خبر وداعا يا فلسطين والى الأبد! ...د. محمد صالح المسفر

الساعة 10:22 ص|16 يونيو 2009

ـ القدس العربي 16/6/2009

رحت أتأمل في حال امتنا العربية، فوجدته حالا لا يفرح نفسي ولا يسر صديقا، وضعت أمامي صور الحكام العرب ورحت استعرض انجازاتهم تجاه الأمة، وجدت أن انجازات معظمهم كلها تصب في صالح إسرائيل العاتية، واحد في جنوب الوطن يرى وطنه الصغير يتمزق وهو ممعن في التصدي لمطالب شعبه في الوحدة الوطنية القوية معززة بالعدالة والقضاء المستقل ومحاربة الفساد والقضاء على المفسدين، وآخر مشغول بحربه على ما تعارف عليه القوم 'القاعدة ' عدو وهمي لا وطن له، وثالث يتمطى بصلبه أمام أحبال الميكرفونات الإذاعية والعدسات التلفزيونية يحدث القوم عن انجازات نظامه وتصديه للاستعمار والامبريالية العالمية وشعبه يئن من الخوف من قسوة زوار الفجر وظلمات السجون، ورابع يقبع في زاوية الوطن بلغ من العمر عتيا، وكل مجده سبعة آلاف سنة حضارة لكن أمجاده الشخصية قرابة الثلاثين عاما من الفساد والرذيلة وبيع الوطن وحضارة بلاده من اجل حفنة من الدولارات لا تسد رمق رجال الفساد من حوله. وخامس راح للدولار يستجدي الإعانة وأمعن رجاله في تقسيم المواطنين بين أصالة وتبعية، وخامس قابع في العاصمة يعد أنفاس شعبه ونبضات قلبه ليل نهار متربصا بهم، وسادس، وسابع و...،...، وكلهم يعملون لصالح إسرائيل سرا وعلانية.

آه يا وطني العربي الكبير ماذا يفعل بك هؤلاء القادة ؟! من بين الصور يا وطني وجدت صور المتاجرين بفلسطين يتنازعون فيما بينهم من يكون صاحب النصيب الأكبر في المتاجرة بالوطن، محمود عباس يقول انا التاجر الأكبر الأولى بالرعاية ويلتف حوله الزبانية ورهط بيع الوطن بالتجزئة كي ينالوا نصيبهم، ولتحقيق ذلك لا بد من إخراج كل من يعارض مشاريع البيع وهنا اسمي كل من يرفض مشاريع اتفاقية أوسلو وما نتج بعدها من تداعيات هم المستهدفون بالتصفية.

(2)

اليوم يا وطني الكبير جاء الخبر اليقين من فلسطين المحتلة على لسان نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ليعلن بأعلى صوته إغلاق 'قاعة المزاد' فلا عودة للقدس إلى ما كانت عليه قبل الخامس من (حزيران) يونيو عام1967، ولا وقف لعملية بناء المستوطنات وتوسيعها، ولا عودة ولا حتى ذكر اللاجئين، الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية في توثيق أممي مطلب صهيوني، وأعلان غير قابل للتأويل بيهودية الدولة كما أعلنت حركة محمود عباس الاعتراف بالحق التاريخي لإسرائيل في الوجود في الشرق الأوسط، وعلى العرب التطبيع الكامل مع الدولة اليهودية. وبعد هذا وغيره أكثر لا مانع من قيام دولة فلسطينية لها اسم لكن بلا جغرافيا ولا حدود، لها علم ونشيد يتفق مع الدولة اليهودية على كلماته، ولا يجوز لهذه الدولة 'المسخ' أن تعقد اتفاقات أو معاهدات مع أي طرف دولي أو حتى عربي. نتنياهو طالب الحكومة العباسية الفياضية المتحدة في رام الله بسحق حركة حماس والجهاد الإسلامي بالقوة ليستتب السلام.

(3)

ما العمل فلسطينيا؟ على حركة فتح العباسية الاعتراف بهزيمتها من أوسلو 1993 وحتى اليوم، وان مشاريعها التفاوضية لم تعد صالحة إطلاقا، وان تلتزم بما قاله أبو ردينة 'أن نتنياهو نسف كل المبادرات وكل الجهود الفلسطينية' وعلى الجميع ان يعودوا إلى الحق في إعادة اللحمة بين مكونات العمل الوطني الفلسطيني الشريف مع أخوانهم في حماس والجهاد وغيرهم من الشرفاء. إن وحدة العمل والصف الفلسطيني، ان كنتم تؤمنون بالله وفلسطين، هي الرد القاطع والحاسم على غطرسة الكيان الصهيوني.

أما العمل العربي لمواجهة هذه الغطرسة الصهيونية فهي تعليق مبادرتكم السلمية التي لم يستجب لها حتى حلفاؤكم الأمريكان، فتح معبر رفح على مصراعيه لمساعدة الشعب الفلسطيني، تفعيل العمل العربي مع العالم الإسلامي بما في ذلك إيران لتوحيد الصف دفاعا عن القدس وارض السلام فلسطين، إشعار أصحاب المصالح من الغربيين والأمريكان بان مصالحهم سوف تتضرر من الوقوف إلى جانب إسرائيل في مواجهة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وقف جميع عقود التسلح مع الغرب واستبدالها بعقود روسية صينية، فتح جميع الجبهات العربية لمساعدة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل.

آخر القول:على القادة العرب والفلسطينيين أن يقوموا بدورهم الوطني الإسلامي لحماية مستقبلهم ومستقبل دولهم، وحماية فلسطين وان لا يتساءلون عن دور اوباما والحكومات الغربية، فادوار الاخيرين تعتمد على الموقف العربي ولا غيره .