خبر غزة: تراجع الاعتداءات الإسرائيلية يدفع الصيادين للإبحار طلباً للرزق

الساعة 12:25 م|14 يونيو 2009

فلسطين اليوم : كتب/ محمد الجمل

في مشهد لم يره الغزيون منذ أشهر طويلة، انتشرت مراكب وقوارب الصيد في البحر، خلال ساعات الليل، بعضها كان يشعل أنوارا ساطعة في المياه لجذب الأسماك، وأخرى كانت تطارد أسراب الأسماك المهاجرة.

وعلى الرغم مما تحمله عملية الصيد في البحر من مشقة وسهر إلا أن علامات الرضى بدت واضحة على وجوه معظم الصيادين ساعة خروجهم من البحر، ومراكبهم الصغيرة مثقلة بحملها من الأسماك.

وعبر صيادون كانوا يفرغون حمولة مراكبهم من الأسماك قرب الشاطئ عن سعادتهم لتمكنهم من الإبحار بعد أشهر من المنع والتضييق من قبل قوات الاحتلال، مشيرين إلى أن تراجع الاعتداءات الإسرائيلية ضدهم والعتمة الحالية المتمثلة في صغر حجم القمر شجعتهم على العودة لممارسة حرفتهم التي توقفوا عن ممارستها منذ مدة.

وقال الصياد إبراهيم أحمد: "يبدو أن الحظ سيحالفنا هذه المرة، فتراجع الاعتداءات الإسرائيلية تزامن مع أجواء ملائمة للصيد، كما أن موسم هجرة الأسماك لم ينته بعد، وغاز الطهي ووقود البنزين الضروريان في عملية الإضاءة وتشغيل محركات المراكب متوفران".

وأكد أحمد أن معظم الصيادين تمكنوا من صيد كميات جيدة من أسماك السردين المهاجرة، خلال الأيام القليلة الماضية، وان آخرين حالفهم الحظ ووقعت في شباكهم كميات من أسماك "السكمبلة".

وأعرب عن خشيته من عدم استمرار الوضع الحالي فترة طويلة، وأن تعاود قوات الاحتلال إجراءاتها المعهودة ضد الصيادين، ما قد يحرمهم من دخول البحر مجددا.

أما الصياد محمد زعرب فأكد أنه وأشقاءه يمتلكون مركبا صغيرا "حسكة" ورثوه عن أبيهم لكنهم لم يستطيعوا دخول المياه منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، بسبب الاعتداءات المتكررة على الصيادين.

وأوضح زعرب أن هدوء الأوضاع نسبيا على الساحل وتناقص أعداد الزوارق الإسرائيلية المنتشرة في المياه شجعهم على العودة لممارسة حرفتهم.

وأكد أن الحظ حالفهم في أول ليلة دخلوا فيها المياه واصطادوا كمية كبيرة نسبيا من الأسماك المتنوعة، وتمكنوا من بيعها بثمن جيد.

وبين أنهم يحاولون الصيد في مناطق بعيدة نسبيا عن الحدود، كما يتجنبون الدخول إلى أعماق كبيرة، خشية أن يتعرضوا للملاحقة من قبل الزوارق الإسرائيلية، التي تطلق النار بين الفينة والأخرى في الهواء أو في المياه.

الصياد محمود حسونة أكد أنه ورغم تراجع إطلاق النار باتجاه مراكبهم إلا أن أشكالا أخرى من الاعتداءات الإسرائيلية نفذت ضد بعض الصيادين، خاصة ممن كانوا يصطادون قرب المنطقة الحدودية، متحدثا عن قيام بعض الزوارق بالدوران حول المراكب الراسية في المياه، ما يتسبب في تقطيع الشباك، في الوقت الذي يقوم فيه جنود الاحتلال بتسليط الأضواء الساطعة في وجوه الصيادين، وكذلك إطلاق عدد كبير من قنابل الإنارة، ما يتسبب في تفريق أسراب أسماك السردين المتجمعة حول الأضواء التي يسلطها الصيادون على المياه.

وتناقصت أعداد الصيادين ممن يستخدمون شباكا يدوية ومراكب صغيرة "مجداف" بصورة ملحوظة خلال اليومين الماضيين، بعد تمكن معظم الصيادين من دخول المياه.