خبر خطوة اولى نحو اوباما -هآرتس

الساعة 08:21 ص|11 يونيو 2009

بقلم: ايتمار رابينوفيتش

(المضمون: يتوجب على نتنياهو ان يقوم بخطوة باتجاه أوباما استعدادا للمرحلة القادمة - المصدر).

"ليس بامكان الولايات المتحدة ان تحقق اهدافها في الشرق الاوسط الا ان عالجت الصراع العربي – الاسرائيلي وعدم الاستقرار الاقليمي بصورة مباشرة. لا مفر من الالتزام المتجدد والمتواصل بالسلام العربي الاسرائيلي على كل الجبهات: لبنان، سوريا والتزام الرئيس بوش الصادر في حزيران 2002 لحل الدولتين لاسرائيل وفلسطين. هذا الالتزام يجب ان يتضمن محادثات مباشرة مع ومن خلال بين اسرائيل ولبنان والفلسطينيين (اولئك الذين يقبلون حق اسرائيل بالوجود) وسوريا".

ليست هذه فقرة من خطاب براك اوباما في القاهرة، وانما فقرة من وثيقة تظهر كأحد مصادر الايحاء الهامة التي تحرك سياسة اوباما الشرق اوسطية – تقرير بيكر – هاملتون الذي نشر في كانون الثاني 2006. لجنة بيكر – هاملتون ظهرت كقوة مهمة ثنائية الحزب أوكل اليها اقتراح طريقة لتخليص الولايات المتحدة من الرمال العراقية المتحركة. وزير الخارجية السابق جيمس بيكر من الجانب الجمهوري ولهاملتون الذي كان لسنوات طويلة رئيس اللجنة الخارجية لمجلس النواب من الجانب الديمقراطي نصبا على رأس هذه اللجنة.

بيكر كان مسؤولا بدرجة كبيرة على انتصار جورج بوش الاشكالي في انتخابات تشرين الاول 2000 ولكن مثل جممهوريين معتدلين آخرين كانوا قد خدموا في ادارة بوش الاب، هو يختلف مع سياسة بوش الابن الخارجية وقد اوصى بتغيير النهج في العراق وفي اماكن اخرى. بوش رفض تقرير بيكر – هاملتون ولكن اوباما تبنى بعضا من توصياته الاساسية حتى عندما كان مرشحا وصرح انه سيشرع في حوار مع ايران وسوريا ان انتخب وسيضع القضية الفلسطينية في مكان مرتفع في سلم اولوياتها. العامل المقلق في تقرير بيكر – هاملتون بالنسبة لاسرائيل هو الطرح المباشر للارتباط بين الصراع العربي الاسرائيلي والمشكلة الفلسطينية وبين المصاعب التي تواجهها الولايات المتحدة مع العالمين العربي والاسلامي. هذا الادعاء ليس بجديد. منذ عام 48 يدور جدل بين اولئك الذين يدعون ان تأييد الولايات المتحدة لاسرائيل هو مصدر التوتر بينها وبين قطاعات واسعة من العالمين العربي والاسلامي، وبين اولئك الذين يدعون بان التوتر نابع من مصادر كثيرة – صعوبة العالم العربي في مواجهة الغرب الحديث وتأييد الولايات المتحدة لانظمة محافظة ووجود الجيوش في شبه الجزيرة العربية واجتياح العراق وكذلك الدعم المنهجي لاسرائيل.

اوباما تبنى على ما يبدو الرواية الاولى . مع دخوله للبيت الابيض كان عليه ان يواجه سلسلة مفزعة من المشاكل الدولية: ازمة الذرة الكورية الشمالية، خطر استقرار باكستان، الحرب في افغانستان، التحدي النووي الايراني، الالتزام بالانسحاب من العراق والحاجة لبناء منظومة علاقات جديدة مع روسيا والصين. وفي داخل هذه المنظومة تحتل دول عربية واسلامية مكانة مركزية. من اقتنع انه من دون التعامل السريع والفعال مع الصراع العربي الاسرائيلي سيستحيل حل هذه المشاكل او على الاقل تخفيفها، انما يضع معالجة القضية الفلسطينية في اعلى سلم اولوياتها.

"خريطة الطريق" تلك التي طرحها اوباما وادارته تلزم اسرائيل بخطوتين. الاولى بناء رواية مضادة لتلك التي تظهر في تقرير بيكر – هاملتون. الثانية – الابتعاد عن الجدل حول النمو الطبيعي في المستوطنات والبدء في الاستعداد للخطوة الكبيرة المتوقعة – مبادرة امريكية من الاستئناف المكثف لعملية السلام. خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القريب يجب ان يكون خطوة هامة اولى على هذا الطريق.