خبر يد ممدودة للاسلام -هآرتس

الساعة 08:17 ص|11 يونيو 2009

بقلم: أسرة التحرير

بيان رئيس الوزراء بشأن نيته في ان ينشر يوم الاحد القريب القادم خطوط عقيدته السياسية يجب ان يكون مشجعا. رئيس الوزراء الذي تنافس في الانتخاب على برنامج سياسي مصوغ جيدا، ليس مطالبا بان ينشر مرة اخرى برنامجه ومبادئه. من هنا، من المسموح الافتراض بان بنيامين نتنياهو يعترف بضرورة ملاءمة المبادىء مع الواقع والايديولوجيا مع احتياجات الحياة. ما هو مطلوب من الخطاب المتوقع لرئيس الوزراء لا يحتاج الى تخمينات. الخطوط السياسية اللازمة حددها جيدا الرئيس الامريكي براك اوباما وكبار ممثلي ادارته.

الاسلوب الذي يثير الالحاح من جانب الرئيس الامريكي وتلميحات الضغط لا يجب أن تخيف الاسرائيليين. فاوباما بالاجمال يسعى الى اعادة اسرائيل الى التزاماتها حسب خريطة الطريق وموافقتها على مبدأ الدولتين للشعبين، والذي هو تحصيل حاصل لخريطة الطريق. نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان سبق أن اكدا استعدادهما للتمسك بالاتفاقات التي تبنتها حكومات اسرائيل السابقة. من هنا فلا جديد جوهري في سياسة اوباما. تصميمه على تطبيقها هو امر يبدو انه يثير القلق والتحفز من جانب محافل اليمين، التي اعتادت على سياسة امريكية مترددة وتبادل الغمز والتفاهمات الغامضة التي منحت برنامجا خصبا للمزروعات البرية في المناطق.

نتنياهو، الذي يعرف جيدا طريقة عمل الادارة الامريكية، يعرف أن هذه المرة لن تجدي مناورات التملص. اعادة صياغة السياسة والاعتراف بضرورة تطبيقها يمكنهما أن يكونا خطوة لا مفر منها، والتي هي نتيجة الضغط والتطلع الى الامتناع عن المناكفة. كما يمكن ايضا اتخاذ خطوات كهذه بشكل يمهد الرأي العام في اسرائيل ويستقبل كتوجه صادق نحو العالم العربي.

نتنياهو يمكنه أن يتبنى اسلوب اوباما ويعرض الى جانب سياسته يدا مبسوطة للمصالحة. مصالحة مع الفلسطينيين، مصالحة مع العرب في اسرائيل ممن تلقوا ضربات "الولاء" من اعضاء حكومته ومصالحة مع العالم الاسلامي الذي يفحص بقلق مساعي السيطرة الاسرائيلية على المدينة المقدس للاديان الثلاثة. كفاءات نتنياهو الخطابية لا تحتاج الى برهان. هذه المرة يمكنها أن تخدمه كأداة سياسية كفيلة بان تخلق اجواء جديدة وان تزرع أملا مشابها لذاك الذي زرعه خطاب اوباما.