خبر أولى ثمار لقاء مشعل وسليمان..هل لقاء شربتلي– صوافطة جزء من التحرك المصري ؟؟

الساعة 08:26 ص|14 يونيو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

لم يكن لقاء هشام شربتلي أحد مساعدي السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية بالقيادي في حركة "حماس" في الضفة الغربية فازع صوافطة لقاء عادياً يندرج في إطار العلاقات العامة للسفارة المصرية في رام الله؛ بل جاء بحسب مراقبين ومسئولين، في إطار الدور الذي تلعبه مصر للضغط على السلطة الفلسطينية لوقف الاعتقالات والملاحقات في الضفة الغربية سعيا منها لإنجاح الحوار الذي ترعاه.

 

هذا اللقاء الذي أدى إلى إنهاء ملاحقة صوافطة يأتي بعد اللقاء الهام لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان في القاهرة، وكذلك باكورة عمل السفير المصري الجديد لدى السلطة ياسر عثمان الذي عين قبل عشرة أيام فقط.

 

واعتبر الدكتور يحيى موسى، النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" أن هذا اللقاء جاء ضمن جهود وعدت بها مصر لتطويق أحداث الضفة، لا سيما بعد اللقاء الأخير بين الحركة والوزير عمر سليمان.

 

وأضح موسى في حديثه أن لقاء مشعل مع سليمان كان قد تركز في معظمه على ما يجري في الضفة خاصة بعد أحداث قلقيلية وطولكرم والخليل، والتي باتت تؤشر، حسب قوله، إلى "أن الحوار لا يمكن له أن ينجح أو يصل لنتائج مأمولة فيما يتعلق بالمصالحة في ظل هذه الأجواء وفي ظل تعامل السلطة مع حركة حماس بشكل بوليسي".

 

وأكد على أن اللقاء "كان أشبه بناقوس الخطر بأن "حماس" لا زالت تُطعن في الظهر من قبل سلطة عباس، ولا بد من تدخل من قبل الراعي المصري لوقف هذه الحالة إنقاذا للحوار"، كاشفاً النقاب عن أن القيادة المصرية وعدت ببذل جهود كبيرة في هذا الاتجاه مع وعيها بوجود تعقيدات كبيرة.

 

وأعرب النائب عن "حماس" أن يكون هذا اللقاء في إطار الإدراك المتزايد والتحرك الحقيقي من قبل المصريين لوقف التدهور الحاصل هناك والذي لا يمكن تجاوزه أو السكوت عليه بحال، وقال: "نحن على قناعة تامة أن مصر دولة مركزية وأنها إذا قالت تستطيع أن تفعل، وإذا كان لديها إرادة حقيقية تستطيع إحداث تغيير واضح".

 

وأضاف: "في النهاية عباس وفياض لا يستطيعوا أن يرفضوا الطلبات المصرية خاصة وأن مصر محورية على الصعيد العربي والدولي، وبالأخص على الصعيد الفلسطيني، والأمور تحتاج إلى إرادة سياسية وإلى جهد مضاعف".

 

ولفت موسى النظر إلى أن إنهاء المشكلة القائمة غير مستحيل، وأن الفشل في مكان لا يعني الفشل في مكان آخر، في إشارة إلى فشل الوفد الأمني المصري في محاصرة الأوضاع التي تمت في قطاع غزة، إبان عملية "الحسم العسكري" قبل عامين.

 

وقال: "ظروف غزة كان لها تعقيداتها الخاصة في حينها وكان لها ظروفها التي تختلف عن الظروف الحالية، ونأمل أن تكون تجربة غزة مفيدة لكل من المصريين، لحل المشكلة القائمة، ولسلطة رام الله، ليعودوا إلى رشدهم".

 

واعتبر أن خطوة السفير المصري "تأتي بعد أن أدركت مصر باعتبارها راعية للحوار، أنها قطعت شوطاً كبيراً ودخلت بكل ثقلها وحصلت على تفويض من الجامعة العربية لرعاية الحوار، وأن هذا الأمر يجعل الإخفاق المصري أمر صعب في هذه المرحلة"، وقال: "المصريون يستطيعون الوصول لاتفاق، وبما أن الزمن قصير فالأمر يتطلب جهدا سريعا لإنقاذ الموقف".

 

ولم يغفل موسى عن القول أن خطاب أوباما ومتطلبات إعمار قطاع غزة، وغير ذلك، أمور تضغط أكثر على المصريين ليمارسوا ضغطا أكبر على السلطة في الضفة والرئيس محمود عباس" منتهي الولاية ورئيس وزراءه سلام فياض، رغم التعقيدات التي تحيط بالمشكلة.

 

لا شك أن هذه الاستدعاء، في ظل وضع صعب تمر به الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية، لا سيما عقب الأحداث الأخيرة في قلقيلية، يفتح الباب على مصراعية للتكهن بشأن هذه الخطوة، التي تعيد إلى الذاكرة، الجهد الذي كان يبذله الوفد الأمني المصري في قطاع غزة، لحل الإشكالات العالقة بين الأطراف المختلفة إبان أحداث حزيران (يونيو) حزيران 2007، والتي سميت حينها "بعملية الحسم العسكري" التي وضعت "غزة" في قبضة "حماس" بعد قتال مرير.

 

من جهته؛ قال طلال عوكل، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، تعقيبا على لقاء شربتلي صوافطة "لا يستطيع أحد من المراقبين أن يصدر حكماً أكيداً على مثل هذا السلوك، هذا دبلوماسي يمثل بلداً يرعى الحوار ومهتم بالشأن الفلسطيني، وخطوته هذه لا يمكن أن تؤخذ بطريقة استخفافية، بل إن وراءها ما وراءها".

 

وخلال حديث عوكل أبدى إعجاباً بالدور الأساسي الذي تلعبه مصر لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الفلسطينيين، ملفتاً الانتباه إلى أن خطوة السفير المصري قد تصب في اتجاه محاولة الوقوف على طبيعة الأحداث الأخيرة الدامية في قلقيلية، ومحاولة ترميم الأمور بعدها.

 

واستذكر دعوة مصر مؤخراً لوفدين من "فتح" و"حماس"، للقاء عاجل، كان موضوع قلقيلية والاعتقالات السياسية أهم ما طرح فيه، لكنه استدرك: " ولكن في ظل نقص المعلومات من جانب السفارة المصرية، فلا يمكن الحكم على الأمر بهذه السهولة".

 

ورفض المحلل السياسي عوكل المقارنة بين خطوة الدبلوماسي المصري وبين الجهد الذي كان يبذله الوفد الأمني المصر في قطاع غزة إبان أحداث حزيران 2007، وقال: "اليوم الجهد المصري مختلف عن السابق، في السابق لم يكن هناك صراع واقتتال، الآن هناك انقسام شامل، وأي دور مصري في هذه المرحلة سيكون سياسي بشكل أساسي، والشق الأمني سيكون فيه بشكل جزئي، أما في السابق، فكان الوضع الأمني هو الذي يحتل الجزء الأكبر من الجهد المصري".

 

وأكد ثقته بأن مصر بعد أحداث قلقيلية وقبلها، تضع ثقلها لجهة إنهاء الانقسام وإيجاد توافق فلسطيني فلسطيني، مشيراً إلى أن مصر تعتبر التوافق الفلسطيني جزء من الأمن القومي المصري العربي، وأنها تتحمل مسئولية خاصة سلبا أو إيجابا حيال ما يجري على الساحة الفلسطينية.

 

بدورها؛ لم تستغرب حركة الجهاد الإسلامي، أن تتدخل مصر من أجل إحداث تهدئة للأجواء، لا سيما بين حركتي "فتح" و"حماس" عقب أحداث قلقيلية، مسوغة ذلك بأن "أحداث قلقيلية تشوش على مساعي إنجاح الحوار".

 

وقال الشيخ نافذ عزام القيادي في الحركة: "من المؤكد أن مصر تتأثر بما يجري في الساحة الفلسطينية، ونحن نتمنى فعلاً أن يكون هناك أجواء أفضل، وأن تنجح الجهود المصرية لاحتواء التوتر الذي حدث ويحدث في الضفة الغربية حاليا".

 

وأضاف: "مصر بذلت جهودا كبيرة في الشهور الماضية من أجل الوصول مع الفلسطينيين إلى توافق ينهي حالة الانقسام".

 

ورفض عزام الإجابة على سؤال حول ما إذا كان الجهد المصري سينجح في تطويق الأحداث، على النقيض من فشل الوفد الأمني المصري في إحداث اختراق في العلاقة بين "فتح" و"حماس" قبيل أحداث حزيران 2007، وقال: "من الصعب أن نخمن النتائج".

 

لكنه أكد على أن "الحل الأمثل لتطويق الأوضاع هو بيد الفلسطينيين"، معتبرا أن حملة الاعتقالات الجارية في الضفة الغربية "لا تفيد أحدا من الفلسطينيين، وأنها كانت هي السبب في المأساة التي حدثت مؤخرا في قلقيلية، وبتوقف هذه الحملات يمكن أن تتهيأ الأمور بنحوٍ أفضل على صعيد الحوار والتوافق".