خبر مشعل ينتظر نتنياهو- يديعوت

الساعة 08:18 ص|11 يونيو 2009

بقلم: افرايم هليفي

بين المستمعين الكثيرين لخطاب رئيس الوزراء نتنياهو يوم الاحد القريب سيكون مواطنو اسرائيل، رؤساء الدول في ارجاء المعمورة وملايين العرب والمسلمين من اقصى العالم حتى اقصاه. بينم اولئك سيكون ايضا خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي بتصفيته امر رئيس الوزراء نتنياهو قبل 12 سنة. صدف التاريخ تجعل رئيس الوزراء ومشعل يلتقيان على مسار صدام القوى والارادات الذي لا مفر منه.

هل حقا؟ قبل اقل من اسبوع توجه الرئيس اوباما الى الفلسطينيين والى اسرائيل في خطابه التاريخي في القاهرة، مطالبا بحزم التقدم بسرعة في مسيرة المفاوضات بينهما. توجهاته الى اسرائيل كانت نحو عنوان واحد: حكومة اسرائيل. توجهاته الى الفلسطينيين كانت لعنوانين منفصلين: السلطة الفلسطينية وحماس.

من السلطة طلب ان تطور قدرة على الحكم، وضمنيا فان هذه لا تزال غير قائمة. وفور ذلك توجه الى حماس، التي لم تعقد الولايات المتحدة حتى اليوم أي حوار وقال: "لحماس يوجد تأييد ما في اوساط الفلسطينيين ولكن عليها ايضا ان تعترف بمسؤولياتها كي تتمكن من اداء دورها في تحقيق تطلعات الفلسطينيين، توحيد الفلسطينيين، فان على حماس أن تضع حدا للعنف، تعترف بالاتفاقات السابقة وتعترف بحق اسرائيل في الوجود".

لهذا التوجه المباشر من الرئيس الامريكي نحو حماس سبقت سنوات من المقاطعة وانعدام الاعتراف. وقد صنفت حماس فقط كمنظمة ارهابية والولايات المتحدة وقفت خلف السياسة الاسرائيلية، التي تطلعت، ورسميا لا تزال تتطلع الى "اسقاط" الحركة.

خطاب اوباما فتح كوة نحو سياسة اخرى، في ظل معرفته المسبقة بمكانة حماس كلاعب ذي وزن ولا سيما كجهة مطلوبة لغرض تحقيق وحدة فلسطينية، بدونها لن تتحقق أي تسوية. منذ حملة "رصاص مصهور" توجد حماس في عملية استخلاص دروس من الضربة الشديدة التي وجهها اليها الجيش الاسرائيلي واجهزة الامن، وضمن امور اخرى عادت وطلبت مجددا العلاقة – الحوار – مع الولايات المتحدة.

الرئيس اوباما لم يعطها مبتغاها، ولكنه المح لها بان بلاده تفهم بان لحماس قدرة كامنة على الهدم المطلق لكل حوار اسرائيلي – فلسطيني. ينبغي الافتراض بان نتنياهو على علم جيد بهذا الجانب، والاحرى سيفكر فيه في الوقت الذي يبلور الاستراتيجية التي يبلورها تجاه غزة، حيث تقيم حماس وضعا متوترا من وقف النار من جانب واحد في ظل الترقب لما سيأتي.

مشعل يلمح بانه يحتمل أن يلقي بذاته خطابا بعد خطاب رئيس الوزراء، يرسم فيه استراتيجية حركته. الى جانب الدروس من القتال لا بد ان مشعل سيعطي رأيه بفشل حليفه – حزب الله – في لبنان هذا الاسبوع، مثلما في الصراع الداخلي المتعاظم في ايران حول الانتخابات الرئاسية.

ولكن بقدر لا يقل عن ذلك سيستمع مع اعضاء قيادته لخطاب رئيس الوزراء كي يفهم ماذا تعتزم اسرائيل عمله في الاشهر القريبة في موضوع غزة وسيرغب في أن يعرف اذا كانت اسرائيل ايضا تعترف ان لحماس "تأييدا ما" في اوساط الفلسطينيين واذا كانت تستخلص استنتاجات مشابهة لتلك التي استخلصها الرئيس اوباما ام ربما يسير رئيس الوزراء في اتجاه مغاير.

حذار أن نخطىء: حماس لن تتبنى الشروط الثلاثة لاوباما واسرائيل في الايام القريبة القادمة. ليس الان، ولكن ربما في موعد آخر. في زيارته الى اوروبا قال اوباما، وعن حق شديد ان اسرائيل هي احدى الدول القوية في العالم. كما أنه يتوقع بان تتصرف كدولة كهذه – واثقة من نفسها ومن قوتها دون ان تقلق يوميا على مجرد وجودها.

للوهلة الاولى، إذن، لا توجد أي حاجة للانشغال في موضوع حماس في الخطاب السياسي لرئيس الوزراء. ولكن ليس هكذا هو الحال. الوضع الحالي في غزة لا يمكننا أن نبقيه على مدى الزمن دون تسوية ما. وقد سبق لاوباما أن ألمح بذلك في خطابه.

لقد سبق لمشعل ان قال: "دولتين". ليس قول رئيس الوزراء في هذه الصيغة هو ما يهمه. ما سيقوله نتنياهو عن استمرار سياسته في غزة وتجاه حماس سيؤثر جدا على ما سيفهمه ويفعله مشعل. السبيل الذي سيرسمه رئيس الوزراء في هذه المسألة بالذات، الطريقة التي ستتصرف فيها حماس ردا على ذلك والسبيل الذي تصاغ فيه سياسة الولايات المتحدة حيال هذين الجانبين سيملي ما سيحصل في غزة في الفترة القريبة القادمة. "ترتيب، كف نار"، ام حرب مع حماس التي تعيد بناء نفسها.

كما أن هذا سيحسم مصير السلطة الفلسطينية وفرص مبادرة الرئيس اوباما مثلما عرضت في خطابه في القاهرة.