خبر الفصائل الفلسطينية والسلطة: خطاب نتنياهو تنكر للحقوق الفلسطينية، وتحدٍ واضح للموقف الفلسطيني والعربي والأمريكي"

الساعة 08:37 م|14 يونيو 2009

فلسطين اليوم: غزة

أجمع مسؤولون فلسطينيون أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنكر للحقوق الفلسطينية وقضى على علمية التسوية ولم يقدم جديداً للفلسطينيين وانما عبر عن تطرفه وإنكاره للحقوق الفلسطينية، وطالب الفصائل الفلسطينية بالاسراع في تحقيق الوحدة للتصدي للتطرف الاسرائيلي، كما طالبت العرب بسحب المبادرة العربية للسلام.

من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني أن خطاب نتنياهو اعتمد على التضليل الشامل، والتنكر بوضوح للحقوق الفلسطينية.

وقال الناطق الاعلامي باسم الحركة في تصريح خاص لـ فلسطين اليوم:" إن خطاب نتنياهو يؤكد أن هناك موجة من التطرف الإسرائيلي تسيطر الآن على دولة الكيان الصهيوني، الأمر الذي يجعل من المستحيل التوصل لاتفاق سياسي مع دولة الكيان الصهيوني.

وأكد شهاب أن المطلوب من الجامعة العربية الآن إعلان إلغاء المبادرة العربية للسلام ووقف الارتهان للتسوية.. لأن خطاب نتنياهو شمل رداً على المبادرة العربية للسلام.

وقال من الخطيئة الاستمرار في طرح المبادرة العربية.. لان ما يطرحه نتنياهو هو تجاوز ليس للحق الفلسطيني فقط وإنما تعدٍ على مواقف العرب كافة.

وشدد بأنه مطلوب اصطفاف فلسطيني فلسطيني وعربي وإسلامي لمواجهة التطرف الإسرائيلي على كافة المستويات.

وأكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يسلم بوجود الاحتلال على شبر من فلسطين، مشدداً على أن الصراع سيستمر لحين إنهاء الاحتلال عن فلسطين.

 

واعتبر نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأحد (14/6)، بأنه "نسف لكل المبادرات، وتحدٍ واضح للموقف الفلسطيني والعربي والأمريكي".

وقال في تصريح مكتوب وصل فلسطين اليوم نسخة عنه : "إن تصريحات بنيامين نتنياهو في خطابه، اليوم، نسفت كل المبادرات وكل التوقعات ووضعت القيود أمام كل الجهود التي تبذل، كما تشكل تحدياً واضحاً للموقف الفلسطيني والعربي وكذلك الأمريكي"، على حد تعبيره.

وأضاف: "إن عدم اعتراف نتنياهو بالقدس العربية عاصمة لدولة فلسطين ومحاولته فرض حل قضية اللاجئين في الخارج، لن تؤدي إلى سلام عادل وشامل وفق الشرعية الدولية"، كما قال.

من جانبه؛ قال الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية: " إن نتنياهو جعل مفاوضات الحل الدائم أمراً مستحيلاً، حيث وضع نهاية لموضوع القدس ولقضية اللاجئين من خلال رفض توطينهم داخل الأراضي الإسرائيلية، كما وضع نهاية لقضية الأمن عندما تحدث عن دولة فلسطينية مجردة من السلاح".

وعلّق عريقات على كلمة نتنياهو معرباً عن اعتقاده بأن الشيء الذي قاله رئيس الوزراء "فعلاً هو إنه لا حاجة للمفاوضات". وأضاف يقول إنه "سيتعين على نتنياهو الانتظار ألف سنة قبل أن يجد فلسطينياً واحداً سيكون مستعداً لقبول ما جاء في كلمته الليلة"، حسب قوله.

 

من جانبه اعتبر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة الدكتور أحمد بحر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خطابا عنصرياً قائماً على نفي الشعب الفلسطيني وتناسي آلامه وعلى إقامة كيان عنصري غاصب على أرض فلسطين".

وشدد بحر في تصريح مكتوب، وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه، على أن خطاب نتنياهو "يعد خطاباً صهيونياً وقحاً ممتلئاً بكلمات تهديد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية والاستعلاء عليها".

وأكد بحر أن "خطاب المجرم نتنياهو كشف انخداع البعض بالسلام المزعوم ومشاريعه الفاشلة التي لا يزال البعض يتمسك بها على أمل نيل رضا الصهاينة والأمريكان"، مضيفاً: "جاء هذا الخطاب ليؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد إلى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الأبدية، وعودة ما يزيد عن سبعة ملايين فلسطيني إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً على يد عصابات الإرهاب الصهيونية".

وناشد بحر الشعب الفلسطيني "التوحد في وجه الصلف الصهيوني ومشاريعه التصفوية"، داعياً الأمتين العربية والإسلامية إلى "التوحد في وجه الخطر الصهيوني والتهديدات الصادرة عن الإرهابي نتنياهو".

 

وفي السياق ذاته اعتبرت حركة "حماس" إن خطاب نتنياهو هو خطاب عنصري ويريد من خلاله أن يعترف الشعب الفلسطيني بأرض فلسطين كأرض يهودية خالصة لليهود ويتنكر لحق الشعب الفلسطيني والعربي في أرضه، وما يقدمه هو دولة بلا هوية ولا سيادة ولا قدس ولا حق عودة ولا جيش ولا سلاح، ويصر على بقاء المستوطنات، كما أن ما يقدمه للعرب هو مجرد سلام اقتصادي مقابل التطبيع والاعتراف.

وقالت الحركة في بيان لها وصل فلسطين اليوم نسخة عنه:"لقد حاول نتنياهو استخدام بعض الألفاظ التضليلية حول رغبته بالسلام إلا أن مواقفه العنصرية وخاصة تلك التي تجعل الاعتراف الفلسطيني المسبق بأرض فلسطين كأرض لليهود وتنكره لحقنا في القدس والعودة هي دليل على كذب ادعاءاته بالسلام، بل إن هذا الخطاب زاد من الكراهية والبغض لهذا العدو في ظل مثل هذه التصريحات والمواقف.

وأضاف البيان إن خطاب نتنياهو العنصري هو رسالة لكل المراهنين على التسوية بأن يتوقفوا عن اللهث خلف هذا السراب، ودعت الأطراف العربية إلى التوقف عن تسويق أي مشاريع للتطبيع أو التفاوض مع هذا المحتل، كما طالبت السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن تقديم خدماتها الأمنية المجانية وإعادة تقييم موقفها والعودة إلى الوحدة الفلسطينية في ظل إعلان نتانياهو الصريح أنه لن يقدم لها شيئاً حقيقياً.

وأكدت الحركة في بيانها تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وبالقدس وحق العودة وغيرها من الحقوق الفلسطينية وعدم الاعتراف بهذا الاحتلال العنصري.

من جهته اعتبر ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الخطاب بالخالي من أي شيء. وقال عبد ربه إن خطاب نتنياهو يعطل أي إمكانية للتقدم نحو تسوية متوازنة ولا قيمة له ويجب أن يرد عليه بحزم. مؤكداً أن نتنياهو نصاب ومحتال وكذاب ويخترع حيلاً لتعطيل قيام هذا السلام.

هذا ووصف النائب أحمد الطيبي نائب رئيس الكنيست الاسرائيلي ورئيس كتلة "الموحدة والعربية للتغيير", كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "خطاب بلا خطاب. ومراوغة بلا جوهر.

وأكد الطيبي في اتصال مع فلسطين اليوم أن الخطاب جاء علاقات عامة ولا يبشر بجديد. وما هو إلا تلاعب لفظي يستعمل اصطلاح " دولة فلسطينية منزوعة السلاح " دون سيطرة على المجال الجوي أو المعابر, بدون القدس المحتلة, بدون اللاجئين, ليتهرب من الالتزامات التي طالبت بها الإدارة الأمريكية. إنها دولة ليست دولة.

وأضاف بأن نتنياهو رفض عملياً تجميداً كاملاً للاستيطان, ولم يغيّر من مواقفه الأساسية بشكل جوهري.

وحول شرطه باعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة الإسرائيلية قال الطيبي إن هذا المطلب رفضناه مراراً وتكراراً وترفضه منظمة التحرير الفلسطينية لأنها تمس بالأقلية العربية داخل الخط الأخضر, وتشطب بند حق العودة من المفاوضات.

وأعرب الدكتور الطيبي عن أمله بأن تكشف إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما زيف هذا الخطاب وأهدافه المكشوفة وتلزم حكومة نتنياهو باحترام القانون الدولي. مؤكداً أن نتنياهو أثبت في خطابه أنه ليس شريكاً في عملية سلام حقيقي.