خبر خلال محاكمته الشيخ صلاح يؤكد: ارتباطي بالمسجد الأقصى دينيٌ في الأساس

الساعة 12:30 م|16 يونيو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

حدّدت محكمة الاحتلال، يوم 29/9/2009 كيومٍ لسماع تلخيصات شفوية في ملف الاتهامات الموجهة للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م للنيابة والدفاع وذلك في جلستها التي عقدتها أمس الاثنين(15/6) .

ولفتت المحكمة إلى أنه من الممكن أن يصدر قرار أو حكم في نفس اليوم المحدد والمذكور في هذا الملف، مع الترجيح أن يكون إصدار الحكم بعد أيام من سماع التلخيصات.

وحضر جلسة المحكمة جمع من أهالي الداخل الفلسطيني وأهالي القدس وأبناء الحركة الإسلامية وقيادتها، وبرز ممن حضروا عضو الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، برهوم جراسي المساعد البرلماني لعضو الكنيست محمد بركة، أسامة السعدي سكرتير الحركة العربية للتغيير، المحامي زاهي نجيدات المتحدث باسم الحركة الإسلامية، الشيخ يوسف الباز مسؤول الحركة الإسلامية في منطقة المثلث الجنوبي، والشيخ علي أبو شيخة مستشار الحركة الإسلامية لشؤون القدس والأقصى، أما طاقم المحامين الذي حضروا وتداولوا خلال مجريات المحكمة فهم المحامي خالد زبارقة، المحامي حسين أبو حسين، المحامي حسان طباجة، والمحامي محمد سليمان .

من جهته، قال الشيخ رائد صلاح، خلال الجلسة أنه جاء في يوم 7/2/2007 م إلى منطقة باب المغاربة في محاولة لمنع استمرار جريمة كان يقوم بها الاحتلال، وهي هدم جزء من المسجد الأقصى المبارك، وهو المعروف عندنا باسم طريق المغاربة.

وقال: "عندنا نحن كمسلمين دينياً أن من كان يهدم طريق المغاربة هو الاحتلال ، أي أنه يهدم جزء من المسجد الأقصى، وهذه جريمة كبيرة، والذي يقوم بها مجرم، والذي يرضى عنها مجرم، والذي يسكت عنها مجرم، ولذلك لا أرضى أن أكون ساكت عن هذه الجريمة، حتى لا أكون مجرم معه، لذلك جئت نعم، وأعترف عن سبق إصرار، جئت لأمنع هذه الجريمة، هذا كل ما عملته".

وحول التهم الموجهة إلى الشيخ رائد صلاح وبأنه اشترك في تجمع غير قانوني، وأنه هاجم رجال الشرطة ودفعهم وصرخ عليهم، قال الشيخ صلاح: "بتصوري كل هذه التهم هي تهم تافهة، وسخافات ولا أصل لها من الحقيقة".

وحول توجيه تهمة البصق على أحد أفراد الشرطة، قال الشيخ رائد صلاح: " أنا أعترف بكل وضوح، كان هناك مشهد جريمة، مشهد ظلم، مشهد هدم للمسجد الأقصى المبارك، وأنا بصقت على ذاك المشهد، نعم وهذا أضعف الإيمان بالنسبة لي، وأنا أعترف إني جئت في ساعات الصباح، ووصلت إلى باب المغاربة، بهدف الوصول إلى موقع الجريمة، لأحاول وقف الجريمة، ووجدت طوابير الاحتلال تمنعنا من الوصول إلى مكان الجريمة، وقاموا بممارسة ظلمهم علينا، ضربوا قسماً منا، واعتقلوا قسما منا، وكنت من بين الذين اعتقلوا ظلماً وعدواناً" .

وحول أحداث يوم 6/2/2009م، قال الشيخ رائد صلاح: "قبل يوم كانت الجريمة قد بدأت، وأنا دخلت يومها من باب المغاربة الخارجي، ومشيت نحو موقع الجريمة، وأوقفتني مجموعة من قوات الاحتلال، وكان موقع الجريمة على بعد أمتار، لما أوقفونا بقيت هناك، والذين جاؤوا وقوفوا هناك بإرادتهم ، وصلينا هناك وخلال هذا اليوم أجريت أكثر من خمسين لقاء مع وسائل الإعلام، على مستوى الفضائيات، والإذاعات، أو عبر الهاتف الخلوي، وطول الوقت كنت أؤكد أن هناك جريمة تجري، والمجرم هو الاحتلال، وهو يهدم جزء من المسجد الأقصى، وهو في نفس الوقت يمنعنا من الوصول إلى موقع الجريمة، ووجهت حينها أكثر من نداء، لأكثر من عنوان، وطالبت من الجميع أن يتحركوا وأن يقوموا بواجبهم لوقف هذه الجريمة التي ينفذّها الاحتلال، وجهت نداء إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى الجامعة العربية، إلى السلطة الفلسطينية، لكل إنسان حر في العالم، أنه لا يجوز السكوت عن هذه الجريمة، و يجب على كل واحد أن يأخذ دوره لوقف هذه الجريمة" .

وأجاب الشيخ رائد صلاح على سؤال للنيابة هل بحوزته وثائق ومستندات وأدلة تبين أعمال الحفريات والهدم الإسرائيلي للمسجد الأقصى، قائلاً: "هذا المسجد هو مسجدي، وليس مسجدك، وسقوط حجر واحد بنظري هو جريمة كبيرة، أنا الذي أقرر ذلك، إنا المستند، وفي نظري عندما يهدم جزء من المسجد الأقصى، فهذا هدم للمسجد الأقصى المبارك، وهذه جريمة كبيرة، وأنا لا أنتظر من المجرم أن يدين نفسه، أو أن يقدم وثائق تدينه نفسه، أنا صاحب المسجد، وأنا صاحب السيادة في المسجد، وأنا أعطي الوصف الصحيح للمسجد".

وأضاف الشيخ صلاح: "ارتباطي بالمسجد الأقصى هو ارتباط ديني في الأساس، وارتباط تاريخي وحضاري ولذلك قلتها وما زلت أقولها: المسجد الأقصى هو حق إسلامي عربي فلسطيني فقط". 

من جهته، قال محمد بركة: "هذه الاتهامات مهزلة، أن يحاكم رجل دين وشيخ على انتمائه وتحيّزه لمسجده، هذا اتهام سياسي، النيابة التي قدمت لائحة التهام هي تقصد الانتقام من الشيخ رائد، وأي قرار تتخذه المحكمة سوى شطب لائحة الاتهام سيكون قراراً جائراً".

وأضاف بركة: "نحن نقول بشكل واضح عندما يتهمّون أحد قياداتنا فلن يكون وحيداً إطلاقا، سوف نكون معه، كما نحن اليوم مع الشيخ رائد، وكما كان معي قبل عدة أسابيع، فنحن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا". 

وحول مجريات المحكمة قال المحامي خالد زبارقة: "هيئة المحكمة هذه أبدت عدائيتها للشيخ رائد صلاح ورفاقه منذ بداية المحكمة وحتى يومنا هذه، يبدو واضحاً أن المحكمة تدار من وراء الكواليس، في طواقم أخرى، القاضي نفسه ليس وحده الذي يدير هذه المحكمة، المحكمة لا تبحث عن الحقيقة، وإنما تبحث وتحاول في هذا الملف تجريم الشيخ رائد صلاح ورفاقه الذين كانوا معه، وإسكات هذه الأصوات التي تجلجل في الدنيا وتحذّر من مخططات وجرائم المؤسسة الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى" . 

يُذكر أن مؤسسة الاحتلال كانت قد بدأت يوم "6/2/2007" بجريمة هدم طريق باب المغاربة وهو جزء من المسجد الأقصى المبارك، وقد وصل الشيخ رائد صلاح إلى موقع قريب من باب المغاربة بعد وقت قصير من بدء الجريمة، ولكنه منع من الوصل إلى موقع الجريمة، إلا أنه استطاع من خلال تواجده واعتصامه في ذالك الوقت والمكان كشف وفضح حجم جريمة مؤسسة الاحتلال، وفي اليوم التالي "7-2-2009م" كرر الشيخ رائد صلاح اعتصامه إلا أن مؤسسة الاحتلال اعتقلته وأخضعته إلى محاكمات متواصلة ومتعددة، وأصدرت محاكم الاحتلال قرارات من يومها 7-2-2007م تمنع الشيخ رائد صلاح من الدخول إلى المسجد الأقصى إلى يومنا هذا.