خبر بعد خطاب اوباما.. العرب مطالبون باستغلال التغيير « المؤقت » في السياسة الأمريكية

الساعة 01:12 م|11 يونيو 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

قال مسؤول دبلوماسي عربي رفيع المستوى إن على الدول العربية استغلال التغيير الحالي في سياسة الإدارة الأمريكية برئاسة باراك اوباما ورغبة الرئيس الأمريكي في التقرب إلى العالمين العربي والإسلامي، في محاولة لتحقيق مكاسب لقضايا العرب ومصالحهم، وبشكل خاص التأثير على الإدارة الأمريكية من اجل الإعلان عن مواقف وخطوات فعلية تساهم في تسريع التوصل إلى حل عادل قابل للتطبيق للقضية الفلسطينية.

 

وأضاف الدبلوماسي العربي أن هذا التغير في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل هو تغيير "مؤقت" وسيتراجع بعد تحقيق الولايات المتحدة لأهدافها ومساعيها، وان التصريحات النارية التي يطلقها أركان الإدارة الأمريكية ستتراجع بشكل تدريجي مع نجاح الولايات المتحدة في تمرير استراتيجيتها بالنسبة لبعض بؤر التفجر ، خاصة في العراق وأفغانستان.

 

وذكر المسؤول الدبلوماسي أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس على سلم أولويات واهتمامات إدارة اوباما على الرغم من التصريحات والخطابات العاطفية والمواقف السياسية التي تتحدث عن معاناة الفلسطينيين وضرورة تحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط، ويرى بان الادارة الامريكية تتعامل بذكاء مع العالمين العربي والاسلامي، وهي تدرك بان "مفتاح القلوب" في العالمين العربي والاسلامي هو الحديث بايجابية واهتمام عن القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين، وان هذا الحديث الايجابي سيساهم في تمرير الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط التي تهدف بالاساس الى توفير المناخ المناسب للانسحاب الامريكي من العراق من خلال المشاركة العربية والاسلامية في حفظ امن العراق وبناء مؤسساته بشكل يخفف العبء عن القوات الامريكية، ويمنح واشنطن القدرة على التركيز على معالجة الاوضاع الصعبة والمتدهورة في افغانستان.

 

ويقول الدبلوماسي العربي ان الادارة الامريكية ترفع راية "المشاركة" في حل الصراعات والازمات دعما لمصالحها وليس انطلاقا من رغبة حقيقية في انهاء الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل.

 

وطالب المسؤول الدبلوماسي في حديثه بضرورة وضع استراتيجية عمل عربية للاستفادة من الظروف الحالية واستغلال رغبة الادارة الامريكية في التقرب الى العالمين العربي والاسلامي، وانه في حال فشلت الدول العربية في استغلال هذه الفرصة فان هذا سيكون "فشلا تاريخيا كبيرا" وان مثل هذه الظروف والحاجة الامريكية للمساعدة العربية قد لا تتكرر في المستقبل.

 

وقال المسؤول العربي ان هناك في اسرائيل من يقرأ صورة الموقف الامريكي بشكل صحيح وذكي، وبان على نتنياهو عدم الدخول في مواجهة مع ادارة اوباما، بل على العكس استغلال التقارب الامريكي العربي بشكل يخدم مصالح اسرائيل، وان يتم العمل على استغلال هذه الاجواء لاقناع ادارة اوباما بضرورة بدء الدول العربية بخطوات بناء الثقة تجاه اسرائيل، وهذا يعني اقامة علاقات علنية بين اسرائيل والدول العربية، وان اسرائيل تمتلك القدرة على ادارة مفاوضات مع الفلسطينيين لسنوات طويلة قادمة، وان المهم عدم السماح بوضع جداول زمنية، على الرغم من انه لا توجد اي تواريخ مقدسة في عالم المفاوضات.

 

ويرى المسؤول العربي انه في حال قرر نتنياهو دعم هذه القراءة في خطابه المقبل فان هذا يفرض على الدول العربية ضرورة الاسراع في وضع استراتيجيتهم والبدء بتطبيقها على الفور، استغلالا للظروف وشباك الفرص الذي لن يبقى مفتوحا الى الابد.