خبر مأساة الطفلة آلاء.. تأخر الأب والأخوة عن القدوم إلى مصر.. فعادت إليهم بالكفن

الساعة 02:33 م|11 يونيو 2009

فلسطين اليوم – "خاص"

عندما تفرق الحدود والمعابر بين الرجل وفلذة كبده وتكون سبباً في فراق بعيد وطويل اسمه "الموت" يمكن حينها أن تطلق على هذا المعبر أو ذاك اسم معبر "الموت".

 

معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة، ومخرجهم للعلاج في الخارج عندما يعجز الطب الفلسطيني بإمكاناته المحدودة من علاج الحالات المرضية المستعصية، كان إغلاقه المستمر ولا زال سبباً في تأخر الوضع الصحي لعدد من الحالات المرضية، وكثيراً السبب في موتها.

 

الطفلة آلاء أكرم لبد من سكان مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كانت إحدى ضحايا معبر رفح عندما أُعلن عن وفاتها قبل ثلاثة أيام، متأثرة بمرض فقر الدم "اللوكيميا".

 

آلاء والتي لم يتجاوز عمرها العامين، نشرت حكايتها على جنبات معبر رفح، الذي حال بين علاجها وتمكن والدها وإخوانها من زيارتها داخل الأراضي المصرية لاستكمال العلاج، لتسطر حجم المعاناة والكارثة التي تلم بمئات الحالات المرضية داخل قطاع غزة

 

والد الطفلة آلاء "أكرم لبد" تحدث لوكالة "فلسطين اليوم" عن رحلة طفلته الرضيعة مع المرض وحكايتها مع معبر رفح، فبدأ حديثه بالقول :" عندما علمنا أن آلاء مصابة بمرض فقر الدم، نصحَنا الأطباء بالتوجه إلى المستشفيات المصرية، لمتابعة الحالة الصحية لطفلتي، حيث تتوفر الإمكانات هناك، لتبدأ رحلة المعاناة كما وصفها الأب لبد".

 

شهر ونصف من التنسيق والإعداد وإحضار الأوراق اللازمة، وانتظار فتح معبر رفح أمام سكان القطاع، مدة انتظرتها الطفلة آلاء لتتمكن من عبور معبر رفح، والسفر إلى الخارج للعلاج".

 

انتقلت آلاء إلى الأراضي المصرية برفقة والدتها وبدأت مرحلة العلاج الأولى، فهناك ترقد آلاء ووالدتها، وفي قطاع غزة يراقب الوالد والأخوة وينتظرون عودة آلاء معافاة.

 

وتابع لبد يقول:" انتهت المرحلة الأولى من العلاج، وتحسن وضع آلاء بصورة كبيرة، وكنت أسمع صوتها عبر الهاتف عندما تكلمني أمها، وشعرت بالراحة قليلاً، وبدأ الأمل في شفاء الطفلة يكبر"، ولكن بعد فترة قصيرة ساءت حالة آلاء مرة أخرى، وانتقل الأطباء إلى المرحلة الثانية من العلاج، وهي عملية زراعة نخاع، وحينها أخبرني الأطباء أنه يجب إحضار أخوة آلاء الباقين إلى المستشفى لإتمام العملية، بأخذ جزء من النخاع وزرعه في جسد الطفلة الصغيرة" وهنا كانت المعضلة كما قال "الأب".

 

فإغلاق معبر رفح، والتحضير لإجراءات السفر، وعمليات التنسيق، وغيرها حالت دون سفر الأب وأبنائه للأراضي المصرية، فساءت حالة آلاء وتدهور وضعها الصحي، فأبت أن يطول شوق والدها وإخوانها لها، ورفضت أن يكون معبر رفح عائقاً أمام هذا اللقاء، فرجعت لهم جثة هامدة، حاضنة إخوانها وأخواتها، تاركة وراءها مئات الحالات، يقفون على المعبر، ويرددون حكايتها.