خبر بداية النهاية.. يديعوت

الساعة 09:15 ص|14 يونيو 2009

بقلم: د. سولي شهوار

رئيس مركز عوزري للدراسات الايرانية في جامعة حيفا

مع صدور النتائج الرسمية لانتخابات 2009 في ايران، والتي خرج فيها الرئيس القائم د. محمود احمدي نجاد كمنتصر واضح، يمكن لمعارضي النظام، بمن فيهم حكومة اسرائيل ان يكونوا راضين.

انتصار احمدي نجاد الذي باغلب الاراء تحقق على ما يبدو من خلال جهاز مزيت جدا لتزييف الاصوات، التهديدات، استخدام القوات المسلحة الموالية للنظام، اغلاق مقرات الخصوم الاصلاحيين، قطع خطوط الهواتف الجوالة، وغيرها – يمكنه أن يكون بداية النهاية لنظام "ولاية الفقيه"، الذي بدأه اية الله رحم الله الخميني قبل ثلاثين سنة، في 1979، بعد أن قاد ثورة ادت الى اسقاط محمد رضا شاه، وسلالة بهلوي من الحكم.

على مدى الثلاثين سنة الاخيرة حرص زعماء النظام الاسلامي على عدم ارتكاب الاخطاء الجسيمة للنظام السابق. وكمن استغلوا بانفسهم اخطاء الشاه من اجل اسقاطه، عرف زعماء النظام الاسلامي بالضبط عن أي اخطاء ينبغي ان يمتنعوا. وبالعكس، في الانتخابات الاخيرة للرئاسة خلدوا من جديد القول المأثور "الخطأ يتكرر ابدا". غير مرة في اثناء حكم الشاه اتهم بتزييف نتائج الانتخابات، تلك الاتهامات التي صدقتها طبقات عديدة ومهدت التربة للثورة الشعبية ضده في اثناء 1978 – 1979. وها هو على ما يبدو يوم الجمعة الماضي كان النظام الاسلامي هو الذي زيف بشكل فظ جدا نتائج الانتخابات للرئاسة في ايران.

لماذا كان النظام يحتاج الى ان يتخذ هذا التزييف الفظ جدا والخطوات غير الديمقراطية جدا، عندما كان يتباهى على مدى السنين بان الانتخابات في ايران ديمقراطية؟ لماذا احمدي نجاد الذي خط على علمه شعارات مثل "مكافحة الفساد، خدمة الشعب وما شابه اعطى يده لفعل فاسد للغاية؟ يبدو انه يحتمل لذلك عدة تفسيرات.

في بداية العقد الرابع، بعد الثورة، يبدو أن الكثيرين في ايران ابتعدوا عن مُثل الثورة الاسلامية. تعبون من سنوات حرب طويلة، من وضع اقتصادي صعب ومن عزلة دولية. فان كثيرين في ايران ولا سيما من الشباب، باتوا معنيين اكثر من أي شيء آخر بنمط الحياة، الامكانيات والفرص المفتوحة امام ابناء جيلهم (وربما ايضا ابناء بلادهم) الذي يعيشون في الدول الديمقراطية.

التأييد لموسوي، أي، المرشح الذي لم يدعمه النظام، واضح بجلاء حتى قبل الانتخابات. وكان انتصاره سيفسر ليس فقط كتصويت لحجب الثقة عن النظام بل وايضا عن خطوطه السياسية، وكان يمكن لهذا ان يضعف مكانة النظام في كل انواع المواضيع الهامة.

خذوا مثلا موقف النظام في الموضوع النووي او السياسة الاستفزازية لاحمدي نجاد ضد الغرب، ولا سيما تجاه الولايات المتحدة: النتائج يمكن ان تعتبر تصويتا لحجب الثقة عن السياسة النووية التي قادها احمدي نجاد (الذي حرص على الاشارة الى أن الحديث يدور عن حق شرعي للشعب في ايران) والانتقاد الحاد على سياسة الاستفزاز.

اضافة الى ذلك، يبدو أنه بعد ان خسر حزب الله في الانتخابات في لبنان، والتي كانت مثابة تصويت احتجاجي ضد تدخل الاوصياء، ايران، في لبنان، فان النظام الاسلامي في ايران ما كان ليسمح لنفسه بخسارة اخرى، بل وفي بيته. وهو على علم بانخفاض التأييد الشعبي للنظام، من جهة، ونتائج نظام اصلاحي سابق (تحت خاتمي) من جهة اخرى، يبدو أن النظام قرر الرهان على ورقة القوة، سواء تجاه الداخل ام تجاه الخارج.

الان، الورقة بيد الشعب الايراني في الداخل، وفي يد معارضي النظام من الخارج. صمت الجهتين فيه ما يؤدي الى فترة اضافية، وربما اكثر تطرفا من دوس حقوق الانسان وتطرف النظام. الموقف الجريء للشعب ضد مثل هذه الاعمال، يرافقه انتقاد خارجي وتشديد الخطوات ضد النظام من الخارج كفيلة بان تؤدي في نهاية المسيرة الى تغيير النظام.