خبر ليست أزمة بعد.. هآرتس

الساعة 09:21 ص|14 يونيو 2009

بقلم: أبينوعام بار يوسف

(مدير عام مركز تخطيط سياسات الشعب اليهودي)

المكالمة الهاتفية الليلية التي جرت بين بنيامين نتنياهو وبراك اوباما هي بداية جيدة ولكنها ليست الا البداية. من الافضل ان تكون  الصلة بين البيت الابيض وديوان رئيس الوزراء من خلال الهاتف وليس عبر الرسائل الحادة او الوسطاء كما كان معتادا في عهد اسحاق شامير وجورج بوش الاب حيث ازدادت الازمة حدة من رسالة لاخرى.

اوباما ونتنياهو يتحدثان بنفس اللغة. اوباما هو خريج هارفارد. نتنياهو الذي يلقبه يهود امريكا من منطلق الاعجاب "an mit kid"، هو خريج المعهد التكنولوجي في مساتسوسيتش. المؤسساتان موجودتان في قمة النخبة الاكاديمية الامريكية. كلاهما ولدا في الخارج. وكلاهما يعتبران متعجرفين بدرجة معينة. كلاهما سياسيان بكل جوانحهما. وكلاهما تأثرا كثيرا من والديهما. الاثنان يعتبران دخولها للمنصب تحملا كبيرا للمسؤولية.

كما ان جدولهم الزمني متشابه. اوباما يرى الاستطلاعات التي تثني عليه ويعرف ان من المحظور عليه ان يعطر نفسه فيها بعد اقل من سنة ونصف سيواجه محكا سياسيا حقيقيا مع حلول انتخابات مجلس النواب. ان لم ينجح في الحفاظ على قوة الحزب الديمقراطي الذي سيطر على مجلسي الشيوخ والنواب فسيعتبر بذلك فشلا شخصيا له. نتنياهو جرب على جلده قوة ذراع اليمين المتطرف في عام 1999. هو يذكر جيدا الى اين أوصلت الازمة مع الولايات المتحدة شامير والليكود برئاسته.

اوباما ونتنياهو على حد سواء ورثا نقط بداية اشكالية في كل ما يتعلق ببناء العلاقات الشخصية بينهما. الرئيس الامريكي الذي يعتبر تجنيد الاسلام المعتدل ضرورة مركزية على طريق ازالة التهديد الايراني يجر على ظهره صورة ميل الولايات المتحدة لتأييد اسرائيل. نتنياهو المطالب بالدفع للفلسطينيين بالعملة الاسرائيلية، يعتقد ان التنازلات التي اقترحها ايهود اولمرت على محمود عباس – والتي تأثرت حسب رأيه من دوافع سلفه الشخصية – ليست مقبولة كبداية للمفاوضات.

هذه الضرورات التي دفعت بالقائدين للامام من الناحية التكتيكية ودفعتهما للسير خطوتين للوراء اسهمت في اجواء الازمة. تضاف الى ذلك من جهة بضعة تسريبات منفلتة من اطراف غير ودية لاسرائيل في واشنطن، ومن جهة اخرى بضعة تعيينات وظيفية من نتنياهو لاشخاص محسوبين على المحافظين الجدد، والاعتقاد السائد في الولايات المتحدة بان وزير خارجية نتنياهو يبادر لسياسية جديدة مع روسيا وافكار الوزير يوسي بيليد الهذيانية لمعاقبة امريكا.

اعلان اسرائيل عن ازمة مقصودة، او وضع رئيس طاقم البيت الابيض رام عمانويل ومستشار الرئيس الامريكي ديفيد اكسيلرود في مركز الخلاف  - يعتبر خطأ يماثل تقريبا التعمال بجدية مع تصريحات بيليد. انا اعرف عمانويل جيدا وحتى ان لم يكن محسوبا على انصار نتنياهو فالتزامه بوجود اسرائيل كدولة يهودية عميق جدا ويفوق التعاطف والنفور في نفسه وقوي لدرجة انه اتخذ قرار بالتطوع في صفوف الجيش الاسرائيلي في حرب الخليج الاولى. اما بالنسبة لاكسيلرود فرغم اننا لم نلتق الا ان لدي اساسا قويا للافتراض بان اخلاصه لجذوره اليهودية مسألة لا تشكيك فيها.

يتوجب ان نأمل بان تمنع مكالمة نتنياهو الهاتفية مع اوباما هذه النبوءات من ان تحقق نفسها وان ترتقي بالعلاقات بين القائدين. بناء الثقة بينهما هو مرحلة ضرورية في نسيج العلاقات وهو هام للاثنين الا انه اهم بالنسبة لنتنياهو واسرائيل.