خبر صيغة الكلمات السبعة -هآرتس

الساعة 08:20 ص|11 يونيو 2009

بقلم: آري شافيت

 (المضمون: يتوجب على نتنياهو ان يرفع شعار الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح الى جانب دولة اسرائيل اليهودية لاستعادة زمام المبادرة - المصدر).

ليس بامكان بنيامين نتنياهو ان يقول لا لاوباما. ان قال لا، بدلا من السير نحو التعاون الامريكي الاسرائيلي في قضية ايران سيتورط في مجابهة اسرائيلية امريكية في قضية فلسطين. وان قال لا فسيصب في مصلحة اولئك الذين يفضلون تركيز اوباما على المستوطنات وليس على اجهزة الطرد المركزية. ان قال لا فانه سيصل الى لحظة الحقيقية مع الامريكيين حيث يقف على رأس الولايات المتحدة رئيس في ذروة قوته ورئيس وزراء في حضيض ضعفه. ان قال لا لاوباما، فان نتنياهو قد يحطم عظامه ذاتها ويوصل حكمه ودولته الى حافة الانهيار.

ولكن ليس بامكان نتنياهو ايضا ان يقول نعم لاوباما. ان قال نعم فان الولايات المتحدة قد تحرك على الفور جرافة سياسية شديدة القوة لدفع اسرائيل نحو حدود الرابع من حزيران 1967. ان قال نعم ولن يكون بامكان اسرائيل ان تضمن مصالحها الامنية الحيوية في يهودا والسامرة. ان قال نعم فستقوم خلال مدة قصيرة دولة فلسطينية مسلحة تمنع بطارياتها الصاروخية سلاح الجو من التحرك من مرابضه. ان قال نتنياهو نعم فان اليسار الامريكي واليسار الاوروبي واليسار الاسرائيلي سيزجون باسرائيل في مغامرة عدمية تزعزع استقرارها. ليس بدافع الخبث وانما بدافع النوايا الطيبة الصرفة والنبيلة، اوباما وشركاؤه سيحدقون مستقبل اسرائيل بالخطر.

هناك من يقترحون على نتنياهو التملص من المعضلة بواسطة تبني خارطة الطريق. يتوجب على نتنياهو حقا ان يصادق على خريطة الطريق. أهمية تكمن في انها تتطلع باقامة الدولة الفلسطينية بعملية تدريجية مضبوطة وليس من خلال تحرك فوري يتسم بالاهمال. ولكن خريطة الطريق في اخر المطاف هي وثيقة  مبهمة وليست ناجحة بصورة خاصة.  هذه الوثيقة تنطوي على الكثير من الامور الخفية والقليل من الامور الجوهرية. هي لا تنطوي على تصريح واضح يحدد مشروع الدولتين كما يجب.

في يوم الاحد القريب يتوجب على نتنياهو ان يقول عبارته الكبيرة. وعليه ان يقول امورا تتسم بالحقيقة الداخلية الراسخة وان يقول امورا يوجد لدى الشعب استعداد للتضحية من اجلها بل والكفاح في سبيلها. من جهة واحدة يتوجب على رئيس الوزراء ان يقبل فكرة الدولتين. ليس هناك طريق اخر. ولكن من الناحية الاخرى يتوجب عليه ان ينتزع المخاطر الكامنة في فكرة الدولتين. يتوجب على نتنياهو ان يلخص هذا التعقيد بعبارة قصيرة يفهمها كل انسان حيث انها تحدد بوضوح الرؤية الاسرائيلية للسلام.

اليكم العبارة: حل الدولتين القوميتين. وبصورة موسعة: دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب دولة اسرائيل اليهودية. سبع كلمات. هذا كل شيء. ولكن الكلمات السبع هذه تنطوي على كل شيء. سبع كلمات تنقل العبء السياسي عن كاهل اسرائيل للفلسطينيين. سبع كلمات تنقل عبء التأكيد والبرهنة من نتنياهو الى براك اوباما. سبع كلمات يؤكد من يقبلها على نفسه أنه قد عقد العزم على انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بصورة تتحلى بالمسؤولية. وسبع كلمات يؤكد فيها من يرفضها حقيقة عدائه لاسرائيل وعدم التزامه الحقيقي بأمنها ووجودها.

خطأ قادة كاديما السياسي الاكبر – اريئيل شارون، ايهود اولمرت، تسيبي لفني – تمثل في موافقتهم على اقامة دولة فلسطينية من دون تحفظات لهذه الموافقة. هم افترضوا بصورة بديهة ان فلسطين المستقبلية ستكون منزوعة السلاح وان اسرائيل ستكون يهودية. ولكن ليست هناك امور بديهة بالسياسة. صيغة الكلمات الثلاث التي تتحدث عن حل الدولتين من دون تحديدها ووضع المضامين فيها هي صيغة خطيرة. وهي في ظروف معينة قد تظهر كصيغة فتاكة.

لذلك تتمثل مهمة نتنياهو باستبدالها بصيغة الكلمات السبع. الصيغة البديلة وحدها هي التي تتيح لنتنياهو اصلاح ما اعطبه اسلافه. الصيغة البديلة هي القادرة على اعادة زمام المبادرة السياسي والتفوق الاخلاقي الاسرائيلي. ان رفض جيراننا الاقتراح سنعرف جميعا ما الذي نقتل من اجله وما الذي نقتل في سبيله. ولكن ان قبلوا صيغة الكلمات السبع فسيفتح الطريق نحو السلام الحقيقي. سلام بين دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبين دولة اسرائيل اليهودية.