خبر مصادر فرنسية :واشنطن والعواصم الأوروبية تسعى لتشكيل جبهة موحدة ضد الاستيطان

الساعة 06:01 ص|11 يونيو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت مصادر فرنسية رسمية جانبا من المشاورات الدائرة بين واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية والعربية في موضوع سلام الشرق الأوسط الذي كان على رأس الملفات التي تناولها الرئيسان نيكولا ساركوزي وباراك أوباما يوم السبت الماضي في مدينة كان، على هامش الاحتفالات بالذكرى الخامسة والستين لإنزال الحلفاء في منطقة النورماندي الفرنسية.

وأفادت هذه المصادر، التي تحدثت إليها صحيفة «الشرق الأوسط»، أن الجانبين «يدرسان ما يمكن اتخاذه من تدابير عملية» في موضوع الاستيطان لحمل إسرائيل على وقفه بكل أشكاله. وترى باريس أن «الفرصة الحقيقية اليوم» هي أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «يستطيعان أن يشكلا جبهة واحدة» من أجل الدفع باتجاه السلام، باعتبار أن توافقهما «العميق» سيمنع هذا الطرف أو ذاك، خصوصا الطرف الإسرائيلي، من اللعب على حبل الاختلافات. وتؤكد المصادر أن محور البحث هو أنه «إذا لم تحترم إسرائيل التزاماتها حقيقة في خريطة الطريق وفي أنابوليس، فستتخذ إجراءات محسوسة وملموسة بحقها» لحملها على تنفيذ تعهداتها. وتعتبر باريس أن الرئيس أوباما «صادق وجدي في بحثه عن السلام في الشرق الأوسط» ولذا «يتعين على كل الجهات القادرة على مساعدته ألا تتوانى عن ذلك» بما فيها دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية. وتلاحظ المصادر الفرنسية أنها «المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤولون أميركيون أن إقامة دولة فلسطينية مصلحة قومية أميركية» ما يعكس جدية هذه الإدارة ورغبتها في «الاستفادة من الدينامية السياسية والدبلوماسية» المتوافرة لها في الأشهر الأولى من عهدها. ووفق المنظور الفرنسي، فإن «من واجب الاتحاد الأوروبي أن يكون على الأقل بنفس العزم والاندفاع» الذي تبديه الإدارة الأميركية، وبالتالي يتعين «مواكبتها ومساعدتها»، أولا في موضوع الاستيطان لوقفه، وثانيا في توفير مقترحات وضمانات لتسهيل توصل الأطراف لحلول للقضايا العالقة.

ومما تقترحه أوروبا نشر قوات على مداخل غزة وإعادة فريق الرقابة على المعابر، بل زيادة عديده وتوسيع مهماته، والمشاركة في إيجاد المخارج المقبولة لموضوع القدس، ومساعدة السلطة على بناء قواتها الأمنية الذاتية، والمساعدة على خروج القوات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية، فضلا عن المساعدة المالية والاقتصادية الموضعية في الوقت الحاضر والأعم في إطار حل شامل ينضوي تحته موضوع اللاجئين الفلسطينيين.

وكانت باريس قد اقترحت مؤتمر قمة للسلام يعقد قريبا جدا. لكن المصادر الفرنسية قالت لـ «الشرق الأوسط» إن الجانب الأميركي رد بالقول إن الظروف «غير ناضجة» بعد لمثل هذه القمة. وخلال لقائهما السبت الماضي، وعد ساركوزي أوباما بـ «مساعدته» في الشرق الأوسط من خلال العمل على إيجاد «جبهة أوروبية متماسكة وداعمة» له في المنطقة رغم التردد الذي تتسم به مواقف بعض الدول مثل ألمانيا وهولندا وجمهورية التشيك وبولندا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. ومع ذلك، فقد عمدت دول الاتحاد الأوروبي إلى تجميد قرار تعزيز العلاقات الأوروبية ــ الإسرائيلية مع حرب غزة الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر باريس أنه يتعين على العرب مواكبة التحرك الأميركي وعدم الاكتفاء بترديد أنهم طرحوا مبادرة السلام العربية 2002 وعادوا إلى تفعيلها في قمة الرياض العربية في ربيع 2007. وترى باريس أن يغتنم العرب دينامية دبلوماسية أوباما ورغبته الصادقة في تحقيق إنجاز ما في موضوع السلام. ولذا فهي تقول إن «التصرف الذكي هو في حشر إسرائيل من خلال ما يمكن أن يقوموا به من خطوات» تدل على رغبتهم في السلام مقابل وقف إسرائيلي حقيقي للاستيطان والتزام التوصل إلى السلام. واستطردت المصادر الفرنسية «نقول للعرب: ساعدوا أوباما ولا تترددوا في بناء بعض تدابير الثقة، التي من شأنها تسليح الرئيس الأميركي وإعطائه الحجج بوجه إسرائيل».

غير أن المسألة المستعصية بالنسبة لباريس تبقى الوضع الفلسطيني الداخلي الذي يضعف الفلسطينيين ويعطي الحجج لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمقاومة الضغوط بالقول «كيف يمكن أن نتعاون أو أن نعطي دولة لأشخاص كهؤلاء ليست لديهم أية مصداقية ".