خبر العرب وحياة القطيع: أيمن خالد

الساعة 09:10 ص|13 يونيو 2009

العرب وحياة القطيع: أيمن خالد

 

ضرب الله مثلاً في القرآن الكريم، بأمة النمل التي مر عليها سليمان وجنوده، وهي أمة منتظمة في سيرها وعملها، وكذلك ضرب المثل للإنسان في أمة النحل، وهما من أصغر مخلوقات الله، لكن انتظامهم ظل مضرب مثل للإنسان، لعله يحسن الصناعة والخطى في سيره، ونقيض ذلك هي البهائم، والتي وصف الله تعالى بها الكفار، وبأنهم أكثر ضلالا منها، وهي أمم كثيرة، يفترس بعضها بعضاً،  وتغلب عليها الفوضى، لذلك هي تعجز عن صناعة نظام تنسجم فيه.

 

الإنسان الحالة الراقية عن هذه المخلوقات، يمكنه أن ينجز العجائب بامتثاله لصورة منظمة في حياته، وقد يكون دون هذه الخلائق، بنقيض ذلك، عندما لا يفكر بعقل سوي، وظل هذا الإنسان عبر التاريخ، تارة يتجه صوب تلك الأمم الصغيرة المنظمة فيتعلم منها، وتارة يتوه ويضل الطريق، فيجد نفسه يعيش حياة القطيع، وهي الصورة البائسة التي تعيشها بلاد العرب أوطاني، التي مشكلتها الأولى، في أن الفوضى هي أساس البناء، لذلك فإن البناء لا يستقر كلما علا، وإذا ارتفع يبقى في اعوجاجه ولا يقيم امة ناضجة، ولا يعطي وزنا لحياة.

 

فالعرب في حياتهم البسيطة، عندما دخلوا عالم الاستقرار والمدن، وهو أمر رغّب به الإسلام، فكان أن تعلموا من الاستقرار نمط الحياة المنتظمة، التي تبدأ من مواعيد صلاة الفجر، فتفصل لهم بين وقت النوم ووقت العمل ووقت العبادة، ولكنهم إذا ما عرفوا سر هذه الحياة، فسوف يجعلون من ضعفهم قوة عظيمة، وعلى نقيض ذلك، فان أمة امتلكت كل عناصر القوة، وهذا وهم في الأندلس، لكن هذه القوة لا قيمة لها  لأن الفوضى كانت علامتهم الفارقة، وليس السير بانتظام.

 

بلاد العرب أوطاني، اليوم يعيشون في أغلبهم حياة قطيع الغنم، والأغنام لها عجائب أيضاً، فهي قطعان تسير كيفما ساقها الراعي، ولا تنظر إلا إلى أسفل منها، ولا تعترض على ما يؤخذ منها من حليب وغيرة، كالنحل مثلاً، والأهم من ذلك كله، أن الراعي ربما يرغب بالنوم، أو ينشغل بالعزف على مزماره، ولكي لا يتوه الغنم، يحضر معه كلباً يحرس الغنم، ومع الأيام عندما يكثر نوم الراعي، يصبح الكلب راعياً بامتياز، ويصبح هو من يقود الغنم.