خبر تجدد الاشتباكات في إيران واعتقال أكثر من 170 شخصا وسط دعوات لعصيان مدني

الساعة 03:37 م|14 يونيو 2009

فلسطين اليوم: وكالات

تجددت الاشتباكات في المدن الإيرانية الأحد بين مناصري مرشح الانتخابات الرئاسية الإصلاحي مير حسن موسوي الذي خسر الانتخابات لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي فاز بولاية ثانية فيما شددت السلطات الإيرانية من قبضتها في البلاد. وقامت هذه السلطات بحملة اعتقالات ضد من وصفتهم بمنظمي أعمال الشغب.

واتسعت حدة المواجهات بين السلطات والإيرانيين الرافضين لنتائج الانتخابات السبت عقب إعلان وزارة الداخلية فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية بنسبة 62.6 خلال انتخابات رئاسية جرت الجمعة وشهدت إقبالا واسعا من الناخبين الإيرانيين البالغ عددهم 46 مليونا.

وأنكرت الوزارة ردة فعل موسوي، الذي حصل على 33.7 بالمئة من الأصوات، الذي قال إن العملية الانتخابية شهدت وقوع انتهاكات وعمليات تزوير.

وبعد إعلان النتائج خرج الآلاف من أنصار موسوي إلى الشوارع وكان بعضهم يهتف "ماذا حدث لأصواتنا،" فيما ردد آخرون شعارات مناهضة لاحمدي نجاد معتبرين أن موسوي هو رئيسهم الشرعي.

وضربت الشرطة التي انتشرت بشكل كثيف المحتجين بالهراوات واشتعلت حرائق صغيرة على جوانب طرق.

وقال نائب قائد الشرطة الإيرانية احمد رضا راضان إن قواته اعتقلت 60 شخصا على الأقل ممن وصفهم بـ"منظمي" أعمال الشغب، التي جرت في العاصمة السبت اثر إعلان فوز احمدي نجاد.

وأضاف ان السلطات اعتقلت ايضا اكثر من 110 أشخاص شاركوا في المظاهرات التي خرجت الى الشوارع عقب إعلان نتائج الانتخابات.

من جانبه، اعتبر احمدي نجاد الأحد في مؤتمر صحافي عقد في طهران أن نتائج الانتخابات الرئاسية شكلت صفعة على وجه من وصفهم بقوى "الاستكبار" التي تحكم العالم.

وتعليقا على قضية الملف النووي الإيراني، قال أحمدي نجاد "كما سبق وقلت، الملف النووي أصبح من الماضي" مشيرا إلى أن بلاده مستعدة بالمقابل لإطلاق "دراسة شاملة لنزع الأسلحة النووية في العالم،" على حد قوله.

وحث المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي جميع الإيرانيين على احترام فوز أحمدي نجاد الذي قلب توقعات باحتمال فوز المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في الانتخابات.

وقال موسوي في بيان "أحذر من أني لن أستسلم لهذه التمثيلية الخطيرة. مثل هذا التصرف من بعض المسؤولين سيهدد أركان الجمهورية الإسلامية ويقيم نظام حكم استبدادي."

وعلى الصعيد ذاته، دعا رضا بهلوي النجل الأكبر لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية، المجتمع الدولي الأحد إلى دعم "سيناريو عصيان مدني" في إيران، معتبرا أن التغيير في بلاده لا يمكن أن يأتي إلا من الخارج.

وقال بهلوي الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة لإذاعة "ار تي ال" الفرنسية "لطالما آمنت بسيناريو عصيان مدني، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل من دون مساعدة المجتمع الدولي ودعمه."

وأضاف "حان الوقت ليدعم العالم مواطني في كفاحهم من أجل الحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية."

وقد أكدت الولايات المتحدة أنها تتابع الوضع عن كثب بعد الإعلان عن فوز الرئيس احمدي نجاد، وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أملها بأن تكون نتيجة الاقتراع الرئاسي في إيران انعكاسا حقيقيا لإرادة الشعب الإيراني.

من جهته، قال البيت الأبيض إنه يتابع عن كثب الوضع في إيران ويدرس خصوصا الاتهامات بالتزوير التي وجهها اثنان من المرشحين للانتخابات.

وصرح روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض "نواصل متابعة الوضع بأكمله عن كثب بما في ذلك المعلومات التي تتحدث عن مخالفات."

كما أبدت بريطانيا تحفظها عن نتائج الانتخابات وقال وزير خارجيتها ديفيد ميليباند "لقد أخطرنا بالنتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية الإيرانية،" مؤكدا "أن ما عبر عنه اثنان من المرشحين بشأن فرز الأصوات يعد أمرا مقلقا."

من جهتها، أعربت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي في بيان السبت عن قلقها حيال المخالفات المفترضة التي ارتكبت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وأعمال العنف التي تلتها.

كما جددت الرئاسة دعوتها لإيران لاستئناف الحوار حول برنامجها النووي، وأضافت أنها تنتظر أن تتحمل الحكومة الجديدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية مسؤولياتها حيال المجموعة الدولية وتحترمَ التزاماتها الدولية.

أما إسرائيل، فقد دعت الأسرة الدولية إلى التحرك "بدون تساهل" ضد إيران. وقال وزير الخارجية الإسرائيلية افيغدور ليبرمان إن "الأسرة الدولية يجب أن تتحرك بدون تساهل ضد البرنامج النووي الإيراني والمساعدة التي يقدمها هذا البلد إلى منظمات إرهابية ضالعة في محاولات لزعزعة استقرار المنطقة."