خبر تعاطي البنج.. هل يستلزم قضاء الصلاة؟

الساعة 09:13 ص|11 يونيو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

السؤال: خضع أبي لعملية جراحية احتاج معها إلي تعاطي البنج وقتا طويلا. ففاتته عدة صلوات. فهل يجب عليه قضاؤها بعد إفاقته من البنج؟

 

** يجيب فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فيقول: جاء في الموسوعة الفقهية الطبية: الاغماء يرفع التكليف. ولا تختلف أحكام الاغماء وان اختلفت أسبابه. لأن المعول عليه في هذه الأحكام هو فقدان الوعي الذي يحصل من الاغماء. وبما أن العقل هو آلة الوعي. وهو المعول عليه في التكاليف الشرعية. فان التكليف يرفع عن المغمي عليه حال اغمائه لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتي يستيقظ. وعن الصبي حتي يحتلم. وعن المجنون حتي يعقل".

 

أما الوضوء والصلاة فقد أجمع الفقهاء علي أن الاغماء ينقض الوضوء والتيمم قياسا علي النوم. وذهب المالكية والشافعية وهو قول عند الحنابلة إلي أن المغمي عليه لا يلزمه قضاء الصلاة التي أغمي عليه خلال وقتها. إلا أن يفيق في جزء من وقتها.

 

وقال أبو حنيفة وأبو يوسف: ان أغمي عليه خمس صلوات وجب عليه قضاؤها فان زادت عن خمس سقط القضاء في الكل. لأن ذلك يدخل في التكرار فأسقط القضاء كما هو الحال في الجنون وذهب الحنابلة إلي أن المغمي عليه يقضي جميع الصلوات التي فاتته حال اغمائه.

 

ومن كان جنونه متقطعا فهو مكلف في المدة التي يعود إليه فيها عقله فقط. وألحق بعض الفقهاء به من يعتريه اغماء أو غيبوبة مرضية يفقد فيها وعيه مدة تقصر أو تطول. فهو خلال غيبوبته غير مكلف بصيام ولا صلاة.. فاذا أفاق بعد أيام من اغمائه وغيبوبته فليس عليه أن يقضي صيام الأيام الماضية لأنه كان فيها غير أهل للتكليف.

 

ورأيي أن هذا مسلم في الاغماء القصير الذي يستغرق يوما أو يومين أو نحو ذلك. أما الغيبوبة الطويلة التي عرفها الناس في عصرنا. والتي قد تمتد إلي شهر أو أشهر أو سنين خصوصا مع أجهزة الانعاش الصناعي فهذه أشبه بحالة الجنون الرافع للتكليف في حالة وجوده وتكليف مغيب الوعي هنا بالقضاء فيه حرج عليه وما جعل الله في الدين من حرج.

 

ويقول الشيخ ابن العثيمين رحمه الله في حكم قضاء من زال عقله بالاغماء أو البنج.. هذا محل خلاف فمن أهل العلم من قال: ان زال عقله بشيء مباح فلا قضاء عليه. لأنه معذور. والذي يترجح عندي انه ان زال عقله باختياره فعليه القضاء مطلقا وان كان بغير اختياره فلا قضاء عليه.

 

والله أعلم