خبر وحاليا في اسرائيل -هآرتس

الساعة 08:20 ص|11 يونيو 2009

بقلم: جدعون ليفي

 (المضمون: اسرائيل مشغولة في امورها الخاصة وكأن العالم غير قائم وعلى أوباما ان ينتقل من الاقوال الى الافعال - المصدر).

 

الاقزام يتواثبون: هيا بنا نلقي نظرة على ما يحدث في بلادنا غداة خطاب براك اوباما. كان من الواجب ان يثير خطاب تاريخي كذاك الذي القاه اوباما امواجا في اسرائيل ويثير نقاشا وجدلا. اليكم ما الذي تمخض عن ذلك: باراكنا ايهود وزير الدفاع خاصتنا الذي اعتبر ذات مرة المعيا على الاقل مثل اوباما واكثر مجدا منه، يقول في مقابلة مع اتغار كيرت في صحيفة "هارتس" بالامس: "في ماذا يعيش الشعب الثاني؟ في قفص؟  في سجن؟ في بركة سباحة؟ هو يعيش في دولته". بعد ان قرر مستشار رئيس الوزراء السياسي الابرز أن الدولتان هما حل طفولي، أهو سياسي آخر يقول لنا أننا جميعا اطفال. اطفال حمقى يمكن بيعهم كل حماقة وتفاهة بما في ذلك حماقات تلك المقابلة.

الفلسطينيون الذين لا يستطيعون التنقل من قرية لاخرى من دون تصريح اسرائيلي، ومن دون اية حقوق مدنية أساسية، يداسون مهانين محبوسين من دون أية رموز للسيادة، ومع ذلك يقول لنا أنهم يعيشون الان أعزاء كرماء في دولتهم. ان كان وزير الدفاع يصدق ذلك فعلا فاننا امام قلق شديد في هذه الحالة: وزير الدفاع أصيب بالجنون وفقد اية صلة بالواقع. وان كان لا يؤمن بذلك فانه يمارس الغش والخداع ويتلاعب في عقولنا. فما هو الامر الاخطر الاول ام الثاني؟

فلتقلبوا الصفحة: مقابلة كليل زيزاسفل مع رئيس الدولة شمعون بيرس. نحن لن نقوم باقتباس كل الكلمات التافهة التي قالها لدحض النكبة احتراما لسنه ومكانته وسنتطرق فقط الى ما قاله ردا على سؤال طرح عليه بالعبارة التالية: "التكنولوجيا الدقيقة الراقية كانت قائمة في عهد سيدنا عيسى". يبدو ان خطاب اوباما قد أحدث امواجا هنا. والان أصبح بيرس هو الاخر سياسي – ذو قدرات دقيقة راقية مثل التكنولوجيا خاصته.

وهناك ايضا سياسي صغير المرتبة وهو وزير الداخلية ايلي يشاي، يعمل من اجل تغيير القانون حتى يتمكن من سحب جنسية مواطنيننا عرب اسرائيل. هذا الرجل يمثل الشرائح الفقيرة ومع ذلك هو يقول ايضا ان من الواجب تخصيص ملايين الشواكل للمستوطنات التي عانت حسب قوله طوال سنوات من "التفرقة" لا يريد توجيهها الى يورحام او راهط وليس لبني براغ او سخنين – هو يريد توجهيها الى افرات من بين كل الاماكن. اللجنة الوزارية للتشريع تقترح قانونا: ثلاث سنوات سجن لمن يحيي ذكرى النكبة. تجمعات غوش مسغاف السكانية تطالب بتقديم يمين الولاء للصهيونية كشرط للاقامة في المكان. فما الذي سيحدث في هذا المنحدر الانزلاقي؟

زئيف براودا المستوطن الذي اطلق النار على الفلسطينيين امام عدسات الكاميرا لم يقدم للمحاكمة. تعليلات النيابة العامة ملتوية. عضو الكنيست دافيد روتم وعضو الكنيست اوري اريئيلي اعضاء احزاب عنصرية – شوفينية وكلاهما من المستوطنات التي تسميها الولايات المتحدة والعالم كله مستوطنات غير شرعية، هما يمثلان الكنيست في لجنة تعيين القضاة. محاولة المس بفلسطينيين يمتطون صهوة جياد أو ربما بغال تظهر في وسائل الاعلام وكأنها عملية تخريبية ضخمة تم منعها نتيجة لتهريب السلاح الايراني المحكم والمتطور عبر الانفاق التي يحدثوننا عنها برهبة صبح مساء.

شركة العال تعتذر لانها اسمت الجدار "الجدار الفاصل" وكأنها قسم في وزارة الخارجية. رئيس الوزراء يقول ان مطلب تجميد النمو الطبيعي في المستوطنات "ليس عادلا" وكأنه من الممكن عموما التحدث عن العدالة في قضية المستوطنات. رئيسة المعارضة تسيبي لفني امتنعت عن الرد على سؤال طرح عليها حول امكانية تجميدها للمستوطنات بين جولة مشتريات واخرى في ميدان المدينة محسنة مظهرها الخارجي بصورة كبيرة الا انها تتصرف وكأنها رئيسة معارضة في لوكمسبورغ.

الوزير يوسي بيلد اجل هو اصبح وزيرا ايضا يقترح بان تقوم اسرائيل بفرض العقوبات على الولايات المتحدة وكأنه فأر يزمجر كالأسد وعضو الكنيست ميخائيل بن آري من مذهب كاهانا الصارخين صرخ هو الاخر في وجه جنود الدفاع الاسرائيلي لانهم قاموا باخلاء بؤرة استيطانية صغيرة بصورة سخيفة. دودو توباز اكثر اثارة للاهتمام من اوباما والجميع يتنافسون فيما بينهم حول من الذي يغرس الخنجر اعمق في جسده وهو يتدحرج في ساحة المدينة. اليس ذلك كافيا؟ مواطن يقوم بقتل ظبية بالقاء وزن 60 كيلوغرام عليها لانها اثارت عصبية كلبه واليسار يواصل نومه الطويل. مظاهرات؟ فقط ضد فتح مواقف السيارات في يوم السبت. نقاش فكري؟ فقط بصدد ضريبة القيمة الاضافية التي ستفرض على الخيار.

موسم الخيار في ذروته رغم تحدي اوباما. ورغم ذلك يتوجب علينا ان نكون فرحين فالقيادة تتنقل بين عرس يعقوب بيري وحفل بلوغ ابن روني مانا. اذا هم يقولون لرئيس الولايات المتحدة: خسارة على وقتك. ليس هناك من تتحدث معه في اسرائيل. هذا الامر لن يسير من خلال الكلام وعلينا ان نعلق فوق ابوابنا لافتة: الرجاء عدم الازعاج فنحن مشغولين.