحفاظ على الثوابت الفلسطينية، مضيفاً: "ملفات القدس والأقصى والأسرى ورسالة المقاومة والوحدة الوطنية، كانت من المحددات الأساسية التي تأسس إعلام الحركة لأجلها".

المطلوب لتطور إعلام الحركة

قال المصري: "نحن بحاجة إلى مواكبة تطور الأدوات الصحفية والإعلامية وفيما يخص الإعلام الرقمي، لكي يبقى صوت فلسطين عالياً.
خالد صادق رئيس تحرير صحيفة "الاستقلال"، وأحد مؤسسي إعلام حركة الجهاد الإسلامي، قال إن إعلام حركة الجهاد الإسلامي بدأ بافتتاح مكتب "أبرار" للإعلام عبر مجموعة من الشباب الذين أصدروا صحيفة "الجمهور" التي عبرت عن أفكار وموقف الحركة، حتى تطور الأمر لمطالبة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي بتأسيس صحيفة مرخصة من السلطة الفلسطينية باسم "صحيفة الاستقلال"، إذ صدر أول عدد منها بتاريخ 21 أكتوبر 1994 واعتبرت أول صحيفة مقاومة على الساحة الفلسطينية.
وأشار صادق إلى أن صحيفة الاستقلال ومنذ تأسيسها حملت مهمة ترسيخ الإعلام المقاوم ومواجهة الدعاية الصهيونية، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية، وأعطت المعنى الحقيقي لكلمة الاستقلال بمفهومها الكبير والواسع، أنه يجب تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.
وقال: "كانت صحيفة الاستقلال أول منبر إعلامي للجهاد الإسلامي، إذ تحدثت باسم الحركة، إذ واجهت الكثير من العقبات التي وضعت في طريقها، كما طالب الاحتلال السلطة بإغلاقها باعتبارها تحريضية وتؤيد الفعل المقاوم، والاحتفال بالعمليات الفدائية وتزرع حالة من الثورة في الساحة الفلسطينية، مضيفا: "أن السلطة أغلقتها عدة مرات خاصة بعد عملية "بيت ليد" لمدة 6 سنوات متتالية واعتقل طاقمها وتم مصادرة أرشيفها وأدواتها".

استهداف
ونوه إلى أن الاحتلال كان يتعمد استهداف إعلام الجهاد الإسلامي بحصاره ومنع انتشاره بمخططات كبيرة جداً للسيطرة على الرواية الثورية الفلسطينية، إذ كان يولي اهتماماً كبيراً بملفات القدس والأقصى، كما أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة.
وتابع صادق: "كان ولا يزال إعلام الجهاد الإسلامي يركز على ما يحدث في القدس والأقصى، لأنهما هدف مستمر للاحتلال الذي يدرك تماماً أن حسم ملف القدس يعني أن تملك حقوق الشعب الفلسطيني كله، متابعا: "الصراع حول القدس مستمر على مر السنوات منذ احتلال فلسطين إلى هذا القدس، حركة الجهاد من حينها أدركت أهمية القدس وسلطت الضوء عبر وسائلها الإعلامية على الانتهاكات والمخططات المتصاعدة وتقسيمه وأوصلت الرسالة إلى العالم العربي والعالمي".
وأكد صادق، أن من أوليات إعلام الحركة، الدعوة إلى الوحدة الفلسطينية ووحدة البيت والصف الفلسطيني، منذ بدء الانقسام السياسي، وذلك لمواجهة الاحتلال ومخططاته تجاه القضية الفلسطينية، قائلاً: "إن الأولويات يجب أن تكون منع تنفيذ مخططات العدو، وهو أمر لن يحدث إلا بالوحدة الوطنية.

اخبار ذات صلة