خبر أحمد يوسف: يعتبر أن الحسم العسكري في غزة حمى للمشروع الوطني الفلسطيني

الساعة 05:27 م|14 يونيو 2009

أحمد يوسف: يعتبر أن الحسم العسكري في غزة حمى للمشروع الوطني الفلسطيني

جهات مدفوعة تريد عدم إنهاء الانقسام لعرقلة حل الدولتين

فلسطين اليوم- غزة

أكد قيادي في حركة "حماس" أن ما جرى في غزة قبل عامين من الآن، عندما أقدمت "حماس" على الحسم عسكريا ضد الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "فتح" كانت خطوة تصحيحية لحماية المشروع الوطني الفلسطيني، واتهم إسرائيل وجهات تعمل معها في الداخل الفلسطيني بالعمل على تعميق هذا الانقسام لعرقلة حل الدولتين.

 

وأعرب القيادي في حركة "حماس" الدكتور أحمد يوسف في حوار مع "قدس برس" عن أمله في أن تنجح القاهرة في رأب الصدع وتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة، وقال: "نحن كنا قبل الحسم عسكريا في غزة نتطلع لإقامة شراكة سياسية حقيقية تجمع الصف الفلسطيني، للحفاظ على وحدتنا لأننا شعب محتلة أرضه ونحتاج إلى وحدة كل فصائله مهما اختلفت أجنداتها".

 

ولم يستبعد يوسف وجود الأيادي الإسرائيلية خلف استمرار هذا الانقسام، وقال: "لقد خسرنا جميعا بعد هذه الأحداث، ونحن نشعر أن الحكومة الإسرائيلية لم تكن بعيدة عما جرى ويجري، وربما هي التي حركت المتعاونين معها ممن ينسق أمنيا معها لما وقع من كارثة دفعنا ثمنها جميعا. وهي اليوم تعمل لتكريس الانقسام لتتهرب من حل الدولتين على أرض 1967 بين "حماس" ومحمود عباس. الآن وقد اتضحت الصورة للجميع فإن ما نحتاجه هو سرعة التئام الصف الوطني والعمل من خلال جبهة موحدة تؤكد أن العداوة هي مع المحتل وليس داخلنا، فنحن إخوة نزغ الشيطان بيننا ولا بد من معالجة هذا النزغ، ونأمل أن يأتينا الفرج من مصر وأن لا نعود من الجولة المقبلة إلا وقد التأم الجرح".

 

وعما إذا كان قبول "حماس" بحل الدولتين يعني تحولا في استراتيجية الحركة يقود إلى الاعتراف بإسرائيل، قال يوسف: "نحن نقبل بحل الدولتين في السياق الوطني: قلنا نرضى بدولة على حدود 1967 لكن لنا قراءتنا السياسية التي لا تضيع الحقوق التي كفلتها لنا قرارات الشرعية الدولية. وقلنا بأننا على استعداد لتقديم هدنة من 10 أو 20 سنة تضمن تحقيق الإعمار والاستقرار والازدهار للمنطقة بما في ذلك الشعب الفلسطيني. ولا يتضمن هذا السيناريو أي اعتراف بإسرائيل، فلن نعترف بإسرائيل ولا القانون الدولي يطالبنا بالاعتراف بها".

 

وردا على سؤال وجهته له "قدس برس" حول ما إذا كانت "حماس" تشعر بأنها تفقد شعبيتها بسبب استمرار الحصار المفروض عليها، قال يوسف: "الشعب الفلسطيني شعب متعلم ومدرك لماذا نحن في هذا العذاب المهين والحصار والتواطؤ علينا، لأننا نريد أن نحفظ الحقوق الفلسطينية، ويعرف شعبنا أننا لو أردنا أن نكون مثل الآخرين لما تم حصارنا، فالمجتمع الدولي يقدم مساعدات للفلسطينيين ثمنا لصمتهم عن التهويد والاستيطان والجدار العازل، هذا المال السياسي الذي كان يقدم للإدارات الفلسطينية المتعاقبة كان ثمنا لسكوتهم عن الاستيطان والتهويد والجدار العازل، وهو الصمت الذي جعل الإسرائيليين يتمادون في عدوانهم، ولما وجدوا "حماس" تتجه نحو تركيز دعائم الدولة عمدوا لتكريس الانقسام لمنع قيام الدولتين، هذا السيناريو كان موجودا في ذهنية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وكلما اقتربت اللحظة لإنجاز التوافق عمدوا لتكريس عناصرهم لإعاقته"، على حد تعبيره.

 

وعما إذا كانت "حماس" بعد عامين من حسمها العسكري في غزة تشعر بأنها قد أخطأت، قال يوسف: "ما جرى معركة فرضت علينا، وكان المطلوب منا أن نحمي هيبة الحكومة الفلسطينية ونحمي المشروع الوطني الفلسطيني، لأن كثيرا من الذين كانوا يفتعلون المعارك كانوا مدفوعي الثمن، هؤلاء هم الذين كانوا يريدون تمزيق وحدة الصف وإدخالنا في هذه المتاهة، ولذلك فما قمنا به كان تصحيحا للمسار وحماية للمشروع الوطني الفلسطيني، وأتمنى أن يكون اللقاء المقبل في القاهرة منعطفا حقيقيا لكي نعود إلى بعضنا البعض، فالوطن أكبر من الجميع وهو ليس ملكا لأحد دون الآخر"، كما قال.