خبر نشيد الإنشاد من ب إلى ب .. هآرتس

الساعة 10:38 ص|12 يونيو 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

كاتب دائم في الصحيفة

ليس واضحا لماذا اختار بيبي القاء خطاب الرد على مبادرة الرئيس اوباما بالذات في جامعة بار ايلان. هل هذا هو رد على قرار اوباما البحث في مصيرنا ومستقبلنا في جامعة القاهرة، شيء من قبيل جامعة ضد جامعة؟ ظهور اوباما في جامعة القاهرة كان منطقيا – فقد توجه الى كل شعوب المنطقة، اما بيبي فيفترض به أن يجيب على اوباما.

إذن لماذا ليس في الكنيست؟ لان بيبي يريد أن يلقي خطابا رسميا، والظهور في الكنيست المنقسمة جدا في رأيها من شأنه أن يصبح سوق صراخ وشتائم تجعل من الصعب التواصل والاثر للخطاب.

رغم المنطق الذي في الحجة، فان الكنيست هي المؤسسة التي تلقى فيها الخطابات الرسمية. ناهيك عن أنه من بار ايلان خرج قاتل اسحق رابين، وهذا وحده اعتبار نفسي مغلوط. كما أنه حتى هذه اللحظة ليس واضحا اذا كانت الحكومة او حتى المطبخ الامني قد بحثا او يعرفا ماذا سيتضمن الخطاب. هل سيكون هذا خطابا استفزازيا؟ ام خطابا يمد يدا مساعدة لنهج اوباما؟ حقيقة أن نتنياهو ينفي بحزم في أنه يرى ان اوباما يسعى الى مواجهة مع اسرائيل كي يرضي العالم العربي، تلمح ربما بان خطابه لن يكون قتاليا كما يعتقدون.

الشكل الذي يقف فيه ايهود باراك الى يمين بيبي يدل على العلاقات التي تنسج بين العائدين. ليس مهما ما قاله بيبي او ما لم يقله، واضح ان اوباما ليس بوش، باراك لا يرى أن اوباما معاد لاسرائيل وبالتأكيد لا يعمل على اسقاط بيبي. الادارة التي ترى في اسرائيل محاورا استراتيجيا ستتطلع الى القيمة المضافة التي في العلاقات مع اسرائيل، كما يعتقد مقربو باراك.

حتى لحظة كتابة هذه السطور لم يرَ باراك، حسب شهادة داخلية، مسودة خطاب بيبي او عناوينه الرئيسة. يحتمل جدا ان يكون الخطاب لم يكتب بعد. ولكني مستعد ان اراهن بان باراك لا يعرف ما هي النقاط الاساس التي ستندرج فيه.

باراك وبيبي قد يكونا عدوين في المنافسة القادمة على رئاسة الوزراء، هما اليوم على علاقات طيبة. ليس "بداية صداقة رائعة" مثل الجملة النهائية في الفيلم الاسطوري "كازبلانكا" ولكن "العلاقات الافضل منذ كانا في دورية هيئة الاركان"، يقول مقرب من بيبي. "سياسيان ناضجان، يفهمان ان من الافضل العمل الواحد مع الاخر من العمل الواحد ضد الاخر". ليس واضحا كم من الوقت ستستمر هذه العلاقات، ولكن بيبي يكاد يضعه في صورة كل موضوع ويتعاون معه. فهل يعرف باراك ما سيقوله بيبي يوم الاحد؟ "في كل الاحوال هو يحاول ان يؤثر عليه"، يقول المقرب.

باراك أيضا، الذي ليس مشهورا كمن له انفجارات اعجاب وتقدير للسياسيين، سمع يتحدث بتقدير كبير عن بيبي. "بيبي يظهر جذرية، مسؤولية وكذا عمق في تصريحاته في المجلس الوزاري وكذا مع الناس من خارج الساحة السياسية". الشكل الذي يعمل فيه يدل على مسؤولية وجدية، وباراك يأمل في أن تكون القرارات ايضا شجاعة. "بيبي لا يتذبذب، هو جدي، ينبغي الامل في أن تكون قراراته جدية ايضا".

باراك يعتقد انه ينبغي الضغط نحو تسوية اقليمية شاملة، وان كانت اسرائيل هي الكيان الاستثنائي والمنعز في منطقتنا، حيال ايران مثلا. دون ان يقول هذا صراحة، ربما بيبي ايضا بدأ يودع "حلم اسرائيل اسرائيل الكاملة". في كل الاحوال، كما يقولون في دوائر باراك، من المهم الحديث مع الولايات المتحدة حتى عن المواضيع التي لا نتفق عليها. "دولتان للشعبين كان شعارا انتخابيا"، ولكن هناك اناس غير سهلين في الليكود وفي اليمين المتطرف، والترددات في اتخاذ القرارات من شأنها الا تكون سهلة. في موضوع ضم كديما الى الحكومة كي تتمكن من الايفاء بالمهام التي امامها – باراك لا يعارض، ولكنه لا يدفع بهذا الاتجاه ايضا. هو يترك القرار بيد بيبي. الاتجاه واضح لدى البائين: كلاهما لا يسارعان الى ضم لفني؛ "هذا كان في يدها وهي التي رفضت"، كما يبرران لنفسيهما.

النقاش الذي امامنا جدي جدا والتردد قاس جدا، و "حان الوقت للتحرر من الخفة التي لا تطاق في الثرثرة واللعبة المزدوجة هذه مع الحقيقة". باراك يرى انه يجب قول "نعم ولكن، بدلا من لا متحدية". محظور، برأيه خلق وضع تعتبر فيه اسرائيل مسؤولة عن عدم النجاح وعدم التقدم. يجب السماح للرئيس اوباما بمحاولة التحرك الى الامام، على قاعدة خريطة الطريق، بصيغة اعلانه. "في اللحظة التي توجد فيه في مركز الخريطة الامور الكبرى – فان المستوطنات ايضا تحصل على الحجوم الصحيحة". وكأن بنا اذا ما اوقفنا فقط توسيع المستوطنات، سيكون هنا شعبان ودولتان؟ حتى الفلسطينيين لا يقولون هذا. ونحن لا نحول بالهراء الشرق الاوسط فنجعله امريكا الشمالية، وعليه فان دولة اسرائيل مطالبة في أن تكون مع قدميها الاثنتين على الارض والا تخرج عن المهمة احتراما للدور الامريكي.

اذا كان خطاب بيبي، أي موقف الحكومة لن يسير نحو مبادرة اوباما، وواصل باراك وبيبي الانشاد الواحد عن الاخر اناشيد المجد بدلا من السير نحو الرئيس الامريكي – يحتمل أن نبدأ ابتداء من يوم الاحد القادم بالعد التنازلي لنهاية الحكومة.