خبر عباس يعرض صفقة على معارضيه بقيادة فتح يضمن فيها تبني الحركة خطه السياسي

الساعة 05:09 ص|11 يونيو 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتماد خطه السياسي المعلن اساسا لانعقاد المؤتمر الحركي السادس قبل موافقته على حضور اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يفترض ان يعقد اليوم الخميس في العاصمة الاردنية عمان وبحضور جميع اعضاء اللجنة.

 

وابلغت مصادر فلسطينية مطلعة 'القدس العربي' بأن عباس وفي اتصالات مكثفة جرت معه مؤخرا وافق على حضور اجتماع اللجنة المؤجل في عمان، كما وافق على ترتيب مصالحة بينه وبين القطب الثاني في الحركة فاروق القدومي بشرط اساسي وهو عدم اعتراض الخط السياسي الذي تقترحه مؤسسة الرئاسة لعقد المؤتمر الحركي السادس داخل او خارج فلسطين خلال الاسابيع القليلة المقبلة.

 

وابلغ الرئيس عباس شخصيات بارزة في الحركة من ضمنها ابو ماهر غنيم واحمد قريع بأن الاول من تموز بالنسبة للرئاسة لم يعد موعدا مقدسا لانعقاد المؤتمر الحركي، وهي اشارة تعني بأن اتصالات الازمة في اللحظات الاخيرة بين الاقطاب تنجح في ترتيب المؤتمر الحركي على مقاس الرئاسة حيث اعتبر مراقبون بأن تحديد عباس سابقا للاول من تموز (يوليو) موعدا لانعقاد المؤتمر السادس هو مناورة تكتيكية لرسم المشهد الحركي في وضعه الحالي.

 

ولم تعد الفرصة قائمة عمليا لاقامة المؤتمر في الاول من تموز (يوليو) لان الاعضاء الذين ينبغي ان يحضروه لم يبلغوا بعد، ولان المكان الذي سينعقد فيه لم يتحدد بعد بصورة نهائية.

ويتوقع ان ينعقد اجتماع المركزية الحاسم في عمان اليوم الخميس بحضور جميع اعضاء اللجنة بمن فيهم عباس الذي وافق على مصالحة مشروطة توسط بها ابو ماهر غنيم مع فاروق القدومي الموجود بدوره في عمان منذ ثلاثة ايام.

 

وعلم بأن عباس وضع ثلاثة شروط اساسية لحضور اجتماع عمان برفقة القدومي وهي الكف عن ابداء التحفظات العلنية التي يطرحها الاخير على الخط السياسي للرئيس عباس، وضمان موافقة اللجنة المركزية بجميع اعضائها على البرنامج السياسي للرئيس، ووقف النشاطات والاتصالات المعادية للرئاسة وبرنامجها التي يقوم بها القدومي مع سورية وايران تحديدا، وكذلك وقف المؤتمرات الصحافية والتعميمات والمذكرات التي يصدرها الأخير تحت عنوان الشغب على الرئيس.

 

ومن الواضح ان القدومي وافق مبدئيا على هذه الشروط بعدما عجزت اللجنة المركزية عن عقد اجتماعها الذي كانت قد اعلنت عنه في الاول من شهر حزيران (يونيو) حيث ابلغ ابو ماهر غنيم رفاقه من قدامى الحركة بأن اي اجتماع للمركزية بدون عباس لن يكون منتجا.

ولوحظ بأن اللجنة المركزية فشلت في عقد اجتماعها منفردة ولم تتخذ اي اجراء او موقف بعد اعلانها رسميا منتصف ايار (مايو) الماضي عن عقد اجتماع لها في الاول من حزيران (يونيو) لبحث مكان وزمان انعقاد المؤتمر الحركي.

 

ويبدو ان التنازلات التي قدمتها اللجنة المركزية للرئيس عباس نجحت في ترطيب الاجواء بينه وبين القدومي اولا، وفي التمهيد ثانيا لعقد اجتماع عمان بعدما بات مرجحا تنازل عباس عن موقفه القاضي بعقد المؤتمر السادس للحركة في اول تموز (يوليو) وفي الداخل الفلسطيني.

 

وفي السياق قدم عباس لانضاج هذا الترتيب تنازلين تمثلا في موافقته على عقد المؤتمر الحركي في الداخل والخارج معا عن طريق كونفرنس عبر الفيديو للمشاركين في الخارج، وتمثل التنازل الثاني في تقديمه ضمانات شخصية بتجديد انتخاب وبالتالي بقاء ثلاثة من قادة الحركة اعضاء في اللجنة المركزية وتبني التجديد لهم في الداخل وهم ابو ماهر غنيم ومحمد جهاد وفاروق القدومي.